من وحي الهجرة

شعر : صفاء القاضي.

الهجرة هي هجر الكفر
وذهاب من وجه الفجر
الهجرة هجر للوطن
لكن فيها بعض العبر
قد ذهب القلب
إلى حيث يحب
قد ترك المال
وترك الأرض
لا عمل ينمو
بين ثنايا الضعف
وثنايا الظلم
الهجرة حانت فالنحيا
في أي مكان
تحملنا فكرة
تسرقنا فيها الأزمان
الفكرة كانت إيمان
إيمان قد يعلو مداه
حتى الأوطان
حتى الأحباب
والدار الملئى بالذكرى
خرج الأحباب
ورسول الله يهاجر
لا شيء يساوي بقاء
الوطن عباب سماء
لا يغلو وطن يدنيني
يقذفني فوق الأنواء
الهجرة أن ترحل
أن تترك
أن تتفرد في الإصغاء
الهجرة كانت أحرفها
تحمل معنى للبعد
لرحيل أو لغياب
لكن هجرتنا لم ترحل
لم تبعد عنا أو منا
حملت أحرفها بالقلب
لمعاني لقاء
ومعاني حبا يلتحف
بنجوم سماء
هجرتنا كانت لاتحمل
إلا الأحباب
أحرفها نبض من طاعة
دقات قلوب سماعة
ليت الهجرات
دامت وتلاحت للأيام
الهجرة نبع مرتاد
لقلوب تزداد بريقا
وقلوب تتبع طريقا
وقلوب تنبض فياضة
بالحب إلي هجرة طيبة
الهجرة هاد وبناء
تدعمه عصف الأنواء
ويقويه غدر الأوطان
ما تحمل أرض وسماء
تبدو نقصان
لا يبدو الآن مكتملا
إلا الإيمان
الهجرة هاد وقبيلة
حملتها كل الأزمان
حتى صارت كونا
يترسخ في الأذهان
هادي الهجرة
العشق الأبدي الطاهر
ممتد عبر الأزمان
أجيال عاشت بالهجرة
أجيال صانتها الهجرة
أجيال تهفو للهجرة
تتلو آيات القرآن .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.