مهرجان إيزيس الدولى لمسرح المرأة فى دورته الثالثة: احتفاء بسميحة أيوب وتكريم رموز الإبداع
مهرجان إيزيس الدولى لمسرح المرأة فى دورته الثالثة: احتفاء بسميحة أيوب وتكريم رموز الإبداع
تقرير_أمجد زاهر
تستعد القاهرة خلال أيام قليلة لاستقبال حدث مسرحي استثنائي، إذ تنطلق في الخامس والعشرين من سبتمبر فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة، المقرر أن تستمر حتى الثاني من أكتوبر المقبل، لتتحول العاصمة المصرية إلى منصة مسرحية تحتفي بإبداع المرأة في مختلف أنحاء العالم.
وتحمل هذه الدورة اسم سيدة المسرح العربي الفنانة الراحلة سميحة أيوب، تخليداً لمسيرة فنية ممتدة ساهمت خلالها في صياغة ملامح المسرح المصري والعربي عبر أعمال خالدة ذات رسائل إنسانية وفنية مؤثرة.
المهرجان الذي ترأسه هذا العام الفنانة عبير لطفي، وتديره كل من الكاتبة والمخرجة عبير علي والكاتبة والناقدة رشا عبد المنعم، وضع برنامجاً متنوعاً يوازن بين العروض المسرحية والفعاليات الفكرية.
ويأتي اختيار اسم سميحة أيوب ليعكس ليس فقط وفاءً لرمز مسرحي كبير، بل أيضاً رسالة واضحة بأن المسرح ما زال يقدّر من وضعوا حجر الأساس لمكانته الراهنة.
تكريمات تليق بمسيرة نسائية مُلهمة
أعلنت إدارة المهرجان قائمة المكرمات هذا العام، والتي تضم مجموعة لامعة من الفنانات وصانعات المسرح ممن قدّمن عطاءً كبيراً على مدى سنوات. من بينهن الفنانة حنان سليمان، والفنانة فريدة فهمي، والفنانة عايدة فهمي، إضافة إلى الفنانة معتزة عبد الصبور، والمخرجة المنفذة علا فهمي، والأكاديمية د. منى صادق.
كما يشهد المهرجان حضوراً عربياً ودولياً مميزاً من خلال تكريم الفنانة اللبنانية حنان الحاج علي، والممثلة والمخرجة الإيطالية آنا دورا دورنو. هذه الأسماء تعكس اتساع نطاق المهرجان وحرصه على تكريم رموز تتجاوز الحدود الجغرافية.
عروض من مصر والعالم
برنامج العروض المسرحية لهذا العام يبدو ثرياً ومتنوعاً، إذ يشمل سبعة عروض مصرية تعكس تنوع المدارس الإخراجية والتمثيلية داخل مصر، إلى جانب عروض قادمة من لبنان وفلسطين وإيطاليا واليابان.
وتشارك إسبانيا كضيف شرف بعملين متميزين، بما يؤكد الطابع الدولي للمهرجان ويمنحه بُعداً ثقافياً يتجاوز المحلية إلى العالمية.
ندوات فكرية ورؤية مستقبلية
ولا يقتصر المهرجان على العروض المسرحية فقط، بل يفتح المجال أمام النقاش الفكري والتبادل الثقافي عبر ندوتين نوعيتين. الأولى تناقش الذكاء الاصطناعي واستخداماته الفنية وحقوق الملكية الفكرية، وهو موضوع يعكس وعي المهرجان بالتحديات المعاصرة التي يواجهها الفنانون.
أما الندوة الثانية فتأتي ضمن مسار “الشهادات” تحت عنوان “كيف نفذن من الحائط الشفاف”، بمشاركة عدد من الفنانات والناقدات مثل الفنانة سلوى محمد علي ومايسة زكي وجهاد الديناري، لتطرح رؤى نسائية جريئة حول العقبات والتطلعات في مسرح المرأة.
رعاية واسعة ودعم مؤسسي
يحظى المهرجان برعاية مؤسسية وثقافية موسعة، من بينها وزارة الثقافة المصرية، ووزارة الشباب والرياضة، والهيئة العربية للمسرح، والمجلس القومي للمرأة، إضافة إلى دعم من عدة سفارات وجهات ثقافية دولية مثل السفارة الهولندية بالقاهرة، ووكالة التعاون الإيطالي، وسفارة النرويج، بجانب مؤسسات محلية كقطاع المسرح، والمجلس الأعلى للثقافة، والمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وصندوق التنمية الثقافية، ومركز الهناجر للفنون، ومسرح السامر، وقبة الغوري.
بهذا الزخم، يثبت مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة أنه ليس مجرد منصة للعروض، بل هو مساحة للتلاقي والحوار والاعتراف بدور المرأة كصانعة للفن وناقلة للثقافة، ورسالة بأن المسرح لا يزال قادراً على إعادة صياغة الواقع وبث روح التغيير.
