مهرجان الجونة ظاهرة من مظاهر السخف في المناخ الثقافي المصري
مع غياب شخصية الدولة الثقافية واضمحلال الحراك الثقافي الثري بالأعمال الفنية والثقافية الإيجابية التى ترتقي بالوعي و الذوق العام والمعايير والقيم الاجتماعية بما يؤثر إيجابيًا على سلوك الأفراد والمجتمع فمن الطبيعي أن يصنع كل صاحب مال ثقافة على هواه
بقلم : سيد البالوي
إنه الفراغ وإفراغ المجتمع المصري من المحتوى الجيد وزارة ثقافة تتعامل مع الواقع بسياسة وأنا مالي كلمني عن شغلي أنا بس فلا إذن منها ولا مراقبة ولا يحق لها التدخل فهى والعدم سواء .
مجموعة من الفنانين يستضيفهم رجل أعمال فلا قيمة ولا جودة ولا رسالة ولا هدف. غير أن الأمر عبارة عن ملهى ليلي أو نادي للعراة تحت مسمى المهرجان .

غض الطرف
وتقف الدولة المصرية العظيمة العريقة برجال أمنها وجيشها و كنائسها و أزهرها وكل تاريخها فى موقف( غض الطرف). وكأن مباح أي حد معاه فلوس يخلق حالة من الفوضى ويهدم القيم ويرسخ للانحلال. والعري وتشويه القيم الوطنية بدون تدخل ولا رقابة ولا محاسبة وكان أولى أن يشرع قانون. يلزم كل من يدعو أو يقيم حدث ثقافي تحت أي مسمى. كمهرجان أو مؤتمر أو مسابقة أو ملتقى أو صالون أو نادي ثقافي. أن يحصل على تصريح من وزارة الاختصاص بالشأن الثقافي. على ان يحضر ممثل للجهة المختصة. وحال وجود أي مخالفة يتم إتخاذ إجراءات قانونية ضد الجهة المسؤولة عن التنظيم .
هذا إذا كنا بحق دولة تحترم تاريخها ومكانتها ونريد بحق أن نكون دولة فى مصاف. الأمم المتقدمة التى تخضع الجميع لسيادة القانون .

ومن المضحك والعبث. أن جميع الأضواء تسلط على ممثل وهو لا يقدم أي رسالة أو فكر ولا يمكن الاعتراف. بالممثل أنه يحمل رسالة إلا إذا كان يقوم بعمل أخر بالاضافة للتمثيل مثل التأليف أو الإخراج أو الإنتاج. هنا فقط يمكن القول أنه يقدم رسالة ويحاسب على جودة العمل. أما كونه ممثل فقط فلا يلام على المحتوى ولا يقيم. إلا على موهبة التمثيل فقط ولا يتحمل الأثر السلبي للعمل .
وكما يوجد للعمل الإعلامي والصحفي ميثاق وكما يوجد للعمل الدبلوماسي. قوانين وكما تم تقويم الخطاب الديني يجب عمل ضوابط تنظم فوضى المهرجانات والحفلات. فما يقع منها على تدمير للفكر وسلب للعقل الذي تنفق عليه الدولة من أجل تخريج أجيال. على أُسس من العلم والمعرفة أخطر بكثير مما يتخيله رجل أعمال مراهق أو فنانين يلهثون وراء كل صاحب مال .

