مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبى.. دورة جديدة ترفع شعار الهوية والتجريب معًا

مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبى.. دورة جديدة ترفع شعار الهوية والتجريب معًا

تقرير_أمجد زاهر 

كشفت إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، برئاسة الدكتور سامح مهران، عن البوستر الرسمي للدورة الثانية والثلاثين المقرر إقامتها خلال الفترة من 1 إلى 8 سبتمبر المقبل.

وجاء التصميم بتوقيع الفنان مصطفى عوض، الذي قدم رؤية بصرية تعكس تزاوج الهوية المصرية العريقة مع روح الحداثة والتجريب، في لوحة تحمل دلالات فنية وثقافية عميقة.


حورس.. رمز الحماية والهوية المصرية

استلهم الفنان مصطفى عوض فكرة البوستر من تمثال حورس، الإله الحامي في الحضارة المصرية القديمة، معتبرًا إياه رمزًا مباشرًا للقوة والهوية. وأوضح أن حضور حورس ليس مجرد اختيار زخرفي، بل رسالة تؤكد على عمق التاريخ المصري وقدرته على الإلهام عبر العصور.

ووضع عوض المسرح في خلفية التصميم ليُجسد جوهر المهرجان، كونه فضاءً مفتوحًا للتجريب، وتلاقح الأفكار، وتبادل الخبرات بين مسارح العالم. بهذا المزج، يصبح البوستر نفسه تجسيدًا لرؤية المهرجان: الانطلاق من الجذور المصرية نحو آفاق عالمية.

مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبى.. دورة جديدة ترفع شعار الهوية والتجريب معًا
مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبى.. دورة جديدة ترفع شعار الهوية والتجريب معًا

ألوان نارية مستوحاة من جداريات المعابد

أما على مستوى الألوان، فقد اعتمد المصمم على تدرجات نارية ساخنة تمنح البوستر طاقة متجددة، وتشد نظر المتلقي من اللحظة الأولى. وأكد عوض أن اختياره لم يكن عشوائيًا، إذ استلهم هذه التدرجات من النقوش والجداريات الفرعونية التي زينت جدران المعابد المصرية القديمة، والتي طالما كانت مصدر إشعاع بصري وثقافي.

هذا الدمج بين الألوان القوية والملامح الفرعونية أتاح إبراز الهوية المصرية كركيزة أساسية، مع تقديمها في ثوب معاصر يتماشى مع روح التجريب، ليكون البوستر في حد ذاته مساحة فنية تحمل الماضي والحاضر معًا.

 


لجنة المشاهدة.. 200 عرض في الميزان

وفي سياق متصل، كانت إدارة المهرجان قد أعلنت مؤخرًا عن تشكيل لجنة مشاهدة واختيار العروض المصرية، وضمت نخبة من الأكاديميين والنقاد: الدكتورة أميرة الوكيل، الدكتور عمرو الأشرف، الناقد أحمد خميس، الدكتورة عبير فوزي, الناقد باسم صادق, المخرج هاني عفيفي, الكاتبة رشا عبد المنعم, المخرج أحمد طه, والدكتورة رجوى حامد.

 

شاهدت اللجنة ما يقرب من 200 عرض مسرحي مصري، واختارت منها عرضين للمسابقة الرسمية هما: “رماد” (إنتاج فرقة فرسان الشرق)، و”الجريمة والعقاب” (إنتاج مسرح نهاد صليحة). كما وقع الاختيار على عرض واحد للعرض على الهامش هو “هل تراني الآن” إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية.


منصة إبداعية عربية ودولية

على مدار أكثر من ثلاثة عقود، ظل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي أحد أبرز المنصات المسرحية في المنطقة العربية، إذ يفتح الباب أمام التجارب المبتكرة من مختلف أنحاء العالم، ويتيح فرصة للتفاعل بين المسرح المصري والعربي ونظيره العالمي.

وبينما يحافظ المهرجان على هويته المصرية العريقة، فإنه يواصل أداء دوره الريادي في دعم الابتكار المسرحي، والانفتاح على أحدث اتجاهات العرض، ما يسهم في إثراء الحركة المسرحية محليًا وعربيًا ودوليًا.

ومع انطلاق الدورة الثانية والثلاثين، يبدو أن المهرجان مقبل على محطة جديدة من التجريب والتجديد، تؤكد أن المسرح سيظل دائمًا مرآة للثقافة، وجسرًا للتواصل بين الشعوب.


 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.