مواسم الخير والطاعات

 مواسم الخير والطاعات

بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

إن أيام عشر ذي الحجة، هي أفضل أيام السنة على الإطلاق، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى باتفاق .

فاعرفوا لهذه العشرة شرفها واقدروا لها قدرها، واطلبوا فضل الله فيها واغتنموها بصالح العمل، والتوبة إلى الله تعالى فيها من التقصير والزلل، والحذر من مقارفة الذنوب إجلالاً وتعظيماً لله عز وجل قبل مضيها أو مفاجأة الأجل .

مواسم الخير والطاعات

فإن مواسم الخير لا تدوم، وإن غنيمة المتسابقين إلى الخيرات لا يحيط بها إلا الحي القيوم، وإن المفرط المسوف يلوم ولنفسه ظلوم.

انتفعوا من فسحة الأجل بصالح العمل قبل أن تواجهوا ما ذكر الله عز وجل من قوله تعالى :

﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ .

إن أعظم وأحب ما تقرب به المتقربون إلى الله تعالى في هذا العشر :

أداء فرائض الطاعات، ثم اجتناب المنهيات والتوبة إلى الله تعالى مما سلف من السيئات ثم التحبب إلى الله تعالى بالنوافل المستحبات، فاعبدوا الله محسنين، واذكروه مصبحين وممسين وكل حين، وادعوه مخلصين له الدين، حافظوا على الصلوات واركعوا مع الراكعين، وأدوا الزكاة، واستكثروا من الصدقات، وصوموا ما تيسر لكم من أيام تلك العشر المباركات .

وخصوصاً يوم عرفة لغير الحجاج فإنه يكفر خطايا سنتين، وأكثروا فيها من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، واجهروا بهذا الذكر في هذه الأيام، في المساجد والبيوت والأسواق فإنه من شعار الإسلام.

تاج الأعمال الصالحة وأعظمها وسيلة للتجارة الرابحة الحج والعمرة مع البر والنفقة الطيبة فإن فيها كمال الدين، ومنافع عظيمة للمؤمنين .

ومن أسباب سعة الرزق وتكفير الآثام، وفيها إظهار لعظمة وعزة الإسلام، وإغاظة لأعداء الملة وهما من أعظم أسباب دخول الجنة، ناهيك بما في رحلتهما من فرصة مباركة للتفقه في الدين وتحقيق الألفة والتعاون على الخير بين المؤمنين.

ومن لم يتيسر له الحج فليغتنم هذه العشر بما سبقت الإشارة إليه من أنواع الذكر والطاعة وليحافظوا على الجماعة وليحرص على الأضحية فإنها نسك عظيم، وسنة ثابتة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – الكريم عليه من ربه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم.

اعبدوا الله مولاكم، وكبروه على ما هداكم، وضحوا تقبل ضحاياكم، وأفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وأحسنوا بأنواع الإحسان إلى أهل الإسلام، وكفوا الأذى بغير حق عن الخاص والعام، وتحلوا بحسن الخلق وابتغوا عند الله الرزق .

وتذكروا أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور والأموال، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، فاستقيموا كما أمرتم واجتنبوا ما عنه نهيتم واستغفروا الله وتوبوا إليه من سيء ما أسلفتم.

وصدق الله حينما قال :

﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.