مواطن سوري يثير وسائل الإعلام بهذا التصرف خلال الحرب
جهينة نيوز
يواظب “أبو عبدو” الرجل الخمسيني، مهندس الميكانيك، على رعاية عشرات السلاحف، ليقدم لها الغذاء والدواء والمكان المريح في حديقة خضراء أطلق عليها أهل الحي اسم “حديقة السلاحف”.
يقول منقذ السلاحف، مصطفى خليفة (أبو عبدو)، من مدينة حلب السورية، لوكالة “سبوتنيك”: أعشق هذا النوع من الحيوانات وكل هذا الكم الكبير من السلاحف القابل للزيادة يعود في أصله لحكاية، ولموقف عابر حدث معي بالمصادفة، حينما مررت بحديقة مهجورة خلال الحرب والقصف الذي كانت حلب تتعرض له، لأشاهد سلحفاة مريضة، وبحاجة للعناية، حملتها معي، وقدمت لها الرعاية، والاهتمام، لقد ازداد تعلقي بها، وأمضيت الكثير من الوقت وأنا أراقب صبر هذه السلحفاة وإصراراها على الحياة، وهي تحمل بيتها على ظهرها أينما حلت واتجهت”.
ويضيف خليفة: بعد فترة قصيرة جلبت لهذه السلحفاة “عريسها” ثم وضعت بيوضها، وبدأت السلاحف بالتكاثر بالتزامن مع جمع السلاحف التي تعيش في (خطوط التماس) التي هجرها سكانها بسبب قذائف المسلحين التي كانت تتساقط على منازلهم، ليبلغ عددها اليوم أكثر من مئة سلحفاة، تعيش في حديقتي وتزحف على امتداد رقعتها خضراء، تنعم بالاهتمام والرعاية المناسبة، “ولولا أني وزعت الكثير من السلاحف الصغيرة للأطفال ليتعلموا الاهتمام بهذه الحيوانات الأليفة والجميلة، لكان عدد السلاحف بحديقتي أكبر بكثير، لقد أنقذت واحدة في زمن الحرب وهاهي تهديني المئات من السلاحف اللطيفة”.
ينظر أهالي الحي لـ “أبو عبدو” بعين الاحترام والتقدير للوقت والجهد اللذين يبذلهما في سبيل رعاية السلاحف وغيرها من الحيوانات الأليفة، وتقديم كل مستلزمات عيشها، وحمايتها منذ زمن الحرب وحتى أيام السلم والأمان التي تعيشها محافظة حلب منذ تحريرها من سيطرة وسطوة الجماعات الإرهابية المسلحة.