ميزان العقل الفردي والجمعي .. مبدع مفكر تحركه خيوط السوشيال ميديا

ميزان العقل الفردي والجمعي .. مبدع مفكر تحركه خيوط السوشيال ميديا

 

ميزان العقل الفردي والجمعي من مبدع مفكر وناقد لبينوكيو تحركه خيوط السوشيال ميديا

بقلم د/ خلود محمود محمد

 

بينوكيو ماريونت متحرك في يدي صانعه في يوم من الأيام كان هناك نجار وحيداً يعاني عدم الاختلاط بالناس والافراد من حوله كان يدعي السيد جيبيتو (Mister Geppetto)، كان فقيرا طاعنا في السن ووحيدا فأقدم على صناعة دمية الطفل بينوكيو، انطلاقا من خشبة استخرجت من شجرة صنوبر حصل عليها في وقت سابق من عند جاره ، تميز بينوكيو بطابعه السيئ، فحال إتمام العمل على قدميه أقدم الأخير على ركل صانعه السيد جيبيتو وبعد أن تعلم المشي، فرّ بينوكيو من منزل والده جيبيتو نحو المدينة، وهناك تعرضت الدمية الخشبية للاعتقال من قبل رجال الشرطة الذين لم يترددوا لحظة واحدة في فتح تحقيق حوله .

 

النجار العجوز في السجن

ميزان العقل الفردي
ميزان العقل الفردي

إثر ذلك، أقدمت الشرطة على اعتقال السيد جيبيتو بعد اتهامه بسوء معاملة ابنه بينوكيو ليجد النجار العجوز نفسه في السجن ، وبعد عودته إلى منزل والده، أقدم بينوكيو على قتل شخصية الصرار الناطق بعد أن سحقه بمطرقة ، وبهذه الحركة قتل بينوكيو ضميره، حيث مثّل الصرار الناطق والذي عاش بالمنزل منذ أكثر من 100 عام صوت الخير والحكمة ، إلا أن بينوكيو غطّ مرة في نوم عميق قرب الموقد، واحترقت قدماه، ومع خروج والده جيبيتو من السجن، حصلت الدمية الخشبية على زوجين جديدين من الأرجل، إلا أنه واصل سلسلة أعماله السيئة كالسرقة، والكذب، والهرب من المدرسة، وبسبب ذلك تعرض الصبي الخشبي للسجن، والضرب، والتجويع قبل أن يشنق في النهاية عند الجزء السابع عشر على جذع شجرة .

 

دمي تحركها وسائل التواصل

 

كانت تلك أحداث قصة بينوكيو وأن كانت تغيرت في الأجزاء التي استحدثت الإ أن القصه الأصل نعيشها جميعاً الأن فنحن الدمي التي تحركها وسائل التواصل الإجتماعي كيفما تشاء ووقتما تشاء بمحتواها الجاذب لنا بل الأسر لنا .
جئنا الدنيا مميزون عن سائر المخلوقات بعقل أنعم الله به علينا لنفكر ونتطور وننتج وتكون الغاية هي الادراك السليم المقترن بالتفكير قبل كل موقف وسلوك أو فعل ولا ننساق وراء فكر قبل أن نحلل ونفكر ونقتنع ، لكن سرعان ما حور الانسان عقله مستخدماً التكنولوجيا التي انتجت في الاساس لمساعدة الأفراد في آداء عملهم بشكل أفضل وتسخير مقاومتها كالدقة والسرعة وغيرها لخدمة الفرد والمجتمع إلي حيلة من أنجح الحيل للسيطرة علي الأفراد من خلال استهداف الناحية النفسية للإنسان مستخدماً المحفزات الإنسانية للسلوك البشري مثل زرع الخوف والفضول والإلهاء أو الحماسة والحب وغيرهم لجعل الفرد يتصرف ويفكر مثل الماريونت محركات عقله متسلسلة بخيوط يتحكم بها أفراد غيره فيما يعرف بالهندسة الاجتماعية والتي تعرف بأنها أحدث العلوم الانسانية فهي فن اختراق العقول باستخدام مجموعة من التقنيات للتحكم في البشر ، تتكون أولي خطوات عملها في معرفة الضحية وجمع المعلومات اللازمة عنه ثم رسم أفضل الطرق لاختراقه .

 

خطوات السيطرة والاختراق

 

وهنا تلعب مواقع التواصل الاجتماعي الدور البطولي في تقديم المعلومات عن المجتمع وافراده علي طبق من ذهب فنحن من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي وبكل تناغم نضع عليها كامل البيانات والمعلومات الخاصة بنا بل وآراءنا وتفاصيل حياتنا البسيطة منها والمعقدة أفكارنا واهتماماتنا الرأي المؤيد والمعارض فلا صعوبة في الخطوة الأولي بل نحن من قدمنا حياتنا لاول خطوات السيطرة والاختراق ثم تأتي الخطوة الثانية وهي عملية اغراء العقل للوقوع في فخ التفكير او تقبل السلوك أو انتهاج الفكره التي يريد مستخدم الهندسة الاجتماعية أن يتبناها أفراد المجتمع ثم ننتقل الي المرحلة الثالثة وهي السيطرة وهي مرحلة أسهل مايكون فقدت تم استخدام معلومات حقيقيه عنك أنت كنت مصدرها عن طريق أتاحت حياتك وتفاصيل أفكارك علي مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم تم استخدامها بالشكل الأمثل لإقناع عقلك عن طريق الاغواء بنواقصه واحتياجاته ليصل في النهاية مستخدم الهندسة الاجتماعية لهدفه ويحصد نجاح مهمته في اختراق فكرك والسيطرة عليه .

النواقص والاحتياجات

 

نحن جميعاً أصبحت بالنسبة لنا مواقع التواصل الاجتماعي هي واقع حياتنا الحقيقي وليس الافتراضي كما نظن فجميع ممارسات حياتنا الاجتماعية نقاشنا وآراءنا نقلنها من التعامل المباشر والحي إلي السوشيال ميديا وأصبحت هي الملاذ الأمن بالنسبة لأفراد المجتمع وتفتت نواه المجتمع الصغيرة وتغيرت طباعها وتقاليدها وترابطها وأصبح ترابط الكتروني أننا غير مدركون أن تلك الوسائل لها أبعاد أخري تساوي في تأثير خطورتها أختراق الرصاصة للجسم لكن هنا هي رصاصة تخترق الفكر وتبرمج العقل بفكر معين ينتهجه الفرد أما بالتأثير عن طريق استخدام التأثيرات النفسية والاجتماعية أو باللعب علي النواقص

اقرأ أيضا الاستخدام الكثيف لوسائل التواصل الاجتماعي يدفع للانطوائية والانتحار

والاحتياجات ، لا يوجد شئ نتعرض له علي السوشيال ميديا بلا هدفاً أو سبب حتي أبسط المعلومات هي تصل إلينا لسبب ما قد لا ندركه نحن ، عزيزي القارئ لا تكن فريسه يغويك الغرض المعلن من مواقع التواصل الاجتماعي وهو التقارب والنقاش واعلان الرأي والتوجه العام والفكر فهي وسائل لقراءة الفكر الاجتماعي لنا ولمجتمعنا لمعرفه كيفية استخدام فكرنا في الاحتيال علينا .

اقرأ أيضا لعنة وأضرار وسائل التواصل الإجتماعي “السلام الداخلي”

كاتبة المقال
د/ خلود محمود محمد
مدرس الاعلام الرقمي بالمعهد العالي للدراسات الادبيه- المدرس الزائر بكلية الدفاع الوطني

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.