مَاذَا يَجِبُ عَلَيْك فِي صَوْمِ رَمَضَانَ

📗 مَاذَا يَجِبُ عَلَيْك فِي صَوْمِ رَمَضَانَ 📗

بقلم فضيلة الشيخ / احمد تركي

إِنَّ صِيَامَ رَمَضَانَ عُبَادَة عَظِيمَةٌ فَعَلَى الْمُسْلَمِ أَنْ يَهْتَمَّ بِها غَايَةُ الِاهْتِمَام ، وَمِمَّا يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ لصيام رَمَضَان وَلِكُلّ صَوْمٌ وَاجِبٌ مَا يَلِي :

1- أَن يُبيِّت نِيَّة الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ : (من أَيِّ جُزْءٍ مِنْ الليل) ، وَلَوْ أَكَلَ بِاللَّيْل سحوراً أَوْ غَيْرِهِ بِنِيَّةِ إنْ يَصُومَ غداً فَقَد بيَّت النِّيَّةِ مِنْ اللَّيْلِ . .

وَقَدْ قَالَ : ( مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَلَا صِيَامَ لَهُ ) رَوَاهُ النَّسَائِيُّ .

2- أَنْ يُمْسِكَ عَنْ جَمِيعِ الْمُفْطِرَات ، مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ الثَّانِي إلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ : (حتى تَغْرُب الشمس) بِنِيَّةِ التَّعَبُّدِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقَدْ قَالَ : ( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ) رَوَاهُ الشَّيْخَانِ .

3- أَنْ يَتَجَنَّبَ الْمُفْطِرَات (يجب) ، وَهَذِه الْمُفْطِرَات هِيَ أَنْوَاعٌ :

⁦▪️⁩الْأَوَّل : الْجِمَاع بِإِيلَاج الذَّكَرِ فِي الْفَرْجِ : وَهُوَ أَعْظَمُ أَنْوَاعِ الْمُفْطِرَات وَأَعْظَمُهَا إثماً ، فَمَنْ جَامَعَ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ ، وَالصَّوْم واجبٌ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ الْقَضَاءُ وَالْكَفَّارَةُ وَالتَّوْبَة إلَى اللَّهِ تَعَالَى ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ الرَّجُلِ الَّذِي وَقَعَ بِامْرَأَتِهِ فِي رمضان… .

فَقَالَ لَهُ : ( أَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ مَا أَجِدُهَا قَالَ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا ) رَوَاهُ الشَّيْخَانِ .

⁦▪️⁩الثَّانِي مِنْ الْمُفْطِرَات : إنْزَالُ الْمَنِيِّ بِاخْتِيَارِه : بِتَقْبِيل ، أَوْ مُبَاشَرَةٍ ، أَوْ لَمَسَ ، أَو اِسْتِمْناء وَنَحْو

وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ : ( يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .

أَمَّا الْمُبَاشَرَة وَالتَّقْبِيل وَاللَّمْس بِدُون إنْزَالٍ فَلَا يُفْطِرُ بِهِ ، لِقَوْلِ عَائِشَةَ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ ) رَوَاهُ الشَّيْخَانِ .
وَأَمَّا الْإِنْزَال بِالِاحْتِلَامِ أَوْ بالتفكير المُجرّد فَلَا يُفْطِرُ بِهِ .

⁦▪️⁩الثَّالِث : الْأَكْلِ أَوْ الشُّرْبِ : مِنْ الْفَمِ أَوْ الْأَنْفِ ، أيّاً كَانَ الْمَأْكُولُ أَوْ الْمَشْرُوبِ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة : 187] .
وَقَال : ( وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا ) رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ (صحيح) .
⁦▪️⁩الرَّابِع : مَا كَانَ بِمَعْنَى الْأَكْلِ أَوْ الشُّرْبِ : وَهُوَ حَقْنٌ الدَّم فِي الصَّائِمِ ؛ لِأَنَّ الدَّمَ يُغَذِّي الْبَدَن ، وَالْآبِر المغذية ، وَأَمَّا غَيْرُ المغذية فَلَا يُفْطِرُ بِهَا .

⁦▪️⁩الْخَامِس : إخْرَاجِ الدَّمِ بِالْحِجَامَة : وَكَذَلِك سُحِب الدَّمُ الْكَثِيرُ ، لِقَوْلِه  : ( أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد (صحيح)…

أَمَّا إخْرَاجُ الدَّمِ الْيَسِيرِ لِلتَّحْلِيل ، وَالرُّعَاف ، والنزيف ، وَقَلْعُ السِّنُّ ، وَالْجُرْح فَلَا يفطِّر .

⁦▪️⁩السَّادِس : التَّقَيُّؤ عمداً : لِقَوْلِه : ( مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ ) ..
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ (صحيح) .

⁦▪️⁩السَّابِع : خُرُوجُ دَمِ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ : لِقَوْلِه فِي الْمَرْأَةِ : ( أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
فَيَجِبُ عَلَى الصَّائِمِ تَجَنَّب الْمُفْطِرَات إلَّا مَا لَيْسَ فِي اخْتِيَارِهِ ، كَالْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ .

⁦▪️⁩الثَّامِن : نِيَّةُ الْفِطْرِ : لِقَوْلِه : ( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ) رَوَاهُ الشَّيْخَانِ .

• كُلّ الْمُفْطِرَات الَّتِي بِاخْتِيَار الصَّائِم إنَّمَا يُفْطِر بِهَا إذَا تَنَاوُلُهَا عالماً ، ذاكراً ، مختاراً ، لَا ناسياً أَو مكرهاً ، أَو جاهلاً ، وَقَدْ قَالَ : ( مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ ) رَوَاهُ الشَّيْخَانِ . . .

لَكِنْ لَا يُبَالِغُ الصَّائِمِ فِي الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ .

وَيَجُوزُ لِلصَّائِمِ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهُ شِدَّةِ الْحَرِّ وَالْعَطَشُ بِالتَّبَرُّد بِالْمَاء ، أَوْ الثَّوْبِ الْمَبْلُولَ بِالْمَاءِ ، وَلَا كَرَاهَةَ فِي ذَلِكَ .

نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَي أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنْكُم صَالِح الْأَعْمَال ، ويردنا إلَيّ دِينِنَا رَدّا جَمِيلًا . .

وَإِن يُصْرَف عَنَّا الاؤبئئة وَالْأَمْرَاض وَالْفِتَن ماظهر مِنْهَا ومابطن ، عَن بِلَادِنَا وَعُمُوم بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ . ، بِرَحْمَتِك يارحم الرَّاحِمِين . . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ نَبِيِّنَا الْكَرِيم مُحَمَّد الْهَادِي الامين…

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.