مِصْرَ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ
مِصْرَ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ
بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
فَضْلُ مِصْرَ فِي الْقُرْآنِ
ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حِكَايَةً عَنْ قَوْلِ يُوسُفَ :
﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِين﴾
[يوسف: 99]
قَالَ تَعَالَى :
﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾
[يوسف: 21]
وَقَالَ تَعَالَى :
﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ﴾
[يوسف: 30]
وَالْمَدِينَةُ : مَنْفُ .
وَالْعَزِيزُ :
رَئِيسُ وُزَرَاءِ مِصْرَ حِينَئِذٍ
وَقَالَ تَعَالَى :
﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا﴾
[القصص: 15]
وَهِي مَنْفٌ مَدِينَةُ فِرْعَوْنَ .
وَقَالَ تَعَالَى :
﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى﴾
[القصص: 20].
هِيَ مَنْفٌ أَيْضًا .
وَقَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ فِرْعَوْنَ وَافْتِخَارِهِ بِمِصْرَ :
﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي﴾
[الزخرف: 51]
وَقَالَ تَعَالَى حِينَ وَصَفَ مِصْرَ ، وَمَا كَانَ فِيهِ آلُ فِرْعَوْنَ مِنَ النِّعْمَةِ ، وَالْمُلْكِ بِمَا لَمْ يَصِفْ بِهِ مَشْرِقًا وَلَا مَغْرِبًا وَلَا سَهْلًا وَلَا جَبَلًا ، وَلَا بَرًّا وَلَا بَحْرًا :
﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِين﴾
[الدخان: 25-27]
وَالْمَقَامُ الْكَرِيمُ : مِصْرُ فَقَدْ كَرَّمَهَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَوَصَفَهَا بِالْكَرَمِ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ .
فَهَلْ يُعْلَمُ أَنَّ بَلَدًا مِنَ الْبُلْدَانِ فِي جَمِيعِ أَقْطَارِ الْأَرْضِ أَثْنَى عَلَيْهِ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ بِمِثْلِ هَذَا الثَّنَاءِ ، أَوْ وَصَفَهُ بِمِثْلِ هَذَا الوَصْفِ ، أَوْ شَهِدَ لَهُ بِالْكَرَمِ غَيْرَ مِصْرَ ؟
فَضْلُ مِصْرَ فِي السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ
وَعِنْدَ مُسْلِمٍ في الصَّحِيحِ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ :
سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مِصْرُ ، فَاسْتَوْصُوا بِقِبْطِهَا خَيْرًا ، فَإِنَّ لَكُم مِنْهُمْ صِهْرًا وَذِمَّةً .
وَرَوَى أَبُو ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ :
سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا ، فَإِنَّ لَهُم ذِمَّةً وَرَحِمًا .
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ يَرْفَعُهُ :
إِذَا فُتِحَتْ مِصْرُ فَاسْتَوْصُوا بِالقِبْطِ خَيْرًا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا .
فَأَمَّا الرَّحِمُ
فَإِنَّ هَاجَرَ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مِنَ الْقِبْطِ مِنْ قَرْيةٍ نَحْوَ الْفَرَمَا .
يُقَالَ لَهَا أَيْ : لِهَاجَرَ أُمُّ الْعَرَبِ .
وَأَمَّا الذِّمَّةُ
فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ تَسَرَّى مِنَ الْقِبْطِ مَارِيَةَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهِيَ مِنْ قَرْيَةٍ نَحْوَ الصَّعِيدِ .