“مِصْرُ في عُيُونِ أبْنَائِها وَهُم بالخَارِجِ” بقلم لمياء زكي

 

تُختزلُ كثيرٌ منَ المشاعرِ الحانية في قُلُوب المصريِّين وهم خارج وطنهم، تختلطُ ما بين حُبٍّ وشوقٍ وخوفٍ ونظرات تأمُّلٍ إلى أين يأخذُ المستقبلُ بلادنا؟

ويكتسح الرُّعب أحياناً تلك المشاعرَ، حينما نرى بعض السلبيَّات التي يضخِّمها الإعلامُ تارةً، والمتقوِّلون تارة أخرى، متناسين تاريخاً وحضارةً بصمتيهما تصمدُ أمام أيِّ سلبيَّاتٍ وظروفٍ طارئةٍ، ولا تزعزعُ مكانتها مهما كانت.

إنَّها مِصرُ يا سَادةُ

مصرُ جميلةٌ رغْم أَنفِ الجميع، مصرُ جميلةٌ بكلِّ إيجابيَّاتها وسلبيَّاتها؛ السلبيَّات التي ممكن أنْ توجدَ في أكبر دول العالم، وأيضاً أكثر دول العالم تحضراً وتقدماً.

فإنَّ لكلِّ جوادٍ كبوةً، ولكلِّ فارسٍ غفوة،
لكن ما من جواد يكبو للنهاية،
وما من فارسٍ يغفو للأبد!!

لكن هي الحياةُ تحديَّاتٌ بكلِّ تفاصيلها، وتحتاجُ منَّا إلى إنجازاتٍ؛ كيْ نفوزَ بما هُو مشرق، وننتظر دوماً فجراً مليئاً بالأماني والأحْلامِ.

لنْ نجدَ في دولة أخرى روحَ الشَّعب المصري، بكلِّ تفاصيله المرحة والباسلة وقت الشِّدَّة، والقويَّة أيضا التي يتخلَّلُها الإصرار على النَّجاح والعمل في أحوج الظروف.
لنْ نجدَ في أيِّ دولة الأكلاتِ المصريَّة، خاصَّةً الشَّعبيَّة، والَّتي تتميزُ بها مصرُ، والتي يفتقدُها أبناؤها بالخارج، وشوارعها ومبانيها ذات التُّراث القديم منها والجديد المميز.
وكذا جوّها المعتدل صيفاً وشتاءً مقارنة بأيّ دولةٍ أخرى في العالم.

وبرُغْم الانتقاد الكبير الذي يوجَّهُ لبعض المجالات، مثل التَّعليم …. إلا أنَّنى أرى أنَّ التَّعليم في مصر يعدُّ من أنجح أنظمة التَّعليم في العالم؛ والدَّليل على ذلك، وجود شخصيَّات مصريَّة في مختلف البلدان أبهرت العالم في مجالاتها المختلفة، والتي تخرَّجتْ في جامعاتٍ مصريَّة من مختلف المحافظات؛ علماء، ومعلمين، وأطباء، وبعثات، وإعلاميين، ومهندسين بالخارج، حيث شرَّفوا مصر، ووضعوا بصمةًِ يخلَّدُ اسمُها على مدارِ أزمانٍ وليس زمناً بعينه.

وَمهمَا بلَغتْ أنوارُ أيِّ دولة أخرى، فلنْ تضاهي ضوءَ مصر، بدفئها الاجتماعي، بشوارعها المضاءة إلى آخر السَّاعات المتأخرة من اللَّيل، وهنا أتذكَّرُ جملة “عمار يا مصر”.

قد يقولُ شخصٌ ما: إنَّ رأيي هو تحيُّزٌ أو محاباة تجاه بلدي، وأنا أقول: إنَّما هو حُبٌّ وانتماءٌ وشرفٌ تجاه وطني الذي ولدتُ على أرضه، ونشأتُ وتعلَّمتُ فيه.

تذكِّرُني قصةٌ قصيرةٌ لصديقةٍ سوريَّةٍ قالتْ لي: إنَّها حينما يُذكرُ أمامَها اسمُ مصرَ؛ يخفقُ قلبُها بالشَّوق والحُبِّ؛ فلها مع مصر قصصٌ لا تُنسى، ويكفي أنَّها حينما جاءت إلى مصر وجدتْ معنى الأهل والعشرة والحُبّ الأمان والكرم، في وقت كانت سورية تنزف بدماء شعبها، وقالت لي: إذا حاولتُ التحدُّث عن مصر؛ وجدتُ معانيَ لا تكفي مجلداتٌ لوصفها.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.