نبذة عن الأديب الكبير “نجيب محفوظ” في ذكرى ميلاده..حصل على جائزة نوبل وتعرض للاغتيال
كتبت دعاء سنبل
أول أديب عربي يحصل على جائزة نوبل قصصه ورواياته وبالأخص التي تحولت لأعمال سينمائية ودرامية عايشة وباقية في أذهانناً حتى الآن ،من يقرأ كتابته يرى مدى واقعيته ورصده للأحداث ،تقرأ وكأنك تعيش داخل رواياته،هو الكاتب الكبير”نجيب محفوظ ” أسمه بالكامل ” نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا” ولد في حي الجمالية بالقاهرة في 11 ديسمبر 1911م ، والده كان يعمل موظفاً.
التحق بجامعة القاهرة في 1930م، وحصل على ليسانس الفلسفة، وكان ينوي تحضير رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.
التحق “محفوظ” بالعمل في وظيفة سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954م، وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية، وفي 1960م عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون آخر منصب حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما ، وتقاعد بعده مع مؤسسة الأهرام ليصبح من أهم كتابه.
ثلاثية القاهرة كانت نقطة الحسم في مسيرة محفوظ حيث أصدر تلك السلسلة الروائية من ثلاثة أجزاء لتتحدث عن حياة الناس في القاهرة عبر ثلاثة أجيال بين الحرب العالمية الأولى وحتى استلام الضباط الأحرار السلطة عام 1952م, وأجزاء الرواية حسب التسلسل هي “بين القصرين” وصدرت عام 1956م، ثم “قصر الشوق” عام 1957م، وأخيراً “السكرية” في نفس السنة, وحققت تلك الثلاثية شهرة عالمية لنجيب محفوظ وترجمت للعديد من اللغات.
واستخدم “محفوظ” أسلوب الرمزية في رواياته أولاد حارتنا التي سببت ردود فعلٍ قوية وكانت سبباً في التحريض على محاولة اغتياله، آخر مشواره الأدبي أتجه إلى أسلوب الفنتازيا في كتاباته كما ظهر في روايته “الحرافيش، ليالي ألف ليلة” حيث تنوعت أساليه وطريقته من فترة لأخرى ، حين قامت ثورة 1919م، كان نجيب عنده 7 سنوات تأثر بها وتذكرها فيما بعد في رواياته بين القصرين أول أجزاء ثلاثيته.
أثارت رواية “أولاد حارتنا”جدلاً واسعاً في مصر والعالم العربي, حيث استخدم فيه محفوظ أسماء بعض الأنبياء في الشخصيات واعتبره تطاول على الذات الإلهية ،و تعرض” محفوظ” للتهديد بالقتل وفي عام 1994م، تعرض محفوظ لمحاولة قتل فشلت،حيث طعن في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة
لكنه تركته بإصابة كبيرة في اليد اليمنى منعته من الكتابة لأكثر من عدة دقائق في اليوم مما أثر بشكل كبير على استمرار أعماله.
حصل نجيب محفوظ على جائزة الدولة المصرية مرتين تقديراً لأعماله, كما حصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1988م، كما كرمته الجامعة الأمريكية في مصر بميداليته الرئاسية وفي 2002 تم تعيينه كعضو في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم.
تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952م، من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات ولم يُعرف عن زواجه إلا عندما تشاجرت إحدى ابنتيه أم كلثوم وفاطمة مع زميلة لها في المدرسة، فعرف الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر بين المعارف.
رحل عن عالمنا ” نجيب محفوظ” في 29 أغسطس 2006م،متأثر بقرحة نازفة بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة في محافظة الجيزة لإصابته بمشاكل صحية في الرئة والكليتين،رحمه الله وغفر له.