نجمة جميلة من زمن جميل
…..
خفيفة الظل سلسلة الاداء
لم يشغل احد مكانها منذ رحلت فى مثل هذه الايام
وفي ذكراها لا يمكن ان ننساها
هى الفنانه .نبيلة السيد ..
ولدت نبيلة في 7 أغسطس 1938 في حارة أبوالشوارب المتفرعة من شارع محمد علي، لأب عمل حينها كمتعهد أفراح، وله متجر لبيع الآلات الموسيقية كذلك، وهو ما دفعها، عندما كبر سنها، إلى التوجه إلى الأفراح للغناء حتى تساعد عائلتها.
رغم تعلقها بالغناء من خلال مشاركاتها في الأفراح، إلا أن والد إحدى زميلاتها فتح أمامها باب التمثيل وهي لا تزال طفلة، من واقع تكليفه بالبحث عن صغيرات لفيلم «غزل البنات»، لتظهر مع الفنان نجيب الريحاني في مشهد داخل أحد الفصول المدرسية ..
تعلقت بالفنان نجيب الريحاني إلى درجة هروبها من مدرستها الثانوية لحضور عروض فرقته المسرحية، وواظبت على حفظ النصوص إلى أن أتيحت لها فرصة المشاركة في مسرحية «30 يوم في السجن» بعد غياب إحدى الممثلات، وأجادت الدور.
حصلت فيما بعد على دبلوم المعهد العالي للتمثيل، كما التحقت بفرقة «ساعة لقلبك» بالإذاعة، ثم شاركت في مسلسلات إذاعية عدة، كان أغلبها من تأليف الراحل محمود السعدني، الذي حرص على اصطحابها في أعماله، ومن خلال تلك العلاقة تعرفت على شقيقه الأصغر الفنان صلاح السعدني.
في تلك الفترة أصبح لها حضور على خشبة المسرح بشكل أكبر، ومن أبرز الأدوار التي جسدتها آنذاك «لهلوبة الأروبة» في عروض مسرحية «الملاك الأزرق»، ثم مسرحية «شفيقة القبطية» مع الفنانة تحية كاريوكا، قبل أن يستعين بها المخرج حسن الإمام في فيلم «بياعة الجرايد» في بداية الستينيات.
شاركت بعدها في العديد من الأعمال السينمائية، على رأسها «عفريت مراتي» و«أبي فوق الشجرة» و«أنا وهو وهي»، بجانب مسرحيات «البيجامة الحمراء» و«أصل وصورة» و«عفريت الست شوقية».
في السبعينيات، انتقلت إلى فرقة أمين الهنيدي المسرحية، ووقعت عقد احتكار لمدة عام كامل لم تشارك في أي عمل خلالها، واكتفت بتقاضي أجرها الشهري إلى أن مُنعت عنه، ما تسبب في الدخول إلى ساحات القضاء للفصل في الأمر، وهي الفترة التي شهدت عرض فيلم «البحث عن فضيحة» وقامت فيه بدور صغير لكن لقي جماهيرية واسعة.
شاركت في مسرحية «العيال كبرت» في عام 1979 مجسدةً دور الأم، لكنها اعتذرت عن عدم إكمال العرض قبل تصويره، لتحل محلها الفنانة كريمة مختار التي اشتهرت بهذا الدور فيما بعد، ومثّل علامة فارقة لها في مسيرتها.
خلال تلك الفترة قدمت ثنائيًا شهيرًا مع الفنان محمد رضا، وشاركت معه فيما يقرب من 30 عملًا بين السينما والتليفزيون والمسرح، على رأسها أفلام “عماشة فى الادغال ” و «ممنوع في ليلة الدخلة» و«رضا بوند» و«شياطين إلى الأبد»، والطريف أنها جسدت شخصية زوجته في أغلب أعمالهما، حتى استوقفها كثيرٌ من المارة لسؤالها عن أحوال محمد رضا باعتباره زوجها .
على المستوى الشخصي تزوجت «نبيلة» من رجل أعمال أنجبت منه ابنيها «حسام» و«أميرة»، قبل أن تنفصل عنه لبعض الخلافات، ثم تزوجت الملحن حسن نشأت
في تلك المرحلة عانت من مرض السرطان، لكن ذلك لم يُثنها عن المشاركة في الأعمال الفنية، على رأسها آخر أفلامها «القطار» الذي عُرض بعد وفاتها، ومسلسل «كابتن جودة»، بجانب آخر عروضها المسرحية «ابتسامة وراء القضبان»، التي شهدت وضع اسمها على الأفيش كأول اسم لأول مرة في مسيرتها.
مع اشتداد المرض عليها لم يتخل عنها زوجها حسن نشأت مطلقًا، في حين رفضت زيارة أي شخص لها باستثناء الفنان صلاح السعدني، الذي اعتبرته شقيقًا أصغر لها، إلى أن توفيت في 30 يونيو 1986.