نبيل أبوالياسين: هل إستمرار التحيز الامريكي لإسرائيل سيكون له مردود عربي؟
نبيل أبوالياسين: هل إستمرار التحيز الامريكي لإسرائيل سيكون له مردود عربي؟
في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «الخميس» للصحف والمواقع الإخبارية، قال”نبيل أبوالياسين” الحقوقي والباحث في الشأني العربي والدولي،
إن إسرائيل دائماً تبدأ في الإعتداءات على الشعب الفلسطيني وبدون مبرر، وعميلة الإغتيالات التي قامت بها مؤخراً عمل إجرامي، ومتزامن عن عمد ومعُد له سابقاً ليتوافق مع الذكرىّ السنوية الأولى لإغتيال الصحفية الفلسطينية “شيرين أبو عاقلة” وكأن سلطات الإحتلال المجرمة تُريد أن توصل رسالة للعالم أجمع بأنها لا تُعاقب على أيً من جرائمها ومستمرة في قتل وإغتيال المزيد.
وأضاف”أبوالياسين” أنه وفي ظل تزايد منسوب العنف والتوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل إلا أن الأخيرة تتمسك بـ”سياسة الإغتيالات” ويصرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوىّ بعد ظهر اليوم الخميس، بطريقة مستفزة، قائلاً؛ إن الدولة العبرية لن تتخلى عن مسألة “الإغتيالات”، في حال إقتضت الضرورة، وفق صحيفة هاَرتس العبرية، وشنت قوات الإحتلال هجوماً واسعاًً على قطاع غزة، بدأ الثلاثاء، وأدىّ لسقوط قتلى وإصابة عشرات الجرحى، وإستهدف مناطق مختلفة بينها سكنية، وأخرىّ زراعية، ما دفع المقاومة في غزة من إطلاق مئات الصواريخ، إعترضت أنظمة الدفاع الإسرائيلية معظمها.
مضيفاً؛ أنه وبشكل عشوائي قامت طائرات الإحتلال المجرم بقصف أرضاً زراعية شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، وإستهدفت أيضاً؛ منطقة مُكْتَظٌّة بالسكان في مدينة حمد جنوب قطاع غزة فجر اليوم، فضلاًعن؛ شن قوات الإحتلال منذُ ساعات قليلة، حملة إعتقالات واسعة طالت عشرات الفلسطينيين من الضفة الغربية، وطوباس، ونابلس،
وبلدة صور باهر بالقدس، وآخرين من طولكوم،
ومن بيت لحم، ومن الخليل، رام الله، ما تسبب في مواجهات مختلفة بين الجانبين أسفر عن إصابات عدد من أبناء تلكُما المناطق، وفق مصادر محلية.
وعلى صعيد أخر، إندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الإحتلال صباح اليوم، في مخيم العروب شمال الخليل، وذكرت المصادر، أن المواجهات إندلعت على مدخل المخيم، وفي محيط حارة الجوابرة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز السام صوب الفلسطينيين ومنازلهم، دون أن يبلغ عن إعتقالات، وتواصل قوات الإحتلال تضييقها المستمر على الفلسطينيين في كافة الأراضي المحتلة، وتشن حملات مداهمات وإعتقالات غير مسبوقة، غير إنها تصادر الأراضي، وسط صمت دولي على هذه الممارسات المخالفة لكافة القوانين والأعراف الدولية ومجلس الآمن الدولي عاجزاً كلياً ومكتفي باَلشَجَب والتنديد فقط.
وفي نفس السياق؛ لفت “أبوالياسين” إلى تواصل قصف الطيران الإسرائيلي إلى منازل الفلسطينيين العزل وتتركها خلفها ركاماً، حيثُ: قصفت في ساعات متأخرة من مساء أمس الأربعاء منزل عائلة “الأغا” بخانيونس جنوب قطاع غزة، كما قصفت منزل عائلة المصري في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة وتركتهما ركاماً، ومشاهد كثيرة أخرىّ في عدة مدن فلسطينية تم تداولها على مواقع التواصل الإجتماعي تظهر آثار الدمار الذي خلفتهُ قوات الإحتلال خلال إقتحامها فجر اليوم”الخميس”، مخيم نور شمس في طولكرم، ومنطقة بني سهيلا شرق خانيونس.
لافتاً؛ إلى محادثات وقف إطلاق النار، التي تبنتها دول العربية وأخرىّ دولية، وعلى هذا، وصل رئيس الدائرة السياسية في الجهاد الإسلامي، “محمد الهندي”، إلى القاهرة صباح اليوم الخميس، لإستكمال محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل دعوة رسمية من “جمهورية مصر العربية”، وتمت دعوة قائد التنظيم “زياد النخالة”، في بداية الآمر، ولكن قيادة التنظيم قررت تكليف “الهندي” مكانه، وفي الساعات القليلة الماضية “تعثرت” جهود تحقيق وقف إطلاق النار بسبب إستمرار قوات الإحتلال في قصفها لبعض مدن وقرىّ قطاع غزة.
كما لفت؛ إلى حصيلة أضرار العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة 25 قتيلاً منهم 6 أطفال و4نساء، و2 من المسنين، فضلاً عن إصابة ما يقرب من 80 مواطناً منهم 24 طفلاً و13 امرأة و3 مسنين، وأضرار كبيرة في شبكات المياه والكهرباء، والبنى التحتية بسبب الغارات الإسرائيلية على القطاع، وتعرض “5 ” مبان لهدم كلي بما مجموعة “19”وحدة سكنية، وهدم جزئي لـ “314” وحدة منهم “28” غير صالح للسكن و “286” أضرار جزئية، وفق الصحف الفلسطينية وأكدتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وإستنكر”أبوالياسين” بشدة التصريحات المستفزة والمتكررة من قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي إعتادت على الكيل بمكيالين، والتي تؤكد؛ في كل مره تحيزها المطلق لإسرائيل، أما من خلال هذة التصريحات أحادية التحيز، أًو من خلال منع مجلس الأمن إصدار قرار أو بيان يدين الجانب الإسرائيلي، كما فعلت بشأن التطورات الأخيرة في المسجد الأقصىّ في 6 أبريل من العام الجاري 2023، حيثُ قال” جيك سوليفان” مستشار الآمن القومي الأمريكي أمس، نجدد تأكيد “الولايات المتحدة” على دعم الإدارة الأميركية الحازم لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها ضد مما سماه “الهجمات الصاروخية العشوائية”.
وطالب “أبوالياسين” الدول العربية والإسلامية أيضاً، بوضع حد لإستمرار أمريكا في تحيزها لإسرائيل، كما طالب؛ كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، ومجلس الأمن القومي، وزعماء الكونغرس، بوقف إستمرار التحيز لإسرائيل الذي يثير غضب شعوب الدول العربية بأكملها وآن الآوان لرسم إستراتيجيات أمريكية جديدة للتعامل بين الدول العربية وشعوبها، والولايات المتحدة وشعبها، تعتمد على خلق أرضية مشتركة تستند إلى مصالح متبادلة، بحيث يمكن للعالم العربي ممارسة التأثير الإيجابي في السياسات الأمريكية من خلال تبادل المصالح.
وأكد”أبوالياسين” في تصريحة الصحفي على أنه من الناحية التاريخية لم تكن هناك مشكلة حقيقية بين الشعوب العربية والشعب الأمريكي، بل يؤكد؛ أن هناك إعجاباً عاماً بين الشباب العربية بالنمط الأمريكي في الحياة العامة، وبالثقافة الأمريكية، وأنهُ لم تكن أبداً المشكلة هي العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة، وكل دولة عربية على حدة، ولكن المشكلة الحقيقية بين العرب والولايات المتحدة تكمُـن بإختصار في الإنحياز الأمريكي شبه المطلق إلى جانب إسرائيل، والإصرار على أن تحتفظ إسرائيل بالتفوق النوعي على جميع دول المنطقة العربية بأكملها.
وختم” أبوالياسين” تصريحة الصحفي حيثُ قال: لقد أكدت؛ منذ عدة سنوات على أن مشكلة علاقات أمريكا بكل بلد عربي تمكن في الإصرار الغريب من الإدارة الأمريكية المتعاقبة منذ عقود، وحتى يومنا هذا بعدم السماح لأي بلدي عربي بحيازة القدرات النووية حتى للأغراض السلمية، وتتغاضىّ بإستذكاء على الشعوب العربية الواعية عن كون إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي دخلت في صمت ضمن النادي النووي، وفي معرض ماجاء في تأكيداتة إلى التعاون العربي مع أمريكا، والذي لا تبادله واشنطن بنفس المعاملة، لفت”أبوالياسين” إلى أن قادة الدول العربية التي إستجابت لدعوتها، وساندة أمريكا في حربها ضد الإرهاب أصبحت في ” مَوْقِفٌ مُزْرًى ” أمام شعوبها الآن.
متواصلاً؛ وقد تعاطف حينها جميع الشعوب العربية مع الشعب الأمريكي بعد هجمات سبتمبر الإرهابية، ولكن إستقبال القيادات الأمريكة لذلك التعاطف العربي يدعو إلى التساؤل الآن،
فسرعان ما كان الرد الأمريكي دعماً مطلقاً لإسرائيل، وإهداراً كاملاً لكافة الحقوق الفلسطينية، على وجه الخصوص، والقضية الفلسطينية التي تُعد القضية العربية الرئيسية بشكل عام بل وتسمية “شارون” في وقت سابق برجل السلام بعد سلسلة من الأعمال العدوانية والتصفيات والإغتيالات للكوادر الفلسطينية، التي تنتهجها في سياستها جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وأخرها إغتيالات أمس واليوم، فضلاًعن؛ عدم إستجابة واشنطن بشكل مخزي لما يجريّ في المنطقة مما وضع قيادات وزعماء الدول العربية في وضع محرج أمام شعوبها.