نجلاء فتحي زهرة السينما الجميلة .. سحر الشاشة ورقي الحياة “أين هى الأن” ؟
نجلاء فتحى .. سحر الشاشة ورقي الحياة ، لم نجد كلمات تعبر عما يشعر به عشاق وجمهور هذه الفنانة الكبيرة أجمل من هذه الكلمات ، فهى وكما كانوا يصفونها دائما إمرأة لا تشبه أحد.
كتبت/ داليا حسام
في زمن كانت فيه الشاشة الكبيرة تصنع الأساطير، وكانت الوجوه لا تُنسى بسهولة، ظهرت فتاة بملامح هادئة، وعينين واسعتين وصوت ناعم فتاة لم تكن فقط جميلة، بل كانت مختلفة، رقيقة، راقية، وصادقة. إنها نجلاء فتحي، النجمة التي دخلت قلوب الملايين من دون استئذان، وظلت فيها حتى بعد أن اختارت الابتعاد.
من الفيوم إلى شاشة السينما
وُلدت نجلاء فتحي، واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء حسين أحمد فتحي، في 21 ديسمبر عام 1951 في محافظة الفيوم. نشأت في أسرة ميسورة الحال، وتلقت تعليمها في القاهرة. لم تكن تفكر في التمثيل، لكن القدر خبأ لها طريقًا مختلفًا حين التقت بالمخرج الكبير حسام الدين مصطفى في لبنان، وهي لا تزال في السادسة عشرة من عمرها. أعجب بها واقترح عليها دخول عالم الفن، وبدأت مسيرتها بفيلم “الأصدقاء الثلاثة” عام 1966.
صعود سريع وبطولات بالجملة
ما إن ظهرت على الشاشة حتى أسر جمالها قلوب الجماهير، لكن موهبتها هي التي ضمنت لها البقاء. خلال فترة قصيرة، أصبحت بطلة مطلوبة، وقدمت أفلامًا رومانسية واجتماعية ناجحة مثل حب وكبرياء، أذكريني، أفراح، سونيه والمجنونة، بدور، وغيرها من الأعمال التي شكّلت وجدان أجيال.
اقراأيضا: بـلبن تُناشد القيادة المصرية للتدخل العاجل بعد توقف نشاطها بالكامل
التمرد واختيار الأدوار الإنسانية
في الثمانينات، بدأت نجلاء تختار أدوارًا تحمل رسائل اجتماعية، وشاركت في أفلام تناقش قضايا المرأة، مثل المرأة الحديدية ، أحلام هند وكاميليا، الجنتل، ديسكو ديسكو آنتبهو ايه الساده ومن آجمل الأعمال التليفزيونيه آلف ليلة وليلة لتثبت أنها ليست فقط وجهًا جميلاً، بل فنانة ناضجة وواعية.
إمرأة تبحث عن الأمان
الزوج الأول لها كان من المهندس احمد عبد القدوس نجل الأديب آحسان عبد القدوس ولم تستمر فتره الزواج وقت طويل
ثم تزوجت نجلاء فتحي من سيف ابو النجا وأنجبت منه ابنتها الوحيدة ياسمين، التي كانت وما زالت أقرب إنسانة إلى قلبها. ورغم انفصالها عن زوجها الأول، بقيت علاقتها بابنتها قوية، وكانت تعتبرها ثمرة عمرها وسندها الحقيقي.
نجلاء وياسمين علاقة أم بصديقة روحها
حرصت نجلاء على إبعاد ياسمين عن حياة الأضواء، لكنها في حياتها اليومية كانت الأم الحنونة والصديقة المقربة. ربّتها على الرقي والبساطة والاحترام، وكانت تهتم بكل تفاصيل حياتها، من دراستها حتى ذوقها في الملابس، فكانت تقول دائمًا: “أهم حاجة تكون بنتي إنسانة حقيقية”.
قصة حب راقية مع حمدي قنديل
في أوائل الألفينات، شاء القدر أن يلتقي قلب نجلاء فتحي بعقل الإعلامي اللامع حمدي قنديل. بدأت العلاقة بإعجاب متبادل، تطور إلى صداقة، ثم حب هادئ ناضج، أثمر عن زواج تم عام 2001.
كانت علاقتهما مثالًا للانسجام والتفاهم، بعيدًا عن صخب الإعلام. كانت نجلاء تعتبره “رجل حياتها”، ووقفت إلى جواره في كل ظروفه الصحية، كما وقف هو بجانبها في رحلتها مع العلاج خارج مصر. جمعتهما روح واحدة، واهتمامات فكرية وثقافية جعلت الحب بينهما عميقًا ومحترمًا.ولما سآلوها ازاى اتجوزتى حمدى قنديل
قالت إنها في بداية تعارفهما شعرت براحة كبيرة في وجوده، ومع الوقت، تولّد لديها يقين بأنه “الرجل الذي يستحق أن أبدأ معه مرحلة نضوجي”.
إقرأ أيضا: بلبن تواصل غلق فروعها بهذه المحافظات .. تعرف على الأسباب
وفي لحظة صادقة لا تخلو من الجرأة الراقية، قالت له:”أنا مش هطلب منك تتجوزني… بس هقولك إني لو اتجوزتك هبقى مبسوطة جدًا.”
كان رد حمدي قنديل هادئًا وعميقًا كعادته، ابتسم وقال:
“وأنا كمان.”
ومن هنا، بدأت قصة حب استثنائية، جمعت بين فنانة مرهفة، وإعلامي مثقف، لتصنع معاني جديدة للحب في النضج والسكينة.
رقتها وأناقتها.عنوان دائم لها
منذ بدايتها، كانت نجلاء فتحي عنوانًا للرقة والأنوثة. عيناها الخضراوان، صوتها الهادئ، ضحكتها التي تشبه النسمات، كل ذلك جعل منها حلمًا لكثير من الفتيات في زمنها.
أما أناقتها، فكانت تتميز بالبساطة الراقية. لم تكن تميل إلى البهرجة أو الموضة الصاخبة، بل كانت تختار ملابسها بذوق ناعم يظهر جمالها الطبيعي. حتى في ظهورها الشخصي، كانت دائمًا أنيقة، ومرتبة، ومشعة بأنوثة ناعمة دون تصنع.
الابتعاد عن الأضواء. حضور رغم الغياب
في السنوات الأخيرة، ابتعدت نجلاء فتحي عن الإعلام، خاصة بعد وفاة زوجها حمدي قنديل عام 2018. عاشت في هدوء، تحيط بها عائلتها الصغيرة، وتحظى بدعاء محبيها، الذين ما زالوا يتذكرونها بكل حب وحنين.
لماذا نحب نجلاء فتحي حتى الآن؟
لأنها لم تكن فقط نجمة… بل كانت إنسانة،راقية، أنيقة في حضورها وفي غيابها. لم تتصنع، ولم تسعَ للشهرة على حساب نفسها، بل حافظت على صورتها النقية والبسيطة في عيون الناس.
نجلاء فتحي لم تكن مجرد نجمة مرت على الشاشة، بل كانت روحًا شفافة، مرهفة، دخلت كل بيت عربي بهدوء ونعومة، وتركت أثرًا لا يُنسى. في زمن كانت فيه الأضواء تُطفأ سريعًا، بقي بريقها ناعمًا، لكنه دائم.
اختارت أن تعيش حياتها كما أرادتها هي بسيطة، وراقية. فاستحقت حب الناس واحترامهم حتى بعد أن غابت عن الأضواء. تبقى نجلاء فتحي واحدة من أيقونات الجمال والرقي في الفن والحياة، نموذجًا لامرأة لم تُبدّد نفسها، بل حفظت صورتها الجميلة في قلوب محبيها.