نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل

"واحة الغروب وكنز الأسرار و عالم مثير من الجاذبية والغموض"

نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل

“واحة الغروب وكنز الأسرار و عالم مثير من الجاذبية والغموض”

نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل
نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل

قد لا تبهرك للوهلة الأولي فهي ليست المدينة الحديثة الزاخرة بالأبراج الشاهقة والبحيرات الصناعية والمولات التي تزيغ الأبصار بأضوائها الباهرة وملاهيها المزركشة  وتتيه العقول بصخبها اللامتناهي وسياراتها الفارهة والتي يتباهى سكانها بارتداء أحدث صيحات الموضة واغلى الماركات.. _ بل _ هي مجرد واحة صغيره تقبع في حضن الصحراء، وهبها الخالق كنوز لا حصر لها جعلتها من المقاصد الأولي في العالم في السياحة البيئية والاستشفائية.

أهم معالم سحرها

وقد تتعجب عزيزى القارئ عندما أقول أن بدائيتها هي أحد أهم أسباب سحرها وأن عزلتها الجغرافية جعلتها متفردة متميزه بعدم اختلاطها بالمجتمعات الحضرية الأخرى في وادي النيل وساعدتها في الحفاظ على هوية مستقلة، وفرض نظام صارم يطبق على جميع سكانها الذين يتجانسون و يتناغمون معاً في المظهر والجوهر دون فروقات طبقية أو مجتمعية، فالكل هناك سواسية لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ينصاعون جميعا لقانون القبيلة والذي يطبقه شيخ القبيلة علي الجميع دون استثناء، مما جعلها نموذج للنظام القبلي الخاضع للدولة وقوانينها لكنه أيضًا يتمتع باستقلالية قوانين القبيلة المنظمة للحياة داخل الواحة.

نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل
نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل

جرائم وسرقات

مثلها مثل كل المجتمعات البدوية المنغلقة وقد جعل ذلك معدل الجريمة هناك صفر وحتي وإن حدثت حوادث سرقة وذلك نادرا ما يحدث يطبق فورا قانون الواحة على من يثبت عليه السرقة فيتم نفيه خارج الواحة لمدة عشر سنوات يمنع تماما من دخولها أو الاتصال بذويه _ بل _ يتم وصمه طوال العمر بأن تسمى السنة بإسم السارق  حتى تظل الجريمة ملتصقة بيه طوال العمر ويتوارث ذلك جيل بعد جيل، وقد جعل ذلك كل من تسول نفسه بارتكاب أي جريمة أن يفكر طويلا قبل ارتكابها، لذا معدل الجريمة صفر داخل الواحة مما يجعلها مكانا آمنا للجميع سكانا وزواراً

واحة الغروب

– سيوة.. واحة الغروب التي تحتضنها الصحراء وتهبها ملامح من طبيعتها وقسوتها بل وسحرها وتهبها أحد أعظم أسرارها وهو الجاذبية والغموض، تلك الواحة التي أغدق  عليها التاريخ بعطاياه من الحكايا التي لا تنتهي لتصنع منها حالة متفردة ومبهرة صنعتها جغرافيا متفردة وهبها لها  الخالق ليجتمع فيها كل التناقضات الطبيعية وأسرار تحتفظ بها الواحة لنفسها، وأن كانت تبوح ببعض منها بين الحين والآخر.

– بدأت علاقتي بواحة سيوة مع رواية الأديب المصري “بهاء طاهر”، “واحة الغروب” لأعيش مع شخصياتها تفاصيل الواحة بعد الحرب العالمية الثانية، ثم فتنت بها أكثر بعدما تحولت الرواية لعمل درامى أشبه ببورتريه جمالي إدارته المخرجة كاملة أبو ذكرى في مسلسل يحمل نفس الإسم  لتنقل على الشاشة جمال هذه الواحة الغامض والتي لا مفر من الوقوع في غرامها كما وقعت في غرام الرواية والمسلسل.. وفي رحلة اكتشافي لمصر مع أولادي كانت  سيوة أحد المحطات الرئيسية والهامة لإكتشاف مصر التي لا أعرفها جيدا، الوطن البديع التي تنطق أرضه وسماه بالتفرد والتميز وإبداع الخالق، وقد كانت رحلتنا إلى واحة سيوة، أو واحة الأسرار كما أحب أن أطلق عليها، وهى أحد منخفضات الصحراء الغربية وتقع على الحدود المصرية الليبية وتبعد عن ليبيا ٥٠ كم، بينما تبعد عن القاهرة ٨٠٠ كم وتبلغ مساحتها حوالي ٩٤٢٩٣ كم٢ وعدد سكانها حسب آخر إحصائية ٦٠ ألف نسمة.. تلك المدينة البكر التي لم تنهش عذريتها المدنية بقسوتها ولم تفترسها الحداثة بعد، وحافظ سكانها على نقاء عرقهم وقلبهم بسبب عزلة فرضتها الجغرافيا عليهم منعتهم من الاختلاط بأعراق أخرى ليظل أهل سيوة محافظين على عاداتهم ما يزيد على ١٠٠٠ عام.

نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل
نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل

واحة آمون

ويرجح البعض أن اسم سيوة جاء من “سيخت آم” وتعني أرض النخيل.

وعرفت أيضًا بإسم بنتا كما ذكر في أحد النصوص بمعبد إدفو، ثم أطلق عليها اسم واحة آمون واستمرت تحمل هذا الإسم حتى عصر البطالسة الذين أطلقوا عليها اسم سانتاريه ثم أطلق عليها العرب اسم الواحة الأقصى واعتنق سكان الواحة الدين الإسلامي في العصر الفاطمي وأعلنت محمية طبيعية في سنة ٢٠٠٢.

وتشكل الواحة منخفضا طبيعيا تكون في العصور القديمة بسبب عوامل التعرية الطبيعية وتشكل الكثبان الرملية النسبة الأكبر من تكوينه والباقي يخص المنخفضات التي شكلت بعض البحيرات بسبب تسرب المياه الجوفية من العيون الكثيرة المتدفقة ما بين كبريتية مثل عين كليوباترا وعذبة مثل البحيرات الباردة التي تقع وسط بحر الرمال العظيم، أما عن وجود البحيرات المالحة فذلك بسبب الطبيعة الملحية للصخور والمنخفضات التي تكونت فيها تلك البحيرات وذلك لأن المنطقة كلها كانت قاعا لبحر عظيم كان يشمل كل مساحة الصحراء في العصور السابقة ونجد دلائل ذلك واضحة في بقايا القواقع البحرية والشعاب المرجانية المتحجرة في تلك المنطقة.

نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل
نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل

الأسماء القديمة

ويتوسط سيوة أربع بحيرات مالحة هى.. المعاصر شمال شرق الواحة، الزيتون شرق الواحة، المراقي غربا و بحيرة سيوة غرب مدينة شالي.. وشالي هو أحد الأسماء القديمة لسيوة وهو اسم قلعة كان سكان سيوة يتخذونها سكنا لهم و تشبه المتاهة في بنائها لحماية سكانها من هجوم قبائل  “التنحو” القادمة من ليبيا والتي دأبت على مهاجمة الوجه البحرى وكانوا يتخذون من واحة سيوة مركز لزحفهم على مصر في عهد الأسرة الثالثة، لذلك هاجم الملك سنفرو آخر ملوك الأسرة الثالثة الواحة واستولي عليها لصد هجوم تلك القبائل التي ظلت تهاجم مصر حتى أنزل بهم الملك “امنحوتب الأول” خسائر فادحة.

وأحد الحكايا التي يزخر بها تاريخ سيوة هو حكاية معبد آمون -أو – معبد التنبؤات كما سمي قديما والذي نال شهرة واسعة بعدما تنبأ كهانه بهلاك قمبيز وجيشه بعد احتلال الفرس لمصر، والذي جهز جيشا قوامه خمسون ألف جندي لهدم هذا المعبد بعد أن سمع بالنبوة وأيضًا لإحتلال الواحة، إلا إن هذا الجيش ضل طريقه وهلك في الصحراء ومات قمبيز ولم يصل إلي سيوة، وهكذا تحققت النبوة مما أثار شغف الإسكندر الأكبر بهذا المعبد بعد هذا الحادث و قرر الوصول إليه خاصة أنه كان يبحث عن والده الذي لم يعرفه وكان يعانى من هزائم متعددة، وأراد أن يستعين بكهنة المعبد لمعرفة والده وللتنبؤ بما سيحدث له.. وتزامن وصوله مع هجمات جديدة من القبائل الليبية وكان سكان سيوة في احتياج قوة جيش الإسكندر لمساعدتهم في صد هجوم الغزاة، ولضمان بقائه ولحمايتهم أقنعه كهنة المعبد بأن أبوه هو “آمون” وهو ابن آمون وقاموا بتنصيبه داخل غرفة التنصيب في المعبد ولذلك تغير اسم المعبد من معبد التنبؤات إلى معبد آمون وهو الإسم الذي ظل حتى الآن، وهنا قرر الإسكندر الأكبر البقاء في الواحة ويتردد إن مقبرته توجد في واحة سيوة وجرت محاولات عدة من علماء الآثار في اكتشافها ولا زالت المحاولات تجري حتي الآن إلي إن تكشف الواحة عن سر جديد من أسرار التاريخ.

نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل
نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل

العصر الأموى

ظلت سيوة متفردة ومستقلة في حضارتها وأسلوب حياتها بعد الفتح الإسلامى لمصر وقد حاول “موسى بن نصير”

خلال العصر الأموى اقتحامها لكنه فشل بسبب حصونها المنيعة المتمثلة في قلعة شالي، وظلت عصية علي أي غازي حتى نجح محمد علي في اقتحام الواحة وانتصاره على أهل الواحة الذين اعترفوا بالولاء للحكومة المصرية وحتى الآن.

– حكايا التاريخ لا تنتهى في سيوة خاصة أن التاريخ لا زال متربعا في أركان تلك الواحة بمبانيها القديمة المبنية من “القرشيف” وهو طوب مخلوط من الطمى والملح الذي يحافظ علي درجة حرارة الجو داخل البيوت، وحتى المنتجعات السياحية الحديثة مبنية بنفس أسلوب البناء وهو أحد أسرار الواحة التي تختص بها ولا يوجد هذا البناء في أي مكان في العالم، وحتي البيوت الحديثة تبني علي نفس النسق، لكن شذ البعض منها ليضاهي المباني الحديثة في بقية مدن مصر لتكون كالنغمة النشاز التي أفسدت الطابع البدائي للواحة حتى وإن التزمت بعدد الطوابق التي لا تتعدى الثلاث طوابق، فلن تجد مبني في سيوة يزيد عن ثلاث طوابق، ولن تجد طبق “ستالايت” فوق أي مبنى إلا نادرا، فهناك مقاومة شديدة من الواحة للتكنولوجيا المتوحشة، وعدم الوقوع في براثنها، فلا انترنت ولا حتى كهرباء في بعض المنتجعات البيئية التي تساعد زوارها  على التخلص من كل الشحنات السلبية الناتجة عن المدنية  فلا موبايل، ولا تليفزيون ولا كهرباء، الإضاءة نهارا بالشمس، وليلا بالشموع، الطعام “أورجانيك” المياه من الآبار العذبة وهى أحد كنوز سيوة والتي تعتبر من أنقى وأجود المياه في العالم والتي تصدر لبقية مدن مصر في زجاجات مياه صافي وسيوة.

نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل
نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل

هواء نقي

زيارة واحدة لسيوة كافيه بتطهيرك من كل السموم التي سببتها لك المدينة بكل وسائطها المتعددة.. حيث الطبيعة والهواء النقي بعيدا عن الزحام والتلوث، فلا يوجد مواصلات أو ميكروباصات أو سيارات تنشر التلوث السمعي أو تلوث بيئي فوسيلة المواصلات الوحيدة هي “التروسيكل”، ويكفيك زيارة كهف الملح حيث يدفن جسمك كله بالملح وتستعيد طاقتك المفقودة ياللهاث المستمر في حياتك الرتيبة وسط ركام المدنية بكل صورها ولتسمع نبض قلبك وقد انتقل لكل أعضاء جسمك، لتخرج بعد الجلسة هادئا  ممتلئا بطاقة إيجابية تجدد خلاياك لتستطيع مواصلة صراعك مع حياة المدينة بعد العودة، حتى إنك تتمنى لو لم تغادر تلك الواحة أبدا.

– الحديث عن سيوة يحتاج لمجلدات لن تكفي الحديث عن كنوزها المتعددة سواء الطبيعية أو الديموغرافيه، هي واحة تجبرك علي تأمل كل تفاصيلها، بداية من الزي الموحد والذين يحافظون عليه حتى الآن ومنذ آلاف السنين وهو الجلباب للرجال صيفا وشتاء والزي السيوى للمرأة الذي يغطي جسمها كاملاً حتى وجهها، فالمرآة السيويه لا تخرج من دارها إلا نادرا ورغم ذلك لا يوجد بطاله هناك بين النساء أو الرجال، فالكل هناك يعمل الرجال تعمل في الزراعة والتجارة والصناعة حيث أجود أنواع البلح والزيتون توجد في سيوة وصناعة التمر وزيت الزيتون من أهم الصناعات هناك وأهم ما يميز واحة سيوة، وأما عمل سيدات الواحة فهو التطريز اليدوى والذي لا يضاهيه أحد في العالم كله وهو الحرفة التى تتوارثها نساء سيوة من جيل إلي جيل وتصاميمهم مميزة جدا ومتفردة. لا يستطيع أحد تقليدها، واذكر هنا أن دار أزياء. ” كلويه ” العالمية استعانت بنساء سيوة في تطريز فستان صممته للمطربة الانجليزية آديل وتم بيعه بأكثر من ٣٠ ألف جنيه استرليني من ثمان سنوات!

– لن تجد صحراء تحتضن بحيرات عذبة إلا في سيوة، ولن تجد بحيرات ملح بلون فيروزى بديع تشبه حمامات السباحة  إلا في سيوة وهي التي تم اكتشافها مؤخرا بعد عام ٢٠١١ وأصبحت مصدراً هاماً للملح المستخدم في الطعام والبناء بل وحتى استخدامه في علم الطاقة والعلاج النفسي مؤخراً

– تزخر سيوة بكل المقومات التي تؤهلها لتصبح أهم مزارات العالم السياحية بداية من آثار خلفتها العصور المختلفة مثل قلعة شالي التي طورت بالكامل عام ٢٠٢٠ بمنحة من الاتحاد الأوروبي، جبل الموتى الذي يضم مجموعة من المقابر الأثرية التي تعود للفترة ما بين القرنين الرابع والثالث ق.م والتي اكتشفها بالصدفة أهل سيوة نتيجة هروبهم من غارات الحرب العالمية الثانية.. جبل الدكرور وهو عبارة عن سلسلة من التلال المتجاوره وله قمتان هما نادره و ناصره ويشتهر برماله الساخنة ذات الخصائص العلاجية واحتوائه على الصبغة الحمراء المستخدمة في تصنيع الأواني الفخارية السيويه، كما تتميز الرمال الساخنة بقدرتها على علاج الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل والعمود الفقري والأمراض الجلدية وهو المكان الذي يقام فيه عيد الصلح وهو أحد أهم طقوس أهل سيوة الذي يقام في الليالي القمرية من شهر أكتوبر كل عام والذي يعود تاريخه إلى عام ١٢٨٥هجرية حيث كان الصراع الدائر بين سكان سيوة الغربيين والشرقيين الذين يسكنون جبل الدكرور حتى أصلح ما بينهم الشيخ “محمد المدني” شيخ الطريقة المدنية الشاذلية في ليبيا والتي ينضم لها أغلب سكان سيوة وجمعهم جميعا في ساحة جبل الدكرور في احتفالية رفعت فيها الرايات الخضراء المميزة للطريقة الشاذلية وقدموا فيها الطعام، وهي الطقوس التي تتم حتى الآن في نفس التاريخ الذي تزامن مع موسم حصاد البلح الذي يعد أحد أهم زراعات سيوة، فسمى ذلك الحدث أيضًا بعيد الحصاد وعيد السياحة.

– معبد أمون.. معبد أم عبيدة.. البلدة القديمة.. بلدة أجورمى وهي مبنية فوق صخرة على هيئة قلعه حصينه، وقد كانت هذه الآثار مختفية ومطموسه حتى عام ١٩١٩حينما حدثت  أمطار شديدة و هدمت البلدة بمبانيها المصنوعة من الطين، فتم اكتشاف تلك الآثار وكان لظهورها ضجة كبيرة وكانت مثار اهتمام كل علماء الآثار في العالم.

– سيوة.. الكنز المهمل، واحة أجمل غروب ممكن أن تراه عينيك سواء فوق جزيرة من الجزر المنتشرة على ضفاف بحيراتها مثل فطناس، طغاغين أو بيريزي، أو الغروب في صحراء بحر الرمال العظيم حيث متعة ما بعدها متعة في السفاري بسيارات الدفع الرباعية والتي تحتكرها ثلاث  عائلات ويتوارثها الأجيال ويتعلم الصغار منذ نعومة أظافرهم كيفية التعامل مع الصحراء ومع تقلباتها كما قال لي “أنور” أحد أمهر قائدي السفارى في سيوة.

نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل
نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل

ساحرة دون صخب

سيوة تلك الواحة البيئية ذات الشوارع الضيقة الهادئة الغير ممهده ومعدومة الإضاءة ليلاً، الرائعة دون ضجيج، الساحرة دون صخب و الآثره دون تكلف.. الواحة التي تخضع إداريا لمحافظة مرسى مطروح وأصابها نفس الإهمال الذي أصاب مطروح طويلاً، الكنز الذي يمكن أن يدر على مصر الكثير من الدخل القومي إذا تم الاهتمام بالصناعات الحرفية واليدوية التي تزخر بها الواحة حيث المحصول الوافر من البلح والزيتون والملح والكثير من الموارد الطبيعية والسياحية، سيوة بإمكانها أن تكون مصدر دخل قومى مهم قد يفوق قناة السويس إذا تم الاهتمام بها ووضعها في مكانها الصحيح على خريطة السياحة العالمية وخريطة الصناعة والتصدير.. خاصة بعد تصاعد الشغف بها محليا ودوليا مما أدي إلى زيادة عدد المنتجعات بها في عام واحد إلى أكثر من ٩٠٪؜ فحتي عام ٢٠٢٢ كان بها عشر منتجعات فقط ليزيدوا إلى ستين منتجعا عام ٢٠٢٣ منهم البيئي ومنهم الحديث ليناسب كل الأذواق، ولأول مرة تكتمل كل حجوزات أجازة منتصف العام الدراسى لتصبح كل المنتجعات محجوزة بالكامل من المصريين الشغوفين بالإستمتاع بسحر تلك الواحة.. واحة الغروب، واحة الأسرار.

نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل
نجلاء فتح الله تكتب: سيوة.. الكنز المدفون تحت ركام الإهمال الطويل
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.