نجلاء فتح الله تكتب :”نون والقلم” … الإلحاد وثورات الربيع العربي ..ورحلة البحث عن الله

بات الإلحاد إحدى الظواهر التى حلت بمجتمعاتنا العربية مؤخرا خاصة بعد ثورات الربيع العربي مما يضعنا داخل دائرة لا تنتهى من التساؤلات عن علاقة الحدث بتلك الظاهرة وان كانت متواجدة منذ زمن في مجتمعنا العربي ولكن كانت محدودة وهى ظاهرة غربية في الاساس عرفها دارسو الفلسفة القديمة عن طريق ديموقريطس الذي ارجع توالد العالم الي الضرورة دون ان يخلقها اله واصبح الالحاد مذهبا فلسفيا فيما بعد بلغ ذروته في الماركسية بمادتها الجدلية والتاريخية التى هيمنت علي احزاب وحكومات اوروبا في نهايات القرن التاسع عشر بعد الثورة علي الكنيسة وارتباط تدهور الشعوب والبلاد بالدين من خلال سيطرة الكهنة علي الحكام وغياب العدل والعدالة الاجتماعية وضياع الحقوق وانتشار الفساد .
وكانت الشيوعية هى رمز التمرد علي الجكومات الرأسمالية التى تسيطر عليها الكنيسة وتحكم من خلالها باسم الدين لذا كان الانقلاب علي كل ما هو دينى بل وعلي الاله نفسه ونزع القداسة عن كل المقدسات
اما في الاسلام فلم يظهر سوى بعض الشخصيات المذبذب ايمانها فظهر الجاحظ بمنهجية الشك قبل ديكارت بقرون طويلة
وقد عبر الجاحظ عن استيعاب الافق الاسلامى للعقلانيه بكل تجلياتها فلم يتطرف الي الالحاد.
واصبح العلم في التاريخ الاسلامى الوسيط هو تقرب الي الله فلم يعرف الاسلام الالحاد بمفهومه الغربي وانما شهد قرون الزندقة عن طريق الشعوبية الفارسية والتي مثلها الراوندي في العصر العباسي .
وان لم يسلم التاريخ من اتهامات بالزندقة والكفر لكل من خرج عن المألوف وعن سيطرة بعض رجال الدين المقربين من الحكام في العصور الاسلامية المختلفة وبالتالي عن سيطرة الحاكم وعن نفاقه وكان الاتهام الجاهز هو الكفر والمطالبة برجمه او قتله او حتي حرق علمه وكتبه كما حدث مع ابن رشد احد الفلاسفة المسلمين واحد منارات قرطبة العلمية .
تناهي عن الفقهاء الذين كفروا ابن رشد وغيره من العلماء ان حتى الكفار لم ينكروا وجود الله وانما كانوا يعبدونه عن طريق شركاء له وهم الهة مصنوعة من العجوة !! لذلك سميوا بالمشركين !
وانما الالحاد هو انكار وجود الله اصلا ، وقد اعلن الالحاد في مصر في العصر الحديث عن نفسه من خلال الطالب المصرى اسماعيل ادهم طالب الرياضيات العبقرى الذي حصل علي الدكتوراة من روسيا وتأثره .
بالفكر الماركسي واعلن عن ذللك في مقال له تحت عنوان ” لماذا انا ملحد ؟”
ولكن مصر في ذللك الوقت كانت تتمتع بنهضة فكرية وثقافية رائعة ، فلم نجد من يصرخ مطالبا برجمه او حبسه بتهمة ازدراء الاديان او تكفيره واهدار دمه واقامة الحد عليه
وانما كان الرد عليه بمقال رائع من الكاتب الاسلامى دكتور محمد فريد وجدى بعنوان لماذا انا مؤمن ”
وقد انتهي المطاف بانتحار اسماعيل ادهم وهو في ريعان شبابه ،،
الفكر لا يواجهه الا الفكر ،،والملحد هو شخص يبحث دائما عن الله ولكنه يبحث عنه داءما وسط البشر وللأسف يرى العيب في الاديان ولكن العيب في متبيعيها
فكل الاديان احترمت العلم وحرضت البشر عليه واول ما نادي به الاسلام واول اية ارسلها الله لنبيه محمد عليه افضل الصلاة والسلام ولأمته هى “اقرأ” فالاسلام حث المسلمين علي القراءة والمعرفة ومن قبله المسيحية واليهوديية والاسلام ضد الجمود الفكرى وكانت اهم نهضة علمية وفكرية من خلال الاسلام وعلمائه ومصر الدولة الأقدم في التاريخ هى اول من نادى شعبها بالتوحيد وان الله واحد أحد ، وللأسف الي يومنا هذا يستخدم الدين استخدام سيء كاداة خبيثة للسيطرة علي البشر رغم ان سبب نزول الديانات السماوية هو تهذيب العلاقات بين البشر وتنظيمها
الآن وفي السنوات الاخيرة وبعد ثورات الربيع العربي تحول الالحاد الي موضة يلهث ورائها الشباب لمجرد التمرد ولفت النظر والمثال الصارخ لشاب تمرد علي اهله السلفيين من قسوتهم معه فقرر الالحاد !!
واصبح البعض يعتنق الالحاد كعقيدة !!!! يروج لها من خلال المواقع الالالكترونية وصفحات الفيسبوك !
ولكن ، اذا كان الملحد مقتنع بالحاده لماذا يحاول اقناع غيره واستقطابه ؟
فمن اهم مبادئ الالحاد هو الحرية واحترام الغير ، فان كان الملحد يريد ان يحترم الاخرين اختياره
فعليه هو ايضا ان يحترم ايمان الاخرين واختيارهم ، وان كان بعض المؤمنين لا ينتمون للايمان بافعالهم فابحث عن الله في افعاللك انت وان استطعت عزيزى الملحد ان تنزل السماء علي الارض وتشق الارض وتغرقها و تأتي بالشمس من الغرب فعندئذ ستكون وجدت الله
ملحدى ما بعد الربيع العربي لا يحتاجون فقط لعلاج نفسي وانما علاج فكرى واسرى للأسف في مجتمع انتشر فيه الزيف والجهل
لا تظلموا الله ، بل ابحثوا عنه حتي تجدوه

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.