نحن لصوص . نسرق حق الله الجزء الثاني :بقلم المخرج رفيق رسمى
نحن لصوص . نسرق حق الله الجزء الثاني 2 من 3
بقلم المخرج رفيق رسمي
ذكرت في مقالي الجزء الاول اننا وهبنا الجسد من الله بمافيه من جينات وراثيه وقدرات ذهنيه ونفسيه كما خلقنا في ظروف اجتماعيه وسياسيه لايد لنا فيها .كما وجدنا انفسنا في ظروف الحياه بكل مافيها دون إرادتنا. وكل هذا لم نختاره ، ولم يكن لنا اي يد فيه، وهو يؤثر الي حد كبير في تفكيرنا وعاداتنا وتقاليدنا وسلوكنا. ونحن نسرق حق الله في اننا ندعي كذبا انها اجسادنا وحياتنا ومستقبلنا . مع اننا في الحقيقه لانملك منها شئا علي الاطلاق ،وفي هذا الجزء سنوضح النصف الاخر من تلك الحقيقه . فأن من حكمه الله انه أتاح لنا ” بقدر ما ” أن نغير مما فرض علينا عندما ننضج . فعلي الرغم من الاطار الذي فرض علينا وحددنا باشياء كثيره وهبت لنا دون ارادتنا ، ولكن من فضله وكرمه وسخاءه الا محدود اعطانا ايضا القدره والطاقة والإمكانيات والذكاء، و يلهمنا الافكار ويسندنا ويعضدنا باشخاص يغيرون افكارنا وواقعنا ، ويتيح لنا دراسات وعلوم ومعرفه يمكن بها ان نغير افكارنا الموروثه وثقافتنا وظروفنا الحياتيه والمعيشيه والاقتصادية ومعتقداتنا ، وما فرض علينا من ثقافه و فكر ومعلومات. بل واحيانا ايضا يمكن ان نغير المعتقدات التي ورثناها في الدين بإرادتنا الحره الكامله . بل واكثر من ذلك انه وهبنا سنوات عديده من العمر نمر فيه بمراحل عديده متغيره ،نمر فيها من بتطور جسدي ونفسي وعاطفي واجتماعي وروحي وعقلي ومعلوماتي حتي تنضج افكارنا من كثره التجارب ، ويصبح لنا رؤيه وبصيره وقرار نستطيع به ان نغير واقعنا. ونصبح مسؤولين مسؤوليه كامله نحاسب عليها دنيا وآخره. في الدنيا بالقانون الوضعي وفي الاخره بالقانون الالهي. الله له خطه بالغه الاتقان في الكون كله فلم يخلقه عبثا بل خلق كل شىء بحكمه بالغه . فائقه الدقه .فعلي سبيل المثال لا الحصرانظر اعجاز دقه الكون واعجاز دقه تركيب الانسان . ، وكذلك لم يخلقك صدفه أو عبثا بل خلقك بعنايه فائقه لهدف ولغرض ولدور محدد ومميز للغايه في هذا الكون . لذا اوجدك بهذا الشكل وهذه الصوره والهيئه وفي هذه الظروف وفي هذا الإطار الثقافي والفكري والاجتماعي والمادي لتتشكل بشكل معين ومحدد مسبقا لخدمه هدف محدد بدقه بالغه ومعلوم تمام العلم مسبقا بحكمته الالهيه التي لايمكن لبشر ان يدركها . وكل هذا لكي تتمم خطته هو في هذا الكون .لا لكي تترك هدف الله من خلقه لك وتبحث لك عن هدف شخصي خاص بك انت بعيد كل البعد عن الغرض الذي خلقت من اجله . كمثال في الجيش هناك قائد مدرعات وآخر للجو وآخر للمشاه ووووو الخ وكل سلاح له درجات من اول عسكري الي فريق أو مشير. كل فرد في الجيش له دور محدد في الحرب ،وكل فرد مهم للغايه ويتم تاهيله وتعليمه في دورات خاصه و اعداده بشكل متقن كما يتم تدريبه ليقوم بمهمه محدده . كل واحد حسب قدراته ومواهبه وذكاءه واستعداداته .فلو تساوي الكل في المواهب والقدرات والمعرفه والاعداد والتاهيل لما كملت فرق الجيش علي خلاف تعدد وتنوع ادوارها بشكل كامل وشامل . ولما استطاع هذا الجيش ان يقود حرب شامله ، فأذا اعترفت بذلك واستسلمت لاراده الله وهدفه من خلقك و اتممت خطته حسب مشيئته لتحقيق غرضه من خلقك ، ستثاب. وإذا قررت أن تحقق أهدافك الخاصه في الدنيا وترضي شهواتك ورغباتك وكأن كل شئ ملك لك. فهو بئس القرار لانك حتما سترفد من الجيش وتخسر ماتتمتع به من مزايا هناك. وكله باختيارك . وهذه هي الحريه الذي اوجدك فيها الخالق لتتجلي عظمته . وهي اسواء شى للانسان وسبب كل عذابه في الدنيا والاخره. ورغم ذلك يعتبرها اثمن مايملك في الوجود . والخالق عز وجل يحترم حريتك .في ان تتبعه او تعصاه .وتتمرد عليه .فالحريه عذاب دون ان تتحلي بالاخلاق والمسؤوليه . فاذا سرقت حق الله في ان يحقق هدفه من خلقك لتحقيق خطته الالهيه الكبري في الكون منذ خلقه الي فناءه . وانشغلت بتحقيق خطتك انت الصغري جدا في مرحله حياتك القصيره للغايه في هذه الدنيا فبئس القرار .لانها حتما زائله يتبع في الجزء الثالث والاخير