نحن من نصنع الفاشلين “أخلاق تنحدر وأذواق تتشوه وقيم تتلاشي”
نحن من نصنع الفاشلين “أخلاق تنحدر وأذواق تتشوه وقيم تتلاشي”
كتبت: زينب النجار…
أصبحت السوشيال ميديا مؤثر كبير علي الكثير من حياتنا ، وكلما زاد هذا التقدم كلما أثر في تغيير نمط حياتنا ، ومع الأعتماد المتزايد علي وسائل السوشيال ميديا…
فقد أصبح أستخدام شبكات التواصل الأجتماعى جزء ضروري في يومنا .
فهناك من يستخدمه للعمل ومن يستخدمه لأستقبال المعلومات ، وهناك من يستخدمه كوسيلة للترفيه وتقضية بعض الوقت وربما لإضاعة الوقت في أشياء تافهة كمراقبة الأصدقاء والسخرية منهم ، وأخرون أدركوا مدي قوته وتأثيره افأستخدموه بشكل فعال لإظهار مواهبهم وشهرتهم …
لكن اليوم أصبحوا رواد السوشيال ميديا يلعبوا بالنار ويجعلوا من الفاشلين قدوة لأولادنا وشبابنا …
وأصبح مفهوم المؤثرين والقدوة والمثل الأعلي، متعلقاً بمشاهير التمثيل والموضة والتجميل والرقص والغناء ، وبدوأ يتأثرون بثقافتهم ولغتهم …
وكما أن البعض منهم إنشغل إراديا ولا إراديا في صناعة صورة شخصية لامعة داخل مواقع التواصل الأجتماعي، بوجوه مبتسمة بعبارات ساخرة ، كلمات تلامس المشاعر، وأقوال فلاسفة ، وأصوات غنائية غريبة …..
فإذا أردت أن تصبح مشهور ويصنع منك فاشل ، إقفز أصرخ أرقص وأصدر أصوآت غريبة وتكلم بعبارات ليس لها معنى خالف القيم والأخلاق والعادات والتقاليد…
قوم بنشر وشرح تجارب قدم نصائح حول حياتك ، مثل المطلقة التي أصبحت تقدم نصائحها فيما يخص الحياة الزوجية، والفاشل في زواجه الذي ينصح كيفية التعامل مع الزوجة…
وفتيات بعمر ال١٩ وال٢٠ ليس لديهم شهادات تخرج أو خبرة في أي مجال أصبحوا خبراء للتجميل يقدمون نصائح ما يصلح للبشرة وللشعر وما لا يصلح …
وأصبح الكل يفتي في الدين، والاقتصاد، والاجتماع، والصحة …
بلا أصبح الزوج والزوجة والأم والأبناء يبحثوا عن المال السريع والشهرة فقط ، لأنهم ملوا من طرق الحياة في كسب العيش ويريدون أكتساب المتابعات واللايكات حتي علي حساب نشر حياتهم علي الملأ من أجل الصعود للنجومية والشهرة …
فأصبحوا لهم متابعات تتعدي الالاف والمليون مشاهدة ، والمشاهدين من الشباب والفتيات والرجال والنساء وربات البيوت يتابعونهم ، فنحن من نطبل ونُصفق لهم ونصنع فاشلين ……
والنتيجة أخلاق تنحدر، وأذواق تتشوه، ثقافتنا وقيمنا تتلاشي، فنحن المسؤولين
كلنا نعلم أن من حق الموهوبين في الظهور ونشر مواهبهم ،ولكن يجب أن بيكونوا متخصصين ومن أصحاب أهل العلم والمعرفة ، ولهم الحق أن ينقلوا علومهم وتجاربهم …
لكن الأن لقد أنفجر القاع وخرج علينا أناس لا نعرفهم ولا يشبهونا ولا نشبهم ولا يشبهون أهالينا ولا أبناء مصر …
أصبحوا يتحكموا في حياتنا وعاداتنا وتقاليدنا ، أمتلكوا المنصات والشوارع واصبحوا يرفعوا أصواتهم، لقد أنفجر علينا قاع ملئ بكشف العورات والمحرمات وأسقاط القيم والمبادئ والتقاليد الذي تربينا عليها…
فالبعض منا يؤمن بأن التقاليد والعادات والقيم تقوم بخلق روابط قوية بين أفراد المجتمع الواحد ، كما أن ديننا الحنيف لا يسمح بنشر الفسوق والعورات ، فديننا يحثنا علي الحياء لأنه من مكارم الأخلاق، والحياء من الإيمان، وهو مصدر الخير كما أخبرنا “رسولنا الكريم صلوات الله عليه” فإذا تحلى العبد بالحياء جاءته كل الحلى تباعًا…..
إيها الأباء والأمهات ،يجب أن لا نقبل أن يكون البحث عن المال والغنى حجة، لأن ذلك الاستسلام لإغراء المال سيدفع أولادكم للتوحش، فومضات الشهرة سريعاً ما تنطفئ، ولإبقائها لابد من تقديم المزيد من التنازلات….
كما أن الفقر أو الحاجة للمال ليس مبرراً للأنحراف والتعري….
لقد عاش آباؤنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا على الفقر والجوع وكانت الحياة قاحلة معدومة الموارد ولم يفقدوا كرامتهم ولا قيمهم ولا شرفهم، بل كانوا مضرب المثل في مكارم الأخلاق والدين.
فالواجب علينا ونحن أحفادهم ونعيش في حياة أكثر راحة وأكثر فرصاً أن لا نفرّط في ما أورثوه لنا، وإلا سيكون الثمن غالياً جداً علينا وعلى أبنائنا وشباب المستقبل..
فأتقوا الله في أولادكم ولا تصنعوا من الفاشلين أسطورة..