“نحن” وهُمْ صورتان طبق الأصل لعائلة واحدة؟
بميزانية 25 مليون دولار فقط أنجز المخرج الأميركي “جوردان بيل” (40 عاماً) شريطاً جميلاً جداً ومؤثراً جداً بعنوان “us” (نحن) وضع نصه بنفسه، من نوع الترقب والرعب الذي لا يبتغي التخويف أو الصدم، بل الإضاءة على تراكيب متشابهة تستهدف إدهاش المشاهدين وجعلهم في صورة الضحايا الأبرياء لكن الكرماء والأقوياء في آن، ودعم المشروع المخرجان (ستيفن سبيلبرغ وبول توماس أندرسون).
الصالات الأميركية التي باشرت عرضه في 22 آذار/ مارس الجاري وضعت الشريط في صدارة الإيرادات فجنى في يومين فقط، أكثر من 70 مليون دولار، والواضح أنه وجد تعاطفاً واسعاً يرشحه لتخطّي سقف المئتي مليون دولار في أسبوعه الأول، في عودة قوية لأفلام المؤثرات التي تبتغي اللعب على أعصاب الجمهور، و”نحن” إستغل هذه النقطة بإمتياز، ونجح في إبقائنا 116 دقيقة على خط التأرجح بين خوف على عائلة ملونة تُمضي عطلتها في منطقة سياحية، ورعب تسبب به ظهور عائلة أخرى تحمل الوجوه نفسها وتحاول إقتحام منزلهم ثم المستشفى وصولاً إلى تعقبهم ومفاجأتهم في كل مكان يذهبون إليه، في وقت نعرف أن الوالدة الشابة بطلة الفيلم”أدلايد ويلسون” (لوبيتو نيونغو- مكسيكية-36 عاماً) سبق لها في مرحلة الطفولة أن تعرضت لظهور فتاة شابة معها تشبهها بصورة أشبه بإنعكاسها على المرآة، فأرعبتها ولم تفارق خيالها منذ ذلك الحين.
وها هي الفتاة نفسها تظهر أمام منزلها مع نماذج طبق الأصل عن باقي أفراد عائلتها الزوج “غابي” (ونستون ديوك) مع إبنيها “زورا” (شابادي رايت جوزيف) و”جايسون” (إيفان أليكس)، ويخوض الجميع معركة واحدة وهي قضاء كل واحد منهم على رديفه من العائلة المهاجمة، وتكون المواجهات دموية بحيث يخوض كل فرد معركته منفرداً للخلاص من شبيهه الذي لا يكف عن الإستفزاز والظهور أمامه في كل وقت وكل مكان، سعياً وراء نيل حظوة القضاء على الأصل لتبقى الصورة مع فعلها السلبي، لكن أكثر المواجهات عنفاً وخطورة خاضتها “أدلايد” وكادت أكثر من مرة تفقد حياتها، لولا أن الظروف أنقذتها في اللحظة المناسبة، فإنضمت إلى عائلتها منتصرة على كل ماضيها ورابحة واقعها والمستقبل.
“نحن” حصد إيجابيات نقدية واسعة أُضيفت إلى الرضى الجماهيري، بحيث أن الجميع شعروا بوجود مدرسة جديدة لأفلام الرعب تختلف عن السائد، وتؤدّي خدمة رفيعة لمتذوقي هذا النوع من السينما لأنهم سيواكبون أفلاماً مهمة لا تؤثر على قلوبهم أو أعصابهم وتعيش في ذاكرتهم وقلوبهم. قاد المؤثرات المشهدية “غرادي كوفر”، ووزعت الفيلم “يونيفرسال”، وشارك في فريق التمثيل أيضاً (أليزابيت موس، تيم هايديكر، يحيى عبد المتين، آنا ديوب، كالي ونويل شيلدون).