نساء خالدات في التاريخ بقلم/ زينب علام
نساء خالدات في التاريخ
بقلم/ زينب علام
لكل من يدعو بتقليل دور المرأة في المجتمع ويرى أن علمها وعملها حراما
ألم تعلم أن منذ أكثر من ١٤٠٠ عام وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عصر الخلفاء الراشدين كان للصحابيات دور كبير في المجتمع الإسلامي ولم يقتصر دورهن علي البيت وتربية الأبناء فقط بل أمتد للحياة العامة حتى المشاركه في الحروب التي خاضها المسلمين وشاركن في الغزوات والحروب بداية من غزوة أحد
فكانت النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعصر الخلفاء تتولى مناصب مختلفة وتعمل بمهن كثيرة
فمنهن الطبيبات والمعلمات والمحاربات المقاتلات
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ برأي الصحابيات ويستشيرهن في أمور مختلفة أي كان هناك مستشار إمرأة
وذكر الإمام إبن حزم في المحلى أن أول إمرأة تولت القضاء في الاسلام هي الشفاء بنت عبيد الله العدوية القرشية
فقد عينها عمر بن الخطاب قاضية وولاها علي نظام الحسبة بالسوق بمعنى أنها كانت تفصل بين الناس والتجار في القضايا والمنازعات التجارية والمالية وهو من أهم واعقد التخصصات ويشبه حالياً المحاكم التجارية
كما كانت الشفاء طبيبة ماهرة واشتهرت بالطب وعالجت الكثير
وكانت أيضاً أول معلمة في الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما أن النبي وهب لها دارا فجعلتها مركز علمي تعلم فيه الفتيات وأشهر طالباتها حفصة بنت عمر بن الخطاب وكان عمر يثق برأيها وشخصها
ولوكان هناك مانع شرعي من تولي المرأة القضاء لما فعلها عمر بن الخطاب وأسند للشفاء القضاء
وأتفق كثير من الفقهاء والعلماء وبعض الحنفية وأبن حزم علي جواز تولي المرأة القضاء
وان أساس القضاء والعدل هو العلم والكفاءة فقط
فإذا كانت هناك إمرأة علي درجة عالية من العلم والكفاءة فيتم توليتها القضاء
والذين يدعون بأن آية القوامة هي الدليل على منع المرأة من تولي القضاء والمناصب القيادية
فهذا خطأ كبير وإدعاء علي الدين فالتفسير الحقيقي لآية القوامة ليس تفضيل الرجل علي المرأة ولا الوصاية عليها
بل في الحقيقة هو تخفيف المسؤلية المادية والأسرية عن المرأة وإسنادها للرجل فلا مسؤولية مادية للمرأة في أسرتها وتتفرغ هي لما تختاره سواء تربية الأبناء فقط أو العمل والعلم مع الحفاظ على الذمة المالية الخاصة بها
وما يشاع علي أن المرأة طبيعتها العاطفية قد تمنعها من الإنصاف في القضاء والعدل
هذا غير صحيح لأن الله خلق للمرأة تركيبة خاصة فهي تستطيع أن توازن بين مشاعرها وبين عقلها والمنطق
كما أنها أكثر قدرة علي التركيز في التفاصيل والإهتمام بكل جوانب الموضوع الذي تفكر به
والدليل أن نساء كثيرات تمكن من القتال في المعارك وكن من أشهر الأبطال قتالا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم تمنعهن مشاعرهن من قتل الأعداء وخوض أشرس المعارك
فكل الأدلة التي جمعت لا تمنع تولي المرأة القضاء فهذا حقها طالما كانت علي علم وكفاءة
ونلتقي مرة أخرى مع شخصية نسائية أستطاعت إثبات كفاءتها بجدارة في شتى مجالات الحياة سواء قيادية أو علمية
التعليقات مغلقة.