“نظرةٌ في الغُربَةِ” : بقلم لمياء زَكِي

 

نسمعُ كثيراً عن شكوى النّاسِ المغتربين خارج أوطانهم، ومدى الأسى والحزن والشعور بالوحدة الذى ينتابهم.
إنَّ هؤلاءِ المغتربين يحملون من الأعذار والأسباب ما يجعلهم يشعرون بكل هذه المشاعر والأحاسيس والآلام، وللأسف نجد أُناساً يشعرون بكلِّ هذه المشاعر بصورة مضاعفة مئات وآلاف الأضعاف، ومتبلورة بشكل كبير، بالرغم من وجودهم داخل أوطانهم، وهي حينما يجد الإنسان نفسه وحيداً، بالرُّغم من وجوده بالقرب من الأهل والأصدقاء والجيران.

أقول: ما الفائدة من هذا القرب والوجود إذا كان يخلو من الحميمية والتعاون والمشاركة والتفاهم والمودة والرَّحمة والاحتواء؟!
إنّها معانٍ تحتاج إليها الزوجة من زوجها، فإذا شعرت المرأة بعدم فاعليَّة هذه المشاعرِ والمعانى مع زوجها؛ فإنّها بالتأكيد سوف تشعر بغربة.

و كذلك الأمر حينما يشعر المواطن بعدم الانتماء للوطن؛ بسبب عدم تقديره ومعاملته معاملة غير لائقة، بل وغير آدامية، وأيضاً عدم تقدير لكل ما يفعله، حتى بات المواطن يشعر بعدم وجود أي أهمية لكرامتهِ؛ فَمِن المؤكَّد عندها أنَّه سوف يشعرُ بغربته على ترابه ووسط أهله وجيرانه.

وأيضاً حينما يُصْفَعُ الصَّديقُ بالخذلان من صديق له فى أبسط و أصعب المواقف أيضاً التى ُتظهر الصديق على حقيقته، وما يكنُّه لك من حبٍّ أو كره أو عداوة أو أخوة وسلام؛ حينها يشعر الإنسان بغربه بالرُّغم من وجود أصدقاء حوله.

وأيضاً حينما تشعر الأطفال والأجيال الجديدة من الجنسين بالغربة تجاه الأسرة؛ لعدم الإحساس بهم، وتجاهلهم، وممارسة الاستبداد عليهم، والتعسُّف فى اتخاذ القرارات، وأيضاً عدم احتضانهم وتفهم مشاكلهم ومساعدتهم فى حلِّها.

هذا النوع من الغربة أشدُّ وأصعبُ تأثيراً من الغربة خارج الوطن.

يا ليتَ الناسَ تُشعِرُ بعضهم ببعض بكلِّ المعانى الإيجابيَّةِ الجميلة الدَّافئة، المعانى الإنسانية التى فطرنا اللَّه عليها؛ لتدفع الناس إلى الحياة بشكل أفضل.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.