نعشقهم فقط إذا ماتو! بقلم : محمد بركة
لا يكون الإنسان عظيمًا رائعًا استثنائيًا إلا إذا مات، أما وهو على قيد الحياة فدعه يمضي مكللاً بتاج التجاهل، دعه يمر تظلله سحابة من النسيان!
نصحو على الخبر الصادم: فلان تعيش انت… يااااه.. معقولة… وتترى فجأة سلسلة لا تنتهي من مناقبه الآسرة وشخصيته الأسطورية بداية من “كان أميرًا والله” وانتهاء بـ “الراجل ده مكشوف عنه الحجاب”.
حدث هذا مؤخرًا مع الدكتور أحمد خالد توفيق، رائد أدب الرعب وما وراء الطبيعة في مصر، والذي فجأة تحول في عيون البعض إلى أسطورة خارجة لتوها من كتب التاريخ، وقيل في حقه كلام لو كان الرجل سمعه في حياته لكان سببًا بلا شك في عدم هزيمته أمام الأزمة الصحية المفاجئة التي دهمته.. والمؤكد أن توفيق – رحمه الله – لن يكون الأخير مثلما لم يكن الحالة الأولى في حياتنا العامة والخاصة على حد السواء…
السؤال: كيف نفهم هذا السلوك العجيب الغريب؟
يبدو أن الأمر له علاقة ما بإحساسنا بالذنب تجاه من وافته المنية.. ربما نكون أخطأنا في حقه على نحو ما أو أسأنا الظن به، غرسنا أنيابنا في لحم سمعته أو تواطأنا ولو بالصمت مع أعدائه وكارهيه.. ربما أيضًا نشعر بالراحة لمديح شخص رحل عن الحياة، ببساطة لأنه لم يعد منافسًا لنا أو يمثل تهديدًا بموهبته وكفاءته.. ومن الممكن أن نكون اخترنا المبالغة في إطرائه لا لشيء إلا مكايدة لآخرين أحياء!
يا إلهي….!
لا أعرف حقًا كيف تعمل المختبرات السرية للعقل البشري في نسخته المصرية….!!!.
نقلا عن بوابة الاهرام