كم من مرة رفعت يديك إلى السماء، والدموع تنهمر من عينيك، تناجي ربك أن يحقق لك أمنية كنت تراها بعيدة المنال؟
بقلم ريهام طارق
كم ليلة سهرت فيها تدعو الله أن ييسر لك أمورك، ويمنحك من فضله، ويزيل عنك الهم و الحزن؟ وها أنت اليوم تعيش في وسط تلك النعم، وربما نسيت أنك كنت بالأمس تستجديها!
إنها طبيعة الإنسان، سريع النسيان، قليل الشكر، يقول الله تعالى: ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13]، فالإنسان حين يشتد عليه البلاء، يلجأ إلى ربه متضرعًا، يرجو رحمته، ولكن ما إن تنفرج الأزمة، ويأتي الفرج، حتى ينسى ما كان فيه من ضيق، و كأن شيئًا لم يكن!
اقرأ أيضاً: فضل صيام الأيام البيض في شعبان.. عبادة مضاعفة الأجر ورفعة في الدرجات
تأمل نعم الله حولك
لو نظرت إلى حياتك الآن، لوجدت أن كثيرًا مما تعيشه اليوم، كان حلما بالأمس، الوظيفة التي لديك، البيت الذي تسكنه، الأسرة التي تحيط بك، الصحة التي تنعم بها، كلها كانت أدعية تلهج بها شفتاك في الليالي الحالكة، ألم تبكي يومًا وأنت تطلب من الله أن يرزقك شيئًا معينا؟ ألم تكن تخشى أن يضيع منك شيء كنت تتمنى امتلاكه؟
اقرأ أيضاً: في وداع سيد الخلق: اللحظات الأخيرة في حياة النبي محمد ﷺ ومشهد يبكي القلوب
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7].
فالشكر ليس مجرد كلمات تقال، بل هو استشعار داخلي، يظهر أثره في أفعالنا، في طاعتنا لله، في رضا قلوبنا، وفي حفظنا للنعم التي منحنا الله إياها.
بالشكر تدوم النعم:
لا تتعامل مع النعم وكأنها شيء عادي، اعتدت عليه بل توقف بين الحين والآخر، وتذكر كيف كنت تدعو الله بها، و أحمد الله دائما أنه منحك إياها، فالشكر ليس مجرد كلمات، بل هو شعور ينبع من القلب، تترجم إلى عبادة، وإحسان إلى الآخرين، ورضا بما قسمه الله.
ما تملكه الآن كان أمنية بالأمس:
تذكر دائمًا: ما تملكه الآن، كان أمنية بالأمس، وما تطلبه اليوم، قد يكون بين يديك غدًا، إياك أن تنسى فضل الله عليك، وابقي دائم الشكر.. بالشكر تدوم النعم.