نعيمة عاكف وسر الخطاب الذى اضحك مجلس قيادة الثورة
كتبت/ غادة العليمى
نعيمة عاكف سليلة عائلة الحلو الراقصة والممثلة والإستعراضيه خفيفة الظل صانعة البهجة الفلته التى لم تكرر فى تاريخ السينما فنانة لديها مثل كل الفنانات والفنانين حكايات فنية لكن مالم يعرفه الجماهير عنها حكايتها الأخطر والأشهر مع أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة.
صفعة على وجه الحسناء
بعد رحيل ابطال الحكايات تتسرب كثير من الروايات كتلك الرواية الشهيرة التى قيلت على لسان اللواء جمال القاضى حين حكى وقال: كان صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة يقود سيارته الچيب مسرعا متجهاً إلى منشية البكرى لحضور أحد الاجتماعات السياسية الهامة وأثناء مروره بميدان باب الحديد فوجئ صلاح سالم بسيارة يقودها رجل وتجلس فى الخلف سيدة حسناء لا تبالى ثم لاحظ صلاح سالم انحراف السيارة بشده نحوه حتى احتكت بسيارته فتوقف صلاح سالم وصاح غاضبا فى السائق( مش تحاسبوا؟! ).
فوجئ صلاح سالم بالرد من السائق بتطاول وإساءه ثم إنطلق بعدها السائق بالسيارة دون أن يلتفت له غضب صلاح سالم وإنطلق بسيارته خلف السائق كالصاروخ وظل يتعقبه إلى أن وصلت السيارة إلى محل شهير إسمه الزعبلاوى وهو من أشهر محلات الكراسى الحديدية وقتها، ونزلت السيدة التى كانت تجلس بالخلف ودخلت إلى محل الزعبلاوى بهدوء كأن شيئا لم يكن فنزل سالم من السيارة ولحق بها وعاتبها على قلة أدب سائقها وبدلاً من أن تقدم السيدة الاعتذار إليه فوجئ سالم بها تشتمه أيضاً، وفقد صلاح أعصابه تماماً وصفعها على وجهها بكل ما أوتى من قوة أسقطها أرض فى حده وغضب.
غضب السياسى وانهيار النجمه
حتى هذه اللحظة لم تكن السيدة تعرف أنها شتمت عضو مجلس قيادة الثورة ولا سالم يعرف ان هذه السيدة نعيمة عاكف الممثلة وأشهر راقصة.
وفوجئ سالم بالسيدة وهى تحاول الإمساك به وضربه وأسرع الزبائن الموجودين وصاحب المحل لتهدئتهم وعرف صاحب المحل أن الرجل صلاح سالم فذهب إلى نعيمة عاكف يقول لها محذراً ( هتودى نفسك فى داهية ده صلاح سالم بتاع الثورة يا ست نعيمة)، فانهارت نعيمة عاكف من المفاجأة وبكت وخاصه حين حاول الزبائن الموجودين الاعتداء عليها بعد أن عرفوا شخصية الرجل لكن سالم صاح فيهم جميعاً وأمرهم بالانصراف جميعا.
واقترب سالم من التليفون الموجود بالمحل وطلب اللواء جمال القاضى، وصاح غاضبا ( أنا اتهنت والثورة اتهانت من الست دى وانا بكلمك من محل الزعبلاوى)، هدأه اللواء جمال فى التليفون، وذهب إليه ووجده مازال غاضباً فقال له (سيبلى الموضوع خالص وأنا هتصرف)
طبق كباب بعشرة قروش
إتصل القاضى بأحمد أنور بإدارة البوليس الحربى وروي له ما حدث فقال لى( اتصرف بما يرضى صلاح سالم يا جمال)
وفى اليوم التالى أرسل سيارة من البوليس الحربى لإحضار نعيمه عاكف بمفردها وعندما وصلت القوة لبيتها حاول زوجها المخرج حسين فوزى التدخل والحضور معها لكن القاضى رفض بحزم.
وعند وصولهم وضعوا نعيمة عاكف بحجرة رئيس المباحث الجنائية الذى كان فى مأمورية وظلت نعيمة جالسة وحدها تبكى بانهيار، حتى دخل عليها اللواء جمال القاضى الحجرة وقال لها: (صباح الخير يا ست نعيمة)، ومن وسط دموعها ردت (صباح النور يا سعادة البيه والله ما كنت أعرف إن ده صلاح سالم ).
قال لها: (حضرتك غلطتى فى الصاغ صلاح سالم وده عضو مجلس قيادة الثورة وله سلطة السيادة وهو مصمم على تقديمك للمحاكمة واحنا بنتحايل عليه لكنه مصمم)
وازداد بكاء نعيمه عاكف وهى تقول: ( يا سعادة البيه اللى ما يعرفك يجهلك انا مكنتش اعرف سواقى اللى شتمه ولما سعادة البيه حاول يوقف عربيتنا ونزل ورايا المحل افتكرته واحد قليل أدب جاى يعاكسنى وحصل اللى حصل)
قال محاولاً طمأنتها: (إحنا هنسيب الموضوع شوية لغاية ما صلاح يهدى والمشكلة هتتحل.
قالت: طب اقدر امشى دلوقتى؟)
قال : (لا هتفضلى شوية لما نشوف هنعمل ايه)
وأرسل لها لشراء كباب عشرة قروش لتأكل فرفضت بشدة وكانت الساعة الرابعة عصراً وكان مجلس قيادة الثورة مجتمعاً بكامل أعضائه.
ضحك هستيرى بمجلس قيادة الثورة
خطرت للقاضى فكرة فطلب من نعيمةعاكف أن تكتب إعتذارا ً لصلاح سالم وأن يذهب به إلى مقر الإجتماع ربما يضغط الأعضاء على سالم فيتنازل عن المحاكمة.
لكنه وفوجئ بأنها لا تعرف الكتابة، فإقترح عليها أن يمسك بيدها ولتكتب على الورقة بتحريك يدها وهى تصيغ اعتذارها وفعلاً كتبت هذه الصيغة: (عزيزى صلاح سالم بكل دقة فى قلبى وكل شعرة فى رمش عينى أنا بعتذرلك وبقولك أنا آسفة جداً وحقك عليا وماتزعلش منى ويا بخت من قدر وعفى وسامح والترضية اللى تؤمرنى بيها انا تحت أمرك ومرة تانية بعتذر وارجوك تسامحنى ).
ولم يتمالك القاضى نفسه من الضحك فالرسالة أشبه برسالة غرامية لكنه فى النهاية أخذ الورقة وذهب بها إلى اجتماع القيادة فوجدت الرئيس جمال عبد الناصر وبجواره عبدالحكيم وجمال وصلاح سالم وعندما رآه عبدالناصر سأله( إيه الموضوع؟).
فحكي له موضوع نعيمة عاكف وماحدث، وبعد ان انتهي قال له هامساً: (نعيمة كاتبة اعتذار لصلاح سالم ياريت سيادتك تعطيهوله عشان يفرج عنها!)، واندهش عبدالناصر وقال: (هى محبوسة عندك؟!)، قال: (آه يا افندم)، فقال ناصر : (أفرج عنها فوراً)، وأعطاه القاضى الجواب وقرأه عبدالناصر وضحك بشدة ضحكات أثارت دهشة باقى الأعضاء فسأله عامر:( بتضحك على أيه يا ريس؟!)، فقال جمال:( خد اقرا الجواب ده!).
وما أن قرأه عامر حتى ضحك بهيستيرية هو الآخر وكل من أخذ الجواب كان يضحك بشدة إلا صلاح سالم الوحيد الذى ما أن قرأ الجواب حتى نظر ناحية جمال القاضى والشرر يتطاير من عينيه وصاح قائلاً : (ايه الكلام الفارغ ده يا قاضى؟ تقطع اجتماعنا عشان الكلام الفارغ بتاع الست نعيمة؟!

كان يصيح غاضبا وكل الأعضاء غارقون فى الضحك
حتى ضحك سالم ايضا على ضحكهم، وهنا قال عبدالناصر: (خلاص بقى يا صلاح.. الست اعتذرتلك وبتستحلفك بكل شعرة فى رموش عينيها)، وازداد ضحك الأعضاء ونظر لى الرئيس جمال عبد الناصر منهياً الموضوع: نعيمة تخرج فوراً وتروح.




