نفحات ايمانيه في ذكرى مولد السيدة زينب بقلم الشريف أحمد شقير
نفحات إيمانية فى ذكرى مولد السيدة زينب عقيلة ال البيت الهاشمية
بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين العباضلى الشقيرى
الشهير بــــ الشريف / أحمد شقير
………………………………………………………………
من دعاء السيده زينب للمصريين
يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله وأعنتمونا أعانكم الله وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا..
فمن هى السيدة المشيرة السيدة زينب ؟؟
وما معنى ألقابها المشيرة وأم العواجز ورئيسة الديوان ؟؟
أيها الأعزاء عندما تنزل لزيارة المشهد الزينبى والمشهد الحسينى بمصر تجد تجليات واضحة في وجدان المصريين من كافة الطبقات فيجتمع لديهم المثقفون والعوام العلماء والبسطاء الأغنياء والفقراء وقد حكى المصريون عن ذلك المشهد وقاطنيه ومريدي أهل البيت الكثير من الحكايات التى تزخر بها الثقافة المصرية وقد كانت تلك المناطق سببًا رئيسيًا في إلهام وبزوغ نجم العديد من المبدعين والكتاب لما تحمله مناطق أهل البيت من ثراء إنساني عظيم.
أولا السيدة زينب هي ابنة الإمام علي بن أبي طالب الكرار باب علم مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووالدتها فاطمة الزهراء و أخواها الحسن و الحسين و جدها النبى محمد صلي الله عليه و سلم
جاءت عقيلة بني هاشم إلي مصر عام 61 هج بعد مقتل أخيها الحسين في موقعة كربلاء ( الكرب والبلاء ) وبصحبتها الامام على زين العابدين ابن سيدنا الحسين الشهيد و مكثت بها عام واحد ثم وافتها المنية و دفنت بمصر علي أرجح الأقوال والأخبار المتواترة .
ولدت السيدة زينب سنة 6 هــ وهناك أقوال أنها ولدت فى عام 5 هـــ
عاصرت السيدة زينب حوادث كبيرة عصفت بالخلافة الراشدة بمقتل ابيها كرم الله وجهه عام 40 هج بطعنة عبد الرحمن بن ملجم من الخوارج.
و بعد وفاة الامام الحسن بن علي ( خامس الخلفاء ) و اصرار يزيد بن معاوية علي أخذ البيعة من الحسين
خرج الحسين و أهله و منهم اخته السيدة زينب من المدينة سراً متجهين إلي الكوفة بعد أن وصلتهم رسائل أهل الكوفة تدعوهم إلي القدوم و تتعهد بنصرتهم ضد الأمويين.
وقد أصاب الفرزدق كبد الحقيقة حين بادره شهيد العبرات سيدنا الامام الحسين عليه السلام فى الطريق كيف تركت أهل العراق ؟فأجاب الفرزدق وأوجز فى رده فأبلغ فى وصفه قائلا : والله يا ابن بنت رسول الله قلوبهم معك وسيوفهم عليك.
وما أبتغى فى كلامى تأليب المواجع ونفض الغبار عن أوراق التاريخ ولكن استخلاص الدروس والعبر
شهدت زينب كربلاء عام 61 هــ و شهدت استشهاد أخيها الإمام الحسين و ابنها عون في المعركة و معه ثلاث و سبعين من عترة آل البيت و الصحابة و ابناء الصحابة
و سيقت زينب و معها سكينة و فاطمة بنتا الإمام الحسين و بقية نساء آل البيت إلي حاكم الكوفة الأموي عبيد الله بن زياد و قد وضعوا رأس الأمام الحسين في مقدمة الركب.
دخلت السيدة زينب الكوفة في ركب السبايا و الأسيرات و قد وقفت الجموع محتشدة تشهد هذا الركب الرهيب ( أريدكم جميعا تتخيلوا قسوة المشهد )
فنظرت إليهم السيدة زينب الشجاعة القوية الهاشمية و ألقت عليم قولاً ثقيلا :
( أما بعد يا أهل الكوفة أتبكون ؟ فلا سكنت العبرة و لا هدأت الرنة !
إنما مثلكم مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ألا ساء ما تزرون.
( أي و لله فابكوا كثيراً و اضحكوا قليلاً، فقد ذهبتم بعارها و شنارها فلن ترحضوها بغسل ابداً. و كيف ترحضون قتل سبط خاتم النبوة و معدن الرسالة و مدار حجتكم و منار محجتكم و هو سيد شباب أهل الجنة؟ لقد اتيتم بها خرقاء شواء !
أتعجبون لو أمطرت دماً ؟ ألا ساء ما سولت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم و في العذاب أنتم خالدون.
( أتدرون أي كبد فريتم و أي دم سفكتم و أي كريمة أبرزتم؟
( لقد جئتم شيئاً إدا تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هداً )
سألها الخليفة يزيد بن معاوية لعنة الله عن المكان الذي تختاره لإقامتها فاختارت المدينة المنورة و لكن وجودها في المدينة أجج نيران الثورة ضد الخلافة الأموية فأمرها والي المدينة بالرحيل عنها فاختارت مصر لتقيم فيها.
وصلت السيدة زينب بنت علي إلي مصر في شعبان عام 61 هــ و خرج لاستقبالها جموع المسلمين و علي رأسهم والي مصر الأموي مسلمة بن مخلد الأنصاري.
و أقامت السيدة زينب في بيت الوالي حتي وافتها المنية بعد عام واحد من قدومها إلي مصر يوم 14 رجب 62 هــ و دفنت في بيت الوالي الذي تحول إلي ضريح لها.
عُرف عن السيدة زينب تحليها بالعلم و التقوي و الشجاعة و الإقدام و البلاغة و قوة البرهان .
حتي لقد وقفت أمام جبار البصرة عبيد الله بن عباد تسفه كلامه و تتوعده بعذاب الله غير عابئة بالموت الذي قد يأتيها في أي لحظة من قاتل أخيها و قاتل عترة بيت رسول الله صلي الله عليه و سلم و احتضنت ابن أخيها الامام علي زين العابدين حين أراد عبيد الله أن يضرب عنقه و قالت : و لله لا أفارقه إن قتلته فاقتلني فخلي عبيد الله سبيل الغلام و تركه يرحل مع النساء إلي دمشق.
والحمد لله قد حفظه الله لتخرج كل ذرية الامام الحسين من ولده الامام على زين العابدين
فلا يوجد لذرية الامام الحسن ذرية الا من الامام على زين العابدين فقط
كما وقفت أمام سفاح بني امية يزيد بن معاوية و هو يعبث بقضيب في يده برأس الإمام الحسين أمامه فاسمعته كلاماً فيه من البلاغة و قوة الحجة و الشجاعة ما شق عليه و سارع بارسالها و من معها إلي المدينة المنورة.
و مما قالته ليزيد بن معاوية و حفظته كتب المؤرخين و كتاب السير
( أيزيد و الله ما فريت إلا في جلدك و لا حرزت إلا في لحمك !
و سترد علي رسول الله صلي الله عليه و سلم و آله برغمك و لتجدن عترته و لحمته من حوله في حظيرة القدس و يوم يجمع الله شملهم من الشعث: ( و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم
و ستعلم أنت و من بوأك و مكنك من رقاب المؤمنين إذا كان الحكم ربنا و الخصم جدنا و جوارحك شاهدة عليك: أينا شر مكاناً و أضعف جنداً.
فلئن اتخذتنا في هذه الحياة مغنما لتجدننا عليك مغرماً حين لا تجد إلا ما قدمت يداك. تستصرخ بابن مرجانة عبيد الله بن زياد و يستصرخ بك و تتعاوي و اتباعك عند الميزان و قد وجدت أفضل زاد تزودت به قتل ذرية محمد صلي الله عليه و علي آله و سلم ”
ورثت السيدة زينب من أمها فاطمة الرقة و الحنان و من ابيها العلم و التقوي.
و كان لها مجلس علمي تقصده جماعة من النساء اللواتي يردن التفقه في الدين .
و عندما أتت إلي مصر تجمع حولها العلماء من أهل مصر ممن أرادوا الاستزادة من علمها و ورعها و تقواها حتي كثر مريدوها.
يروي عنها ابن عباس رضي الله عنهما فيقول : ” حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي” فغلي عليها هذا اللقب فهي عقيلة بني هاشم.
ويتردد دائما أسماء وألقاب السيدة زينب على مسامعنا كثيرة ومتعددة كل اسم مما يطلق عليها له معنى كبير يختلف من شخص لآخر
أن لقب الرئيسة أو رئيسة الديوان للسيدة زينب رضى الله عنها جاء لأنها عندما قدمت مصر كان الوالي وحاشيته يأتون إليها وتعقد لهم بدارها جلسات للعلم فيتفهموا الأمور الدينية في ديوانها وهي رئيسته ويقال أيضا أن الناس تأتى اليها عشان تحل لهم مشاكلهم أما المشيرة فالمقصود من ذلك اللقب أن كثيرا ماكان يرجع إليها أبوها وأخواتها في الرأي وأم العواجز لأنها كنيت بهذه الكنية عندما شرفت مصر بقدومها وساعدت العجزة والمساكين.
وأما لقب أم هاشم؟ : لأن هاشم ده جدها وجد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الكبير .الكبير وجدها هاشم أطلق عليه لقب هاشم لأنه كان بيتاجر وهو أول من كتب كتاب الايلاف لحماية قبائل قريش فى التجارة بموسم الشتاء والصيف وكان هو أول من ثرد الثريد( الفتة ) أي هشم الثريد لقومه في مجاعة مكة فأطلقوا عليه إسم هاشم وكان إسمه عمرا ولعلو شأنه كان يطلقون عليه عمرا العلي في عام المجاعة أحضر الدقيق من الشام وكان يأمر بذبح الجزور فيطبخ الدقيق بلحومها ومرقها ويطبخونها ثم يدعو الناس إلى ثريده
ضريح السيد زينب كان زاوية صغيرة في الضاحية الغربية للفسطاط. ثم تحول إلي مسجد و كثر تجديده و توسعته حتي وصل إلي سعته الحالية.
أول تأريخ لهذا الضريح يبدأ من العصر العثماني حيث بني الضريح الوالي العثماني علي باشا الوزير سنة 951 هــ / 1547 م و جدده الأمير عبد الرحمن كتخدا عام 1174 هــ / 1761 م. ثم جدده الوالى سعيد باشا عام 1275 هــ / 1859 م .
و لكن البناء الحالي بني في عهد الخديوي توفيق و انتهي عام 1305 هــ/ 1888م .
أما ميدان السيدة نفيسة فقد أُنشئ عام 1898 م.
و في عام 1964 م زادت مساحة المسجد فأصبحت 7800 متر مربع بعد أن كانت 4500 متر مربع.
و في تسعينات القرن العشرين أضيفت مساحة لمصلي النساء و أٌنشئت مكتبة للكتب النفيسة و النادرة و ألحقت بالمسجد.
يقع مسجد و ضريح السيدة زينب في القاهرة في حي السيدة زينب، متفرع من شارع الشيخ عبد المجيد اللبان. و أقرب محطة مترو أنفاق هي: محطة السيدة زينب
من محبين السيدة زينب وله ساحة بالقرب منها الشيخ العارف بالله الشريف على يوسف ال سلطان من ابناء عمومة السادة ال رضوان والسيد حمدى الجعفرى والسيدة حماده ودائما يجمعنا الله بهم داخل المسجد فى حب السيدة زينب عليها السلام
ومن محبى السيدة زينب المعروفين داخل مسجدها صاحب مقولة :
(عشان خاطر الرئيسة المشيرة العظيمة الكريمة ستنا السيدة زينب)..
كانت عبارة لطالما ترددت على أسماع متابعي إذاعة القرآن الكريم والتي كانت تصاحب تلاوات مشاهير القراء في مصر و تعددت المساجد والنقل الحي للصلوات من مساجد بمحافظات مختلفة وظل الشخص نفسه على مدار عقود يردد العبارة الأشهر.
لكن الرجل الشغوف بحب آل البيت والذي طاف متطوعًا معظم مدن الجمهورية مع إذاعة القرآن الكريم بقي مجهولاً لايعرف المستمعون شخصه إلى أن توفي مؤخرًا العام الماضى فنعاه مذيعو إذاعة القرآن الكريم.. إنه عم رجب حسن قطب ابن محافظة الفيوم الذي توفي عن عمر ناهز 67عامًا،
رحل عم رجب بعد رحلة طويلة بدأها عام 1964 عندما دفعه حبه الشديد لآل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم للنزوح إلي القاهرة تاركًا محل إقامته ومسقط رأسه.. ولم يكن يدري أنه سيصبح حديث مصر كلها بسبب عبارته الشهيرة التي اعتادت عليها الآذان أثناء تلاوة القرآن الكريم عبر إذاعة القرآن.
عاشق السيدة زينب كما كان يحب أن يطلق عليه تعود قصته مع عبارته الشهيرة والتي أحدثت ارتباكًا في بادئ الأمر نظرًا لعنصر المفاجأة خاصة وأن مسئولي الإذاعة لم يعتادوا ذلك من قبل.. فمنهم من استحسن ما قال ومنهم من أشار إليه بأن يكف ويصمت حتى إن أحد المشرفين على نقل الصلاة كان يقترب منه هامسًا في أذنه ليقول له: (نحن علي الهواء ياشيخ)
رحم الله عم رجب عاشق آل البيت صاحب العبارة الأشهر في تاريخ الإذاعة المصرية.
وأخيرا نظرا لأهتمامنا بسلالة السيدة زينب يوجد حاليا بنقابة السادة الأشراف تسجيل واصدار شهادات لسلالة السيدة زينب بمصر والعالم العربى والاسلامى فقط عليك احضار ما يثبت انتسابك للسيدة زينب من شجرة عائلة او مراجع واثباتات شخصية تخص العائلة. وبالله التوفيق
وكل عام وأنتم بخير