نهى شكرى.. لا للانقسام بين مصر وايجيبت وصباح إيجابي يعيد الروح المصرية الأصيلة

كتب: هاني سليم 

في كل صباح، ومع زحمة الدقائق الأولى، يركض معظمنا بين مسئوليات اليوم ومهامه، لكن وسط دوامة السرعة تبقى بعض التفاصيل الصغيرة قادرة على إعادة التوازن ليوم كامل. تفاصيل تبدو بسيطة لكنها تحمل في جوهرها روح بلد كاملة… روح مصر. وهنا تبدأ حكاية “السبت”… البسيط، العميق، واللي فجأة ومن غير ما يقصد بقى رمزًا لانقسام اجتماعي جديد. تخيل معايا… الساعة سبعة ونص الصبح، المنبه بيرن للمرة التالتة، البيت في حالة استنفار صباحي: أم بتحضّر الفطار بسرعة، بنت بتجهز للمدرسة، ومواعيد شغل على الأبواب. وفجأة… الكارثة! “ماما… مافيش عيش؟!” الوقت ضيق، السوبر ماركت لسه مقفول، والتأخير أصبح مؤكد. وفي اللحظة دي، يقوم “المنقذ الصامت” بدوره. الأم ترفع السماعة: “يا أم محمود… عندك عيش؟” فترد عليها: “طبعًا عندي… وهكفيكي أنا وإنتِ… نزّلي السبت!” تجري الأم على الشباك… تنزل السبت… وترجع تعمل أحلى فطار. في ثوانٍ، أزمة اتحلت… وبيت اتلحق… ويوم كامل اتعدل. هذه اللقطة اللي عاشها ملايين المصريين لعقود طويلة مش مجرد حركة يومية، هي درس اجتماعي. “السبت” مش سلة، “السبت” ثقة، “السبت” حياة بين الجيران، “السبت” دفء شارع مصري أصيل، “السبت” حكايات على الشباك ومشاركة وطمأنينة وتكافل بسيط لكنه عميق. لكن فجأة… المشهد ده بقى مثار سخرية! بعض الناس بقى يشوفه “تخلف” أو “علامة طبقة أقل”. هل وصل بنا الحال إن عادة جميلة زي دي تبقى محل تنمر؟ في السنين الأخيرة، ظهرت موجة من المسميات الجديدة اللي بتخلق طبقات مش موجودة أصلًا… مصطلحات بتقسم المجتمع بين “مصر” بلد الأصالة والعشرة، و“إيچيبت”

النسخة اللي بتحاول – للأسف – تنسى جذورها. ظهرت فيديوهات تريقة وبوستات تهكم وضحك على عادات بسيطة عاش عليها 80% من المصريين. لكن السؤال المهم: هل السكن في كومباوند جديد معناه إننا نتخلص من عاداتنا؟ هل الحداثة لازم تيجي على حساب الأصل؟ هل التطور يعني إننا نتنمر على ماضينا؟ مناطق زي الشيخ زايد والتجمع والمقطم وغيرها كلها جزء من مصر الحديثة. الاختلاف مش في المكان، الاختلاف الحقيقي في الروح. تقدر تسكن في أرقى مكان، تركب أحدث عربية، وتعيش بأسلوب جديد… بس تفضل مصري أصيل لما تسلّم على جارك، وتشيل عنه، وتحترم الكبير، وتفخر بتفاصيل بلدك… مش تتنمر عليها. لا يوجد شيء اسمه “مصر” و “إيچيبت”. فيه مصر… واحدة، كبيرة، بتحتضن الكل. من أقدم شارع فيها لحد أحدث كومباوند اتبنى فيها. لو اختلفت مناظر البيوت، تفضل الروح واحدة. خلّوا التطور العمراني يبقى إضافة مش قطيعة. خلّوا الحداثة تمشي جنب الأصالة مش بدلًا منها. ارفعوا قيمة العادات اللي ربتكم مش السخرية منها. “السبت” مش تخلف… “السبت” ذاكرة… وجزء من بلد… وجزء منّا كلّنا. صباح يقول: “نحن واحد… مهما اختلف العنوان.” صباح يرفض التنمر على الماضي وعلى البساطة وعلى أهلنا. صباح يتذكر إن مصر أكبر من المسميات وأكبر من الفوارق الوهمية. صباح يعيد لقلوبنا أصالتها. صباحكم إيجابي… مليان حب وأصالة وانتماء.

المزيد: مرام على تخوض موسمً جديدًا…«العند» يفتح باب الدراما على صراع المشاعر وتحوّلات القدر

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.