نوستالجيا زلازل القلوب مهداة إلى العالم

نوستالجيا زلازل القلوب مهداة إلى العالم

بقلم : سهير منير

أنها العالمية حينما تزين الحدث. فيا له من بهاء واعتلاء وسخاء!! فهل ترى أن عيدا للحب يأتي كل عام في هذا الشهر الفبرايري ويحتفي به العالم في الرابع عشر منه،وبعد كل هذه الاحتفالات طيلة كل هذه الأعوام الماضية قد جعل العالم يمتلئ بالحب الذي ينبغي أن يكون؟

ذاك الحب الذي تتجلى معه الشجون، وتصفى به الأحداق وتنعس الجفون في سبات تستقر معه الرموش دونما ارتجاف يدمي القلوب من استعار دمعات العيون.

إنه معالي الحب، قد قلت عنه في السابق إنه عدوى ليتها تستشري في العالم وتصيبه إياها ويا ليتها تكون، ويا ليته يمرض بها ويعتل حتى لا يختل

ضمير إنسانيته

نقول هابي فالنتين دانى ، happy valentine s Day هل نذكر شيئا عن صاحب ذلك الحدث، القديس الروماني فالنتين الذي آثر عذاباته وأناته من أجل رسالتهالنبيلة في الحفاظ على سمو الأخلاق وترفعها عن الرذائل من أجل البقاء الآمن. فكان حفاظه على الزواج التقليدي رغم مكابداته وسط اضطهاد المسيحيين فيالإمبراطورية الرومانية آنذاك حينما غزاها القوطيون ودفع هو حياته ثمنا لها وأمر بقتله في نفس التاريخ الرابع عشر من فبراير وثيقة خلود اسمها ( للفلانتين )

* جاء زلزال القرن كما يطلقون الآن على نكبة زلزال سوريا وتركيا

وانتفضت الدموع من الأحداق معلنة الألم في جنبات الأجساد ومن الآباء للأحفاد يئنون على تلك الصور الفاجعة لنزيف الضحايا تحت خبايا الحطام (المباني المنهارة)

سيبقى مع الألم أمل في أن يستيقظ ضمير العالم في عالمية الحب.

فهل تبقى لمن سلبوااوطانهم

وشردواواستبيحت دمائهم ظلما وعدوان قطرة حب؟

سيبقى الأمل فالله خالق الكون ومدبرة وستبقى الأرض شاهدة على عظمته وعلي ظلم العباد وعدلهمقال تعالى في كتابه العزيز في سورة يونس

بسم الله الرحمن الرحيم

حتى إذا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”

صدق الله العظيم

فهل تفكر القوم وارتفع وارتدع

كل قلب قاسى من زلازل المآسي التي تسيطر على إخوانه من طوفان الاستيلاء والبلاء؟؟

حينئذ سيكون لنا نصيب من هذا السبق العالمي (عيد الحب)

وبما أن الدراسات والأبحاث العالمية تذكر أن النوستالجيا ذاك المرادف الذي يعنى الحنين إلى الماضي المصاحب بآلام في كثير من الأحيان

لكنه ألم السعادة الذي يمنح الصفاء والسلام النفسي المفعم بالحيوية والطاقة الإيجابية التي تمنح الرضا والشعور

بالانتماءوالامل في الحياة والتأمل والإبداع فيها.

وما أجمل نوستالجيا ذكريات الرائعين حينما نتذكر ورعاتهم عن الحب فمن هذه

الروائع البرنامج الإذاعي

الشهير “كلمتين وبس” للفنان الكبير فؤاد المهندس ونجم الكتابة الرائع الكاتب أحمد بهجت واحدي حلقاته عن الحب، وحديثه عن أهمية الحب والأمل في مواجهةالصعوبات والعوائق مهما كانت الأمور مستحيلة

وهذا نص ما قاله الفنان الراحل عن الحب والأمل في برنامجه الشهير “كلمتين وبس”

* الحب هو روح الحياة، هو أصل الخلق ربناسبحانه وتعالىخلق الإنس والجن علشان يعبدونه

وعبادة الله هي قمة الحُب، حب ربنا للناس أولا، لو مكنش ربناسبحانه وتعالىيحبنا مكنش رضى أننا نعبده ولكان خلقنا خالص ربناسبحانه وتعالىليازيد ملكهحينما نعبده انمااحنا اللي ملكنا بيزيد احن اللي لنستفيد اللي بيعصى ربنا هو اللى بيخسر هو اللى بيضيع لو مكنش ربناسبحانه وتعالىبيحبنا مكنش رزقنامجديا عبادته

تصور أن واحدا يبقى عبد الله هى دى قمة المجد، الكلمة دى كبيرة ومعناها مركب مش كلمة بسيطة مش مجرد إن واحدا يصلى ويصوم بس، مش مجرد إن واحدا يقولاحنا يعنى بنرتكب ذنوب ايه داحنا غلابة،

العبودية لله معناها انك تتحرك بالحب

الحب طاعة للى خلق الكون، طاعة للى بيرزق ويكرم ويحاسب، ويرحم، المفروض أن الواحد يطيع ربنا فى الصلاة والصوم والزكاة والحج أن استطاع، الحب مش طاعةوبس الحب عمل.

عمر الحب ما كان كلاما أد إيه الحب يرخص لو كان كلام المفروض أن الحب يبقى عملا. عمل يغير شكل الحياة، عملا يخلى كمية الألم تقل في العالم،

نوستالجيا زلازل القلوب مهداة إلى العالم

عمل يخلى الأحزان تنكمش، ويخلى الحياة أهدى وأريح وأجمل، الحب إنك تضحى من أجل الآخرين لأن يوم الأنانية مات زيد في الأرض كمية التعاسة بتزيد ويوم الحبالحقيقي ما يزيد كمية الشقاء بنقل نفسنا كمية الشقاء تقل نفسنا الحب يزيد، وفيش عمل عظيم بي تعمل اللي ورواه حب، الحب أن اثنين يبحرون في اتجاه واحدوبيبصوا لهدف واحد، الحب أن الاثنين يبقواواحد، ويبقون ١٠٠كأنهم واحد.

تخيلوا لو الناس كلها عائشة زي ألمكن لابتحب ولابتحس ولابتشعر ولابتحلم، مكنتوش الدنيا تبقى مكانا محتملا، الحب هو اللي يقف وراء الأعمال العظيمة إلى بتشوفهاعلى الأرض، لولا الحب مكنش الأدب ولا الموسيقى ولا الفن.

الحضارة نفسها بتبن على الحب والثقافة والفنون والآداب والعلم.

* العلم من غير حب يبقى استغلال وتجارة ودمار، الدين من غير حب يبقى شكل وقشرة ومظهر، القوة من غير حب تبقى قسوة وظلم، الجواز من غير حب يبقى روتيناومللا.، العمل من غير حب يبقى كروته ولكلمة .

في الحب كل شيء بيلتون ، يبقى له معنى، يبقى وفيش يأس، وفيش مستحيل، مخيش عوائق، مهما كان في عوائق يبقى الأمل موجودا.، وجود الأمل أهم من وجودالحياة.

مش كده ولا إيه ؟

فلتستجمع كل الإنسانية الآن نوستالجيا الحب الجميل السامي في كل ربوع العالم، وليستنهض كل معايير آدميته، ويهدى ثمن ورداته ودببة الحمراء على الأقل إلىمنكوبي زلزال القرن

وإلا سيظل الركام عالقا طالما لم تتعلق القلوب بعضها البعض كما ذكرنا الحبيب صلوات الله عليه وتسليمه في الحديث الشريف

(إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. وشَبَّكَ أصَابِعَهُ)

كما قال في حديث آخر

مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بِالسَّهْرَةِ الْحُمَّى صدق

فياايتها القلوب ذوبي من تجرك السرمدي قبل أن ترقدي مرقدك الأبدي تحت الحجيرات

تطلبين المغفلات من رب العرش والملكوت والسماوات.

نوستالجيا زلازل القلوب مهداة إلى العالم

نوستالجيا زلازل القلوب مهداة إلى العالم
عيد الحب

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.