نيروز الطنبولي تكتب : أمي …
يا من تحديت الدنى من أجلي وأخوتي
يامن بذلت كل نفيس لتنعمي بسعادتي أنا
كيف لي ألومك في شيء فرطتي به وأنت لا تدري حبيبتي
ظلم علي أن ألتفت لنقص خلفته وأنسى كل ما بذلته
نعم ظلم علينا أن نلتفت لأوجاع خلفتها تربيتنا وقسوة أمهاتنا في ردعنا وتقويمها متجاهلين الكثير من النجاحات أمام القليل من الاخفاقات خاصة وأننا نعلم أن زمان طفولتنا كان مختلف عن حاضرنا وما كانت تنطوي عليه تربيتنا من أفكار وأساليب وتصور أبعد ما يكون عن واقعنا الذي نحياه وكذلك نحن بالنسبة لأبنائنا..نعم فكما تدين تدان
فكر مختلف وصياغة غريبة عنهم ومن الخطأ ان نظل معلقين بين أبناءنا و أبائنا وأن نضع من سبقونا نصب أعيننا ونقول لمن سيرثوننا هكذا تربينا وكبرنا ونجحنا فمفردات تربيتنا لم تعد هي الأصلح لقوام حياة أطفالنا..نعم عاش والدينا تجارب عدة ليستخلصوا خبرات قويمة تكون بناة لتنشئتنا وتقويمهم لنا وبذلوا ما بذلوا لنكبر وتشتد أعوادنا ها نحن ذا وقد جاء دورنا لنفعل ما فعلوا ولكن من خلال تجاربنا نحن لا تجاربهم هم وكفانا لوما وتضيقا عليهم فهم آباءنا ومن بذلوا كل غال من أجلنا وإن اخفقوا فهذا قدر رشدهم ولنستعد لمهمتنا و لنتفرغ لمرحلتنا التي نعيش حاليا لا محملين بالضغوطات التي خلفها الماضي السحيق ولا مكبلين بالموروث ومصرين على تحميله على أكتاف أبناىنا رغم مقاساتنا منه…ولنعيش حالة الوسطية التي جبلنا عليها تزامنا مع أعمارنا وخبراتنا الحياتية متسامحين فيما قد مضى وحامدين راجين من الله ان يعيننا لنكون اهلا لتربية جيل المستقبل الذي يخطوا مسرعا لتقدمنا وياتينا بما لم نكن نحلم به جاهدين في أن لن نخلف بنفسياتهم ما قد يشعرهم بالحزن والضيق والأسى وإن حدث فهذه سنة الكون فلن نأتي مهما بذلنا بما يرضيهم فهم جبلوا على زمان يختلف عن زماننا وتحكمه أخلاقا
ليست كأخلاقنا …فعفا الله عنا وعنهم وعن آباء رحلوا وهم يسعون لسعادتنا وهنائنا .
#خلقنا _لغير_زمانهم_وخلقوا_لغير_زماننا