هؤلاء قد اختارهم الله لصحبة خليله محمد صلى الله عليه وسلم

النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خليل الرحمن كما هو إبراهيم عليه السلام

ومحمد صلى الله عليه وسلم هو خير الخلق جميعاً وسيدهم

ويأتي من بعده الأنبياء عليهم السلام

ثم الصحابة عليهم من الله الرضوان

يتقدمهم الخلفاء الراشدين الأربعة
أبو بكر نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم عمر النسيب الثاني
ثم عثمان الصهر لبنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم علي الصهر الثاني
وترتيب فضلهم أقره علي رضي الله عن الجميع

ثم باقي العشرة

ثم أهل الفرقان أهل بدر

ثم أهل أحد

ثم أهل بيعة الرضوان

ثم وثم وثم

فهؤلاء قد اختارهم الله لصحبة خليله محمد صلى الله عليه وسلم

والذي يقدح فيهم فهو في حقيقته قادح في اختيار الله لهم لصحبة خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

فالله تعالى اختارهم بحكمة وعِلم

والذي يقدح في اختيار الله فقد ظلم نفسه
وليس له عذر عند ربه يوم يبعث خلقه

فليستعد الذين يقدحون في الصحابة

فليستعدوا لخصمهم يوم القيامة

الخصم هو الله تبارك وتعالى

فالذين قدحوا في اختيار الله وحكمته؛ بلا شك أنهم لن يستطيعوا النجاة بعذر أنهم اتبعوا ساداتهم وكبراءهم الذين أضلوهم السبيل

ولكنهم يوم يرون خصمهم الذي سوف يدخلهم النار؛ فلسوف يقولون كما قال الله رب العالمين عنهم:
{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}

وفي ذلك الموقف يتبرئون من الذين أضلوهم السبيل كما قال الله رب العالمين عنهم:
{وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}

هكذا تكون الأحوال يوم القيامة

ثم إذا دخلوا النار فلنقرأ ماذا كانوا يتناقشون فيها:
{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

ونصيحتي لمن قدح في حكمة الله في اخياره لخير خلق الله لصُحبة خليله محمد عليه الصلاة والسلام بأن يقرؤوا قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}

بمعنى إن كان العبد غافلاً بمثل هذه الأمور؛ تذكَّر فأبصر

فلهذا نحن مع الناس جميعاً حتى يرجعوا إلى دينهم الذي ارتضاه الله لهم
لا أن يبقوا يتجرؤون على الله في أوامره ونواهيه
فأوامره ونواهيه من اختياره

فلهذا اختار الله لصحبة خليله من هم أحسن الخلق في زمانه
ولن يكون يوماً من هم خير منهم من بعدهم
وإلا قد قدحنا في اختيار الله تعالى

فيكون الخصم يوم القيامة هو الله تعالى

فيا ويل من خالف ما قلتُه

فالذي قلتُه لن ينسخه تاريخ
ولا ينسخه اختلاف حتى وإن كان بين من اختارهم الله لصحبة خليله
فالاختلاف ما حصل إلا بسبب موته صلى الله عليه وسلم
ولكن بقيت صحبتهم
وبقيت حكمة الله تعالى في اختيارهم

فلهذا نرُد ما اختُلِف من الأحداث إلى الله تعالى وإلى سنة خليله صلى الله عليه وسلم
لا إلى غيرهما

والله تعالى محاسبنا بما اعتقدناه تجاه ديننا
لا باعتقاد الناس

وإلا فالدين قد كمل

وما من شيء إلا وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم

وما بقي شيء يقربنا من الله تعالى إلا وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم به
وما بقي شيء يقربنا من النار إلا وحذرنا منه خليلنا محمد صلى الله عليه وسلم.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.