هالة الدمراوى تكتب …. شكه دبوس

الإختلاف فى الرأي يفسد الود ويثير مليون قضيه !!!

الاختلاف .. وهو أمر عادى جدا ، أو هكذا كان !
فإذا ما اختلفنا فى الرأي ، كما خلقنا الله و خلق كل من علي الارض أمامنا مختلف فى الشكل و اللون و الحجم و الطعم و الطبع … و كل شئ ، إختفت الأفكار المتباينة ، و صار العالم كله يعتنق فكره واحده ! و تلاشت الحضارات ، و باتت البشرية كلها تنتمي لثقافه بعينها ! و اضمحلت العقول ، و صرنا نري جميعا من زاويه واحدة مهما كانت ضيقه او مغلوطة !!!
المشكلة إذن ليست فى الاختلاف .. المشكلة فى ما بعد الاختلاف .. المشكلة فى عدم تقبل احدنا فكره الاختلاف مع الاخر .. المشكلة فى الإساءات التى نوجهها لبعضنا البعض اذا اختلفنا علي أي شئ ! المشكلة فى “الشلاليت” و اللكمات و الإهانات التي يواجه بعضنا بها البعض الاخر اذا اختلف معه .. والله حتى و لو علي طعم أكله !!!
المثل يقول ان الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضيه …. لكن الاختلاف فى الرأي الان اصبح يفسد كل الود و الحب و يثير مليون الف قضيه !!!
فأنت غبي و سطحى و تافه اذا اختلف رأيك مع غيرك ! و المصيبة ان غيرك هكذا بالنسبة لك أيضاً !
أنت وصولي و منافق و جاهل اذا لم تكن مع رأي الأغلبية !
إنت عاق و شرير و فى جهنم اذا اختلفت حتى مع أبوك فى البيت حول ميعاد الغذاء !
أنت رجل غير أمين ، وانت امرأة غير شريفه اذا اخترتما الوقوف ضد كلام أى معتد سفيه !
لا .. طيب حد ده بقى .. أنت لص و قواد ، و انت عاهرة و محتالة و ساقطه اذا حاول أحدكما إثبات أن كلام هذا المعتدى السفيه مختلق !
ما الذي حدث لنا جميعا ؟؟!!
لماذا بات خلافنا فى الرأى جريمه مكتملة الأركان ، يدفع كل منا سمعته و شرفه ثمنا لها ظالما كان ام مظلوما !!!
الدفع شرط أساسي !
والدفع هنا قبل الشراء ، والحكم قبل الجلسة ، و التنفيذ قبل الحكم ، و الادانه حتميه ، و العقوبة وجوبيه ، و المشانق علنيه جهريه !
متي رحلت أخلاق ديننا و شيم مجتمعنا و نخوه رجالنا ؟؟!!
أين ذهبت الموده !!
لماذا ضاع الود !!
هل انقرضت حسن النيه !!
المصيبة السوداء ، و الكارثه الزرقاء الغامقة ، و الطامه البنى المحروق ، أن الجميع يبدي الإيمان ، و يتشدق بالدين ، و يؤكد أنه بيخاف جداً من ربنا !!!!
و مازال صوت الفنان حسين الجسمى يطاردنى وهو يقول :
أنا ليه طلب عندكم و النبي علشانى
فى حد معاه تليفون دكتور نفسانى
أصل العيشة دة معلهش .. همبكه كدب ما لوش تانى
و كله لابس وش المصلح الاجتماعي
ياما البدل بتتداري
سلطه و ما حدش دارى !!!

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.