هاله الدمراوى تكتب :شكة دبوس؟!!
الصحافة ما بين المهنيه و الوجاهة .. و ما بين الاعلام و السفاهة !!!
الصحافة كما تعلمنا من روادها علي مدى عشرين سنه هى صياغه كل ما سبق بيانه فى جمل مفيدة محلله مرتبه ، لها فى النهايه هدف لا يحيد أبدا عن خدمه الناس !
كيف تحولت إذن هذه المهنه الحساسه الراقيه ، الرفيعة المستوي فى السنوات الاخيرة الي مهنه الوجاهة البعيده تماماً عن المهنية أو الهدف المرجو منها فى توعيه الناس بما يضرهم او يفيدهم !
كنا فى الماضى نتابع عدد بسيط من المقالات الصحفيه المفيده ، و التي كانت بالنسبة لنا بمثابه تحليلا دقيقا أدبيا أو سياسيا أو اقتصاديا أو فنيا يعلمنا و يوضح لنا ما عصى علينا فهمه أو إدراكه بمفردنا ..
أما الان فنحن بصدد صحف امتلأت بعشرات المقالات الصحفيه الركيكة لشخصيات عامه ، وليست شخصيات صحفيه دارسه و مؤهله و مدربه علي فنون الكتابه و العرض و التحليل و الطرح !!
نحن نقرأ أى حاجه و أى كلام و أى حدوته و أي تجربه !!
نحن نقرأ مقالات بلا بدايه و لا وسط ولا نهايه !!
مقالات لا نعرف فيها ما المراد توصيله للقارئ ، او سبب الكلام أو حتى الهدف من الطرح كله !!
كلمات تزاحمت و رصت بجانب بعضها البعض !
أفكار مشتته غير مفهومه لا تغذي عقلا و لا تمس قلبا !
أهميتها تكمن فى صوره الشخصيه العامه المعروفة التى تعلوها و التى نراها كل يوم علي شاشات المحطات التليفزيونية وداخل كل البرامج الحوارية ، و ربما نتابعها احيانا فى أعمال فنيه و مهرجانات دوليه !!!!
يعنى هى مش ناقصه هذا المقال !
و لكن الشخصيات الفذة المنتشرة ينقصها ان تثبت لنا جميعا انها إعلامية و فقيهه و مثقفه كمان !!!
هذا كله بالطبع علي حساب عقل ووجدان المواطن العادى و قارئ الصحف الذي بات يري نفس الشخصيات كل يوم فى كل مناسبه و فى كل صحيفه و علي كل قناه ، و الذى كان حتما فى النهايه أن يهجر القراءة مليا و معها الصحف و التليفزيون و الاذاعة و كافه وسائل الاعلام بعد ان سيطر عليها شخصيات محدده معينه مكرره و مقرره ، هى التي تتكلم و تحلل و تتعارك و تقرأ و تشاهد نفسها !!
لهذا كله لا عجب فيما نقرأه فى اكثر الصحف من هراء ، أو ما نتابعه علي الشاشات من هزل !!!
الجميع خارج دائره المهنية !!
الوجاهة تتصدر المشهد !!
السفاهة تسيطر علي كل شئ !!
التخصص يحتضر !!
الطبيب و المهندس و المحامى و استاذ الجامعه و الرياضى و الممثل و المذيع …. كله عايز يكتب و يبقي صحفى و يشتغل فى الصحافة !!!
مهنه كل المهن ، وظيفه كل الناس ، مجال متسع لكل من تخيل او تصور او قرر فجأه أن يمسك قلم و يكتب ، روشته بقى أو مرافعه أو محاضره أو محاضره أو مقال !!!
لتصبح فى النهايه -الصحافه للأسف- عبارة عن أناس لا يجيدون الكتابه ، يقابلون أناس لا يجيدون التحدث لأناس لا يجيدون القراءة !!!!