هاني سليم يستعيد بريق السندريلا في«نجم وحكاية» على راديو أسرار المشاهير
يواصل الإعلامي هاني سليم تألقه عبر أثير راديو أسرار المشاهير من خلال برنامجه المميز “نجم وحكاية”، الذي أصبح واحدًا من البرامج الجماهيرية التي تضيء ذاكرة المستمعين، وتعيد إلى الأذهان رحلة النجوم الذين صنعوا تاريخ الفن العربي.
حيث يقوم البرنامج على تقديم بورتريه إذاعي ثري، يتناول مسيرة نجم من نجوم الفن، سواء من الأجيال الذهبية أو المعاصرة، بأسلوب يجمع بين السرد الصحفي والتحليل الإنساني. لا يكتفي الإعلامي هاني سليم بعرض إنجازات النجوم الفنية فحسب، بل يغوص أيضًا في تفاصيل حياتهم الشخصية، ليكشف عن الجانب الإنساني الذي جعل منهم رموزًا باقية في وجدان الجمهور.
نجم وحكاية وسعاد حسنى
وُلدت سعاد حسني عام 1943 في حي بولاق الشعبي بالقاهرة، وسط أسرة كبيرة كان والدها هو الخطاط المعروف محمد حسني. منذ طفولتها المبكرة، ظهرت علامات الموهبة عليها، فشاركت في الثالثة من عمرها في برنامج الأطفال بابا شارو. لكن البداية الحقيقية جاءت عام 1959 عندما اختارها المخرج هنري بركات لبطولة فيلم حسن ونعيمة أمام المطرب محرم فؤاد، لتخطف الأنظار منذ المشهد الأول، معلنة ميلاد نجمة جديدة.
مدرسة متفردة في التمثيل
قدمت سعاد حسني أكثر من 90 فيلمًا خلال مشوارها، تنقلت فيها بين الكوميديا والتراجيديا والرومانسية والاستعراض.
في الكوميديا صنعت علامة خالدة بفيلم خلي بالك من زوزو (1972)، الذي ظل في دور العرض أكثر من عام.
في التراجيديا تركت بصمة قوية في الزوجة الثانية بدور “فاطمة” الذي أصبح أحد أشهر الشخصيات في السينما المصرية.
في الرومانسية منحت الجمهور لحظات لا تُنسى في الكرنك وموعد على العشاء.
أما في الاستعراض فكانت حاضرة بقوة في أميرة حبي أنا وشفيقة ومتولي.
ولم تكن مجرد ممثلة جميلة، بل فنانة متعددة الأوجه، قادرة على تجسيد “البنت الشعبية”، و”الأرستقراطية الرقيقة”، و”المناضلة”، و”العاشقة البريئة” بنفس القوة والإقناع.
البساطة خلف الأضواء
رغم الشهرة الكبيرة، بقيت سعاد حسني قريبة من الناس، محبة للضحك والمرح، تعشق الحياة ببساطة. ارتبط اسمها بعلاقة عاطفية غامضة مع العندليب عبد الحليم حافظ، وهي القصة التي لا يزال الجمهور يتناقلها حتى اليوم. لكن بعيدًا عن الشائعات، كانت سعاد إنسانة حساسة، مرهفة المشاعر، وهو ما انعكس في كل دور جسدته.
لحظة الغروب
في التسعينيات، بدأت صحتها تتراجع، فعانت من أزمات صحية ونفسية دفعتها للسفر إلى لندن للعلاج. وهناك، وفي 21 يونيو 2001، جاء الخبر الصادم برحيلها في ظروف غامضة. رحيلها كان بمثابة صدمة موجعة لجمهورها في مصر والعالم العربي.
خالدة في الذاكرة
ورغم غيابها الجسدي، فإن سعاد حسني لا تزال حية في وجدان الملايين. كل مشهد ضحكت فيه، كل دمعة سكبتها، وكل أغنية استعرضتها، باقية كجزء من الذاكرة الجمعية للمصريين والعرب. لقد علمتنا السندريلا أن الفن ليس مجرد صور على الشاشة، بل حياة كاملة تنبض بالحب والجمال والمشاعر الصادقة.