كم كتبوا ..وكم غنوا …عن الأم ، فها هي القصائد تتلوها القصائد وأشعار عبر الأجيال والأزمان ، وظلت الأم هي أرقى ما يهبه الخالق للمخلوق ،رمز للحنان الخصب والعطاء المتدفق، نور مشع حيث ظلمات الحياة ، هي مهد الطفل وهي مدرسة الصغير والكبير،تعلمنا منها وعشقنا أنفاسها ، حتى أن البيت لا يعد بيتا بدونها ،ويأتي عيد الأم من كل عام في انبثاق ذلك الربيع العبق…يأتي مع تفتح الأزهار يدعونا إلى الاحتفال بأجمل زهرات الكون ،يحتفل الأبناء والآباء والأخوة يعبرون عما في قلوبهم من حب وامتنان بكلمات رقيقة وهدايا معبرة وتفرح الأمهات بأبنائهن الصغار والكبار، وتؤكد كل واحدة منهن أنها لا تريد منهم شيئا ولا تنتظر من هداياهم إلا أن يكونوا صالحين

فهذا ما تنتظره الأم من جني ثمارها و تعب جهدها…أن تجد الأبناء في تقدم ونجاح وفِي خير الدنيا والآخرة ، فالأم يحزنها الإهمال، ويصعب علي قلبها الفشل أو التأخر …فقد زرعت وروت …وتنتظر في ذلك الربيع كل تفتح وازدهار، فيا أيها الأبناء قدموا لأمهاتهم أنفسكم
قدموا لهم نجاحا وفلاحا لكم ، قدموا لهم ابنا بارا تفتخر به وبأنه لبنة فاعلة في أسرته ومجتمعه ، قدموا لهم أنفسكم
وقولوا للأم : انا هديتك يا أمي ..فهي أجمل ما يقال وأجمل ما يجنى من ثمار العمر والجهد ، وهي أرقي ما قد تشعر به الأم من سعادة في عيدها ، فأنت لها نجمة السماء اللامعة التي لا ترى الأم غيرها فهي تراك براقا مضيئا عاليا لا ينطفئ لك شعاع .
وفِي عيد الأم لن ننسى أو نتجاهل تلك المشاعر الحزينة وفيض دموع أليمة لمن فقدها وعاشوا بدونها وجاء عليهم عيد الأم …بلا أم …تتملكهم في ذلك الْيَوْمَ أشباح أحزان وتسيطر عليهم دموعا مخنوقة ، فعبر الأعوام وإن طالت بل وبطول العمر فلن ننساكي يا أمي الراحلة… ولن تغيبي انت هنا باقية فينا …ولنا ورائحتك نشمها دوما في حياتنا …حتى لو بكينا في عيد الأم
قد يبكون هؤلاء , وقد يكبتون دموعهم ويخنقون مشاعرهم وأحزانهم لكنهم يتمنون الخير لكل أم ويدعون لها أن تبقى زهرة العيد مورقة متفتحة ولا يحرم من وجودها إنسان .
أمي…أمي الراحلة لن ننساكي فأنت فينا ، أمي …أمي الكبيرة ، أمي الصغيرة ، أمي الحديثة …ولمن تنتظر أن تكون أما ، وأم أخرى هي ام لكل أحفادها ، ولكل أم ترفرف بأجنحتها لتضم أبنائها دمت لنا في ذلك الربيع ، فأنت للعيد..عيد، وللربيع … ربيع
كل عام وكل أم معنا سعيدة وجميلة ومشرقة إلى آخر العمر .