هدي الإدريسي: أتمنى أن أعود إلى فترة المراهقة و أقوم ببطولة فيلم “المراهقات”

حوار: ريهام طارق 

هدى الإدريسي: من المغرب إلى مصر رحلة فنية مليئة بالإصرار والنجاح

في عالم الفن حيث الأحلام تتحدى الواقع، تأتي النجمة هدى الإدريسي كنموذج للفنانة التي تجاوزت كل العقبات، وسعت بشغف وراء طموحاتها لتخط اسمها ضمن قائمة أبرز الفنانات في الوطن العربي، تركت هدى الإدريسي وطنها المغرب في سن مبكرة، لتبدأ رحلتها في مصر، الوطن الثاني الذي احتضن أحلامها الفنية، بخفة ظلها وبراءة ملامح وجهها الرقيق و الطفولي، استطاعت أن تجمع بين جمال الشكل وعمق الأداء، لتظهر كفنانة قادمة من زمن الفن الجميل، بموهبة ثقافية تتحدث عن نفسها.

لم تكن مسيرتها الفنية مجرد نجاح على الشاشة، بل شملت مشاركات مجتمعية فاعلة، من خلال عضويتها في المجلس القومي للمرأة، ورغم بداياتها التي اعتمدت على أدوار محددة كـ الأرستقراطية وسيدة الأعمال، نجحت الإدريسي في التحرر من هذا النمط، و أبهرت الجميع بأدوار وأنماط متعددة، أثبتت من خلالها أنها قادرة علي تجسيد أي دور مهما كان صعب او معقد.

هدى الإدريسي ليست فقط فنانة متعددة المواهب، بل هي مثال للإصرار والإيمان بهدفها:

هدى الإدريسي ليست فقط فنانة متعددة المواهب، بل هي مثال للإصرار والإيمان بالهدف، قادرة على تقديم كل دور بإحساس عميق وتلقائية تجذب المشاهدين، متألقة في كل شخصية تجسدها، ومن دون شك، هي واحدة من النجمات اللواتي يترك كل عمل بصمة لا تُنسى.

في البداية نرحب بالنجمة هدى الإدريسي في جريدة أسرار المشاهير ونشكرها على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار:

ما هو المكان الذي تهربين إليه بعد انتهاء العمل، بعيدًا عن الأضواء وازعاج السوشيال ميديا؟

أنا أفضل الوحدة والهدوء، و أهرب بعد العمل الي السفر، ليس فقط بعد انتهاء العمل أو هربًا من الأضواء، أنا أفضل دائما الوحدة والهدوء، و دائمًا ما أجد نفسي أحتاج إلى هذا الملاذ الشخصي، حيث يمكنني الابتعاد عن كل شيء واستعادة طاقتي بعيدًا عن ضجيج الحياة.

 ما هي “الوجوه” التي تتفاءلين عند رؤيتها؟

أتفاءل كثيرًا عندما أرى الأطفال، فهم يملكون براءة تملأني بالطاقة الإيجابية، كما أنني أحب الوجوه التي تحمل ملامح مختلفة عنا، مثل الأفارقة أو شعوب شرق آسيا، فهم يعكسون تنوعا جميلاً يبعث في نفسي شعورًا بالارتياح، و أيضًا، أتفاءل كثيرًا بالحيوانات، خاصة القطط، ومشاهدة الطيور وهي تحلق في السماء تخلق لي حالة من الراحة النفسية العميقة.

اقرأ أيضاً:مصطفى حجاج وأحمد سعد يخطفان الأنظار على مواقع التواصل الإجتماعي

ما هو الدور الذي يمنحك مساحة أكبر من الإبداع والمتعة في العمل؟

الشخصية التي تمنحني أكبر قدر من الإبداع والمتعة هي تلك التي تكون قريبة من قلبي، ولكن في نفس الوقت بعيدة ومختلفة تمامًا عن شخصيتي الحقيقية، أجد نفسي أمام تحدٍ مثير، وهذا ما يجعل التجربة ممتعة و مليئة بـ الإبداع.

اقرأ أيضاً: الاتجاه المعاكس … بقلم: منال صالح

متى تأخذين قرار الانسحاب أو التراجع عن قرار لك ؟

أقرر التراجع والانسحاب فورًا عندما أجد نفسي محاطة بأشخاص يملأونني بالطاقة السلبية أو يفتقرون إلى الحب في تعاملاتهم، كما أنني لا أحتمل البقاء في محيط يشعرني بـ الإزعاج أو يحد من راحتي، ولهذا اتخذ قرار الانسحاب بدون تردد .

من هو الشخص الذي تأتمنيه على أسرارك؟

الحقيقة، أنا الشخص الوحيد الذي ائتمنه على أسراري، لأنني لا أشعر بالراحة عندما اشارك أموري الخاصة مع أي شخص آخر، فأنا أفضل الاحتفاظ بـ أسراري لأنني أؤمن أنني الأقدر على الحفاظ عليها.

اقرأ أيضاً:مهرجان الجونة السينمائى: انطلاقة جديدة فى دورته السابعة

من هو الشخص الذي يجعلك تشعرين بالسعادة في وجوده بجانبك؟

في الحقيقة، لا يوجد شخص محدد يمنحني الشعور بالسعادة، لأنني في أغلب الأوقات أفضل قضاء الوقت مع نفسي، أحب السفر إلى أماكن مختلفة، وهذا ما يمنحني السعادة والسلام النفسي.

ما هو الشيء الذي لا نختاره ولكنه “مكتوب علينا”؟

الحياة نفسها هي الشيء الذي لا نختاره، فهي هبة من الله و وجودنا فيها جزء من حكمته العظيمة، نحن لا نختار أن نكون هنا، ولكن علينا أن نبحث عن الهدف الأسمى الذي خلقنا من أجله، وأن نكتشف الرسالة التي نسعى لتحقيقها خلال وجودنا.

الشخص الذي يستحق لقب “قدوة” في نظري هو من يتميز بأخلاقه العالية ومواقفه النبيلة:

من هو الشخص الذي يستحق لقب “قدوة” من وجهة نظر هدى الإدريسي؟

الشخص الذي يستحق لقب “قدوة” في نظري هو من يتميز بأخلاقه العالية ومواقفه النبيلة، ويكون حضوره بين الناس حقيقيًا و ملهمًا، القدوة هو من يعرف قيمته كإنسان، ويحرص على احترام نفسه قبل أن يطلب احترام الآخرين، ويبذل العطاء بسخاء ودون تردد.

هل أنتِ مترددة أم مندفعة في اتخاذ قرارات حياتك؟

لا أعتبر نفسي شخص متردد، بل أُفضل أن أكون هادئة عند اتخاذ قراراتي ولا أندفع بشكل متهور، بل أحرص على أن أدرس كل موقف بعناية قبل اتخاذ أي القرار خاص بحياتي، مما يجعلني أصل إلى خيارات لا أندم عليها أبدا.

هدى الإدريسي: ما يهمني أن أعيش في سلام وهدوء بعيدًا عن الصراعات والضغوطات.

ما هي الأمور التي تقومي بتجاهلها في حياتك لتحتفظي بسلامك النفسي ؟

أُفضل تجاهل كل ما لا يعنيني و لا يخصني، ولا أحب أن أتدخل في شؤون الآخرين، كما أنني أبتعد عن مجالس النميمة وكل ما قد يسبب لي التوتر، ما يهمني حقًا هو أن أعيش في سلام وهدوء، بعيدًا عن الصراعات والضغوطات.

ما الذي تعتبريه كنزا في حياتك؟

أعتبر تجربتي و رحلتي في الحياة كنزا ثمينا، كل وقت عشته وكان مليئ بـ الصعوبات والأحداث، و الذكريات الجميلة والمؤلمة، تشكل أيضاً جزءًا لا يتجزأ من هويتي، انتقالي من وطني الأم المغرب إلى العيش بمفردي في وطني الثاني مصر، حياه تمثل لي ذكريات عزيزة أحتفظ بها في قلبي.

ما هو “السر” الذي لا يعرفه أحد عن هدي الإدريسي؟

لا أمتلك أسرارا شخصية ، وإذا كان لدي سر، أحرص على الاحتفاظ به لنفسي دون التصريح به علنا، أؤمن أن بعض الأمور يجب أن تظل خاصة، وهذا جزء من شخصيتي.

ما الذي حققته بعد “طلوع الروح”؟

وصلت بعد “طلوع الروح”، إلى مرحلة من النضج والوعي في حياتي على الرغم من التحديات التي واجهتها، كانت التجربة مليئة بالأحداث الحزينه و السعيده والهامة، والتي ساهمت في تشكيل شخصيتي ونظرتي للحياة.

هل تعتبرين أن السوشيال ميديا أصبحت “شرًا و مصدر أذى” في حياتنا؟

يمكن أن نقول إنها تحولت إلى ساحة للطاقات السلبية، لذلك، أحرص على انتقاء أصدقائي بعناية على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنني أريد أن أحيط نفسي بأشخاص يساهمون في إيجابية حياتي بدلاً من سلب طاقتي.

هدي الإدريسي: المكان الذي أشعر فيه بالأمان هو قلبي.

ما هو المكان الذي تشعرين فيه بالأمان؟

المكان الذي أشعر فيه بالأمان هو قلبي، حيث أختلي بنفسي وأتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، في تلك اللحظات، أشعر بقربه مني، وكأنه يسمعني ويشعر بإحساسي. تلك الأوقات تمنحني طمأنينة لا تضاهى.

ما هو الشيء الذي فعلته وندمت عليه؟

لا يوجد شيء أصعب من مشوار الحياة بكل ما يحمله من تجارب وخبرات، لكنني لم أندم يومًا على أي قرار اتخذته أو شيء فعلته، كل تجربة عشتها، حتى وإن كانت مؤلمة، تركت ورائها درسًا عظيما علمني شيئًا جديدا، هذه الدروس تشكل المصدر الرئيسي لرصيد خبرتي في الحياة.

إذا قابلتِ “العرافة”، ما هو أول سؤال تريدين معرفة إجابته؟

أسألها هل يجب أن أكمل في مجال التمثيل، وهل يعتبر هذا هو رسالتي الحقيقية والهدف من وجودي، أم أن الوقت قد حان لتغيير مساري والابتعاد عن عالم الفن؟ هذا السؤال يشغلني كثيرًا، وأتمنى أن أحصل على إجابة واضحة.

اقرأ أيضاً: مزاجية أنثى … بقلم: خالد العامري

لو وهبك الله قوة خارقه تتخلصي بها من شيء مزعج في العالم، سيكون من؟

أتخلص من كل شيء يرمز إلى الشر، وأي مصدر يسبب الإزعاج أو يجلب لي أشياء لا تفيدني في حياتي ، والتخلص من هذه الأمور المزعجة يساهم في خلق بيئة أكثر إيجابية وسلامًا للجميع.

أنا طبيعية جدًا وواضحة في حياتي الشخصية:

كم “قناعًا” تحتاجين إليه في حياتك؟

أنا طبيعية جدًا وواضحة في حياتي الشخصية، لذا لا أشعر بحاجة إلى ارتداء أي أقنعة، القناع الوحيد الذي أستخدمه هو ما يتعلق بالتمثيل فقط، حيث أستطيع من خلاله تجسيد شخصيات متنوعة بشكل إبداعي.

اقرأ أيضاً: عمل فني جديد يجمع طه دسوقي وأسماء جلال.. تفاصيل

هل تمتلك هدى الإدريسي “وجها آخر” في تعاملاتها، وهل تعتبر هذا نفاقًا أم دبلوماسية؟

لكل شخص “وجه آخر” يتعامل به في الحياة، وأنا أمتلك هذا الوجه الذي أستخدمه في الأزمات، و لا أعتبر هذا نفاقًا، بل هو دبلوماسية و ذوق في التعامل، ومع ذلك، إذا قام شخص ما بانتهاك حقوقي أو الاعتداء عليها، فإنني سأكون واضحة وصريحة، لكنني سأبقى ضمن حدود اللباقة والاحترام.

اقرأ أيضاً: محمد عز: التجاهل قوة ولن أسمح للنقد السلبي بإحباطي

إذا دخلتِ عالم “ميتافيرس”، ما هو الفيلم الأبيض والأسود الذي تتمنين أن تقومي ببطولته ؟

أتمنى أن أعود إلى فترة المراهقة و أقوم ببطولة فيلم “المراهقات”للنجمة الكبيرة ماجدة، أنا من عشاق هذا الفيلم، وأعتقد أن العودة إلى تلك اللحظات ستمنحني شعورًا خاصًا بالحرية والبراءة.

اقرأ أيضاً: وهم اسمه الموساد: كيف حطمت خطة السادات أسطورة الاستخبارات الإسرائيلية

متى تقولين بصرامة وحزم: “أنا صاحبة القرار”؟

أؤمن أنني صاحبة القرار الوحيد، في حياتي الشخصية قد أستشير الآخرين في بعض الأمور، لكن في النهاية، يكون الاختيار لي وحدي، هذه القناعة تمنحني الثقة والأمان في قراراتي.

ما هي أحلام هدى الإدريسي التي تسعين لتحقيقها؟

أحلم أن أعيش في هدوء وسكينة، وراحة بال، واكون دائما في حالة من السلام الداخلي حتى تعود الأمانة إلى بارئها.

في النهاية نشكر النجمة هدى الإدريسي علي هذا الحوار الأكثر من رائع علي وعد بحوار آخر مع نجم جديد ونجاحات جديدة مع ريهام طارق