هشاشة عظام الركبة مرض خطير يداهم الرياضيّين.. والنساء أكثر عرضة
هشاشة عظام الركبة مرض خطير يداهم الرياضيّين.. والنساء أكثر عرضة
هشاشة عظام الركبة… أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة سيدني أن الإصابة بمرض هشاشة العظام في مفصل الركبة له أسباب متعددة، بعضها متعلق بنمط الحياة، وأخرى ناتجة عن إصابات سابقة أو مشاكل في بنية الجسم.
كتبت: وفاء عبدالسلام
ولفت الباحثون إلى أن هذا المرض بات يشكّل تهديدًا صحيًا متزايدًا، خصوصًا لدى النساء، مقارنةً بالرجال.
الوزن الزائد من أبرز العوامل المؤدية للمرض
أحد أبرز الأسباب التي أشار إليها الباحثون هو الوزن الزائد، حيث أن زيادة الكتلة الجسمانية تشكل ضغطًا إضافيًا على مفصل الركبة، مما يؤدي إلى تآكل الغضاريف تدريجيًا، وبالتالي الإصابة بالهشاشة. فكلما زاد الوزن، زاد العبء على المفاصل، وخاصة الركبتين، اللتين تتحملان معظم وزن الجسم أثناء المشي أو الحركة.
الإصابات السابقة والخلل الوظيفي من مسببات هشاشة الركبة
أوضحت الدراسة أيضًا أن الإصابات السابقة في مفصل الركبة، مثل التمزقات أو الرضوض أو حتى الخلع الجزئي، قد تسرّع من تآكل المفصل وتؤدي إلى ظهور علامات الهشاشة في وقت مبكر. كما أن الاختلالات في وظائف الجسد مثل انعدام التوازن العضلي أو سوء توزيع الحمل على المفاصل، تلعب دورًا كبيرًا في تطوّر الحالة.
النساء أكثر عرضة للإصابة مقارنةً بالرجال
أجرى الباحثون الدراسة على مدى أكثر من 25 عامًا، حيث تم جمع وتحليل بيانات 131 حالة بين عامي 1998 و2024. وخلصت النتائج إلى أن النساء هنّ الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة عظام الركبة، بمعدل ضعف نسبة الإصابة مقارنة بالرجال. ويُعتقد أن الأسباب البيولوجية، بما في ذلك التغيرات الهرمونية بعد سن اليأس، تلعب دورًا في ارتفاع هذه النسبة.
أنماط الحياة الصحية تقلل من مخاطر الإصابة
أشارت الدراسة إلى أن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهشاشة الركبة بشكل كبير. وشملت التوصيات التي طرحها الباحثون ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتركيز على تمارين تقوية العضلات حول الركبة، وكذلك المحافظة على نظام غذائي متوازن.
وشددت الدراسة على أهمية الحمية المتوسطية، التي تشمل تناول الخضروات والفواكه الطازجة، وزيت الزيتون، والأسماك، والحبوب الكاملة مثل الخبز الأسمر. كما أوصت بتناول الشاي الأخضر بانتظام، لما له من خصائص مضادة للأكسدة تقلل من الالتهابات وتحمي المفاصل.
خفض الوزن يقلل خطر الإصابة بنسبة 14%
أكد الباحثون أن فقدان الوزن الزائد يساهم في خفض خطر الإصابة بهشاشة مفصل الركبة بنسبة تصل إلى 14%، وهي نسبة ليست قليلة بالنظر إلى سهولة تطبيق بعض التغييرات في نمط الحياة. وذكروا أن الوقاية لا تتطلب خطوات معقدة، بل يمكن تحقيقها من خلال تعديل النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني، والابتعاد عن السلوكيات المضرة مثل الجلوس لفترات طويلة دون حركة.
الوقاية تبدأ من التوعية المبكرة
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أهمية التوعية المجتمعية المبكرة بخطورة هشاشة عظام الركبة، خصوصًا لدى كبار السن، والنساء بعد الأربعين، والأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد أو تاريخ طبي سابق بإصابات الركبة. فكلما تم التشخيص مبكرًا واتُّخذت الإجراءات الوقائية، زادت فرص تجنب المضاعفات وتحسين جودة الحياة.
كما تسلط هذه الدراسة الضوء على خطورة إهمال صحة المفاصل وتبرز الدور الكبير الذي تلعبه العادات اليومية في حماية الركبة من التآكل والضرر. والرسالة الأهم هي أن التغيير يبدأ من اليوم، بخطوات بسيطة ولكنها فعالة في الوقاية من هشاشة العظام في الركبة.