هشام سليم ” ابن الأصول” مشوار مميز وعطاء حافل
هشام سليم ” ابن الأصول” مشوار مميز وعطاء حافل.
كتبت: غادة العليمي
بعد صراع مع المرض رحل عن عالمنا اليوم فنان كبير قدم العديد من الأعمال المنوعه والممتعه والرائعة وما بين امبراطورية ميم وهجمه مرتده قطع الراحل هشام سليم مشوار فني طويل من المرح والإبداع والألم.
اقيمت اليوم جنازة الفنان المصري هشام سليم الذى بدأ مشواره الفني الحقيقي بفيلم عودة الابن الضال وأنهاه بمسلسل هجمة مرتدة، وبينهما قدم العديد والعديد من الأعمال التي أبدع فيها وأمتع الملايين، ثم رحل وهو لم يتجاوز الأربعة وستون عامًا.
ورحل ابن الأصول:-
تتناول السوشيال ميديا خبر وفاة النجم الجميل تحت عنوان .. وداعًا ابن الأصول، وقد يظن البعض أن هذا اللقب بسبب انتسابه لأبيه اللاعب الكبير والشخصيه العظيمة ورئيس النادى الشهير صالح سليم، والذى كان يحمل هشام سليم كثير من وسامه والده رحمة الله عليه، كما شابهه كثيرًا في وضوحه وصراحته وحتى في سبب وفاته بنفس المرض اللعين.
لكن مالا يعرفه الكثيرين أن اسم ابن الأصول لم يكن مجاملة ولا بسبب نسب وجاه ومنصب، وإنما بسبب مواقف كثيرة قد سرد هشام سليم نفسه رحمه الله عليه احدها في أحد البرامج وقال عنه أنه موقف فارق في حياة هشام سليم.
حكى هشام سليم أن أحد عمال النادي الأهلى قد عنفه بالكلام وصاح فيه وهو صغير بسبب شقاوته، فصاح فيه وغضب منه وقال له: (ازاي تزعقلي أنا ابن صالح سليم وهقوله ).
وحين علم صالح سليم بما حدث ضربه وقال له: (أنا فعلًا صالح سليم إنما أنت مين؟ أنت ولا حاجة ومش هتبقى حاجة إلا لو نسيت إنك ابن صالح سليم).
وذكر الفنان كيف أن هذا الموقف كان فارق في حياته وصنع فيه شخصية الفنان المستقلة المتفرده، بعيدًا عن شهرة ومنصب ابيه ليصنع له اسم مستقل ويبدأ مشواره الفنى المتفرد.
أعمال منوعه وشخصيات مختلفه:-
قدم الفنان الراحل رحمه الله العديد من الأدوار المميزة بدأها عام ١٩٧٦ في عودة الابن الضال مع المخرج العظيم يوسف شاهين، ثم قدم دوره الأشهر والأجمل أمام الفنانة العظيمة شادية في فيلم لا تسألني من أنا.
واشتهر هشام سليم بدور الشاب المِرح الخفيف وصار امتداد لحسن يوسف وأحمد رمزي في فترة جيله، وقدم العديد من الأعمال الخفيفة مثل فيلم تزوير في أوراق رسمية مع النجمة الكبيرة ميرڤت أمين والنجم محمود عبد العزيز، والهجامه مع ليلى علوى وكان حلم الفتيات ونجم الشاشات في تلك الفترة ما بين الثمانينات التسعينات.
ثم اشترك بأشهر وأجمل الأعمال الخالدة للراحل أسامه أنور عكاشه، وقدم أجمل وأفضل أعماله مثل ليالى الحلمية، المصراوية، الراية البيضاء، ارابيسك وغيرها من الأعمال التي ستظل عالقه في ذاكرة المشاهد.
كما برع في المسرح الاستعراضي ونجح فيه وحقق جماهيريه كبيرة وقدم بعض الأعمال المسرحيه الناجحة مثل مسرحية شارع محمد على التى قدمها مع النجم العظيم وحش الشاشة فريد شوقى وفراشة الاستعراضات شيريهان.
كان فنان متميز ليس فقط في التمثيل ولكن من تابع هشام سليم سوف يخبرك أنه اشتهر في الوسط الفنى وخارج الوسط الفنى أيضًا بوضوحه وصراحته وكان صاحب رأى مستقل حر لا يجامل وله مقولاته الواضحه في الفن والفكر والسياسة.
كما كان له مثال ومثل في أزمته الأخيرة مع ابنه العابر جنسيًا نور والذى دعمه وأيده وسانده في رحلته كأب ناضج متفهم واعي لأزمة ابنه، لم يخشى على شهرته من القيل والقال ولم ينفي أو يواري ماحدث وانما راح يشرح ويعطي النموذج والسبب لكل من يمر بتلك الأزمة.
وكانت النهاية:-
على مدى عقود تربع الولد الشقى والفنان المبدع هشام سليم على عرش الدراما التليفزيونيه والسينمائية، بحضوره الطاغي في كل مراحل أداؤه كان الخط الرئيسي فيها أنه صاحب بصمة وممثل متنوع وقادر على لعب كل الأدوار بنفس الكفاءة والعبقرية والتميز حتى داهمه المرض اللعين وغادر عالمنا لكنه لن يغادر ذاكرتنا أبدًا.