هل الظروف هي التي تتحكم في الإنسان أم الإنسان هو الذي يتحكم في الظروف؟
هل الظروف هي التي تتحكم في الإنسان أم الإنسان هو الذي يتحكم في الظروف؟
بقلم د.هيام عزمي النجار
بالطبع الإجابة هي أن الظروف لا تتحكم في الإنسان ولا تصنعه، بل الإنسان هو الذي يتحكم في الظروف ويتعامل معها بمرونة تامة، ويضعها ويتكيف معها على حسب ما يناسبه، وذلك لأن العقل البشري مثل الأرض الخصبة ما تزرعه فيه تحصده من نفس نوع ما زرعته، ولابد من أن تنتبه لأن الفكرة تتحول إلى كلمة، والكلمة تتحول إلى فعل الذي يتحول بدوره إلى عادة التي تتحول بدورها إلى شخصية التي تُحدد مصير الإنسان، أي الأساس في كل ذلك حصر الفكرة وتقييمها جيداً، لأن كل فكرة لها طاقة مثلها، ففكرة الحب لها طاقة الحب، وفكره الكره لها طاقة الكره وهكذا، فإنتبه ولاحظ ما تُفكر فيه لأنه من المحتمل أن يحدث، وستصبح أنت بما تُفكر فيه، لأنك وقتها تقوم بإستدعاء وبإستخدام قوانين العقل الباطن التي منها قانون توارد الخواطر الذي يقول أنك لو فكرت في أي شخص في أي وقت يصل إلى هذا الشخص أنك تُفكر فيه بنفس طاقة الفكرة، وقانون العودة الذي يقول ما ترسله للعالم يعود عليك من نفس النوع لأنك مصدره الأساسي، أي أن ما يخرج من داخلك مبني على إدراكك وتفكيرك وتركيزك وأحاسيسك وسلوكياتك وإعتقاداتك أنت، فيخرج للعالم الخارجي من حولك بنفس الأفكار التي أرسلتها به، فيعود عليك من نفس النوع ما أرسلته، وكذلك قانون التوقع والإنجذاب – فما تتوقعه ويكون مصحوب بأحاسيس مشتعلة وإعتقاد قوي ينجذب إليك من نفس النوع، فبدلاً من أن تتوقع الشر والشيئ السيئ – الأفضل أن تتوقع الخير والشيئ الجميل، ولا تنسى أن الفكرة هي أسرع شيئ يُولد، وأسرع شيئ يموت، أي أن الفكرة عندما تأتي لك تكون محتاجة إلى إتجاه يُدعمها فلابد من ملاحظة وإدراك أول فكرة تضعها في ذهنك لأنك يومياً تستقبل فيما لا يقل عن ستون ألف فكرة، وبناء على إستقبالك لأول فكرة وتفكيرك فيها تكون إتجاه باقي الأفكار مثلها لتُدعمها سواء سلبي أو إيجابي، فالفكرة ليس لها مسافات أو أماكن أو زمن سواء فكرت في فكرة ما من الماضي، أو تخيلتها في المستقبل، وعشت بها حاضرك، لذلك فقراري الإدراك والتفكير من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته لما لهما تأثير على واقع حياته ومصيره.
أيها الإنسان لابد أن تُلاحظ ما تُفكر فيه لأنك ستُصبحه، وعلى حسب ما أدركت المواقف وفكرت فيها وتعاملت معها، ستكون نتيجة حياتك ومصيرك وواقعك، فإنتبه لما تُدركه وتُفكر فيه.
كاتبة المقال
د.هيام عزمي النجار
مدربة قوة الطاقة البشرية