هل حقا انتهي وأد البنات بقلم د. نورا عفيفي
هل حقا انتهي وأد البنات؟
بقلم د. نورا عفيفي
قرون عديدة تفصلنا عن أسوأ عادات الجاهلية وهي قتل البنات الوليدة دفنا احياء لأنهن جالبات العار في اعتقادهم الجاهلي.
وجاء الاسلام بنوره وعدله ورحمته ليحرم كل ما يؤذي الإنسان بل واي كائن حي يعيش ويتنفس ..
كل ما يؤذي فهو حرام بإرادة الإنسان أو بالرغم عنه.
التدخين حرام لأنه يؤذي الصحة ومهدر للمال رغم أنه بأرادة الإنسان وبرغبته ، نأتي لنختلف في أمر مؤذي غاية الايذاء نفسيا وصحيا وهو الختان للبنات ، تثور ثائرة بعضهم إذا ما تحدث الآخرون عن تجريم العادة السيئة المؤذية من هذا المنطلق أن كل ما يؤدي إلي الايذاء النفسي والجسدي فهو محرم في الاسلام.
هل حقا بهذه العادة انتهي وأد البنات
وهذة العادة من اسوأ العادات واشدها ايذاءا فضررها قد يوصل الي الوفاه ويستشهدون بأحاديث ضعيفة مشكوك فيها بل ويستدلون بغباء منقطع النظير بشتيمة الجهلاء لبعضهم في الماضي بأبن القلفاء ، ومنذ متي يتم الاستدلال علي شيء بشتائم الجاهلية؟؟؟ ..فقد كانوا يشتمون بأبن السوداء فهل نستدل بهذا أن ، لون البشرة الملون أيضا شيء مشين ؟
الا يكفي أن نذكر عشرات الاضرار الصحية فضلا عن النفسية التي تصيب الفتاه من جراء هذة العملية الوحشية برأيي ؟؟
لنتكلم بمبدأ طبي علمي بحت ونقلب الأمور لذوي الفكر والمنطق والإسلام لا يتعارض ابدا مع الفكر والمنطق السليم ولا مع الفطرة السوية والمسلم مطالب طوال الوقت بالتفكير وأعمال عقله وتفضيل الصالح لحياته طالما لم يتجاوز حدود الله ولم يخالف أمرا واضحا أو يرتكب منهي عنه بالنصوص القاطعة اختلاف الفقهاء دائما في أمور دنيوية لا يضر ، عموما لنرجع للأمر الطبي العلمي.
الفرق بين الذكر والانثى في عملية الختان
إن عملية الختان في الذكور تتم بدافع صحي بحت لإزالة جزء زائد قد يتسبب وجوده في أحداث عدوي والتهابات ومع ذلك اختلف في وجوبه بين الفقهاء ، اي أن الختان في الذكور يتم بدافع صحي وليس ابدا بدافع تهذيب وكبت الرغبات رغم أن الرغبة عند الذكور تتعدي الرغبة عند الإناث بمراحل عديدة .
فالذكر يثار لأقل سبب فلماذا يوجبون هذة العملية البشعة للبنات ويهاجمون من يجرمها رغم ضعف الاستدلالات من جهة ورغم أضرارها من جهة أخري وايضا رغم عدم جدواها صحيا بدافع تحجيم شهوة البنت ، أي قصور في الفهم هذا ؟؟ والله إنه لشيء مضحك ومثير للسخرية.
معروف أن الشهوة لدي الذكور اعلي بمررات عديدة عن الإناث العاطفة عند الإناث اقوي وتأتي الرغبات الجسدية بعد العاطفة وليس العكس
اليس مضحكا أن يتم الختان للذكور بدافع صحي بينما للاناث بدافع تربوي ؟
ومع ذلك فالرغبة سواء في الإناث أو الذكور لا علاقة لها بالأعضاء بل بالهرمونات والأعصاب ..
اليد لا تتحرك الا إذا كانت أعصابها سليمة والا تصاب بالشلل إذن الموضوع كلية لا يمت الشهوة بصلة
تهذيب الشهوات والتحكم بها لمجتمع مستقر يتمتع بالاخلاقيات العالية يتم عن طريق التربية القويمة سنوات طويلة للبنت والولد علي حد سواء.
لا يجب اختصار سنوات من التربية وغرس القيم والدين بمجرد عملية اقتطاع من جزء الإنسان ومن يقول غير ذلك يتصور بتفكيره الضيق المحدود أن الإنسان خاصة الانثي آلة تحركها رغباتها وليست إنسانة لديها المشاعر والعاطفة وتتصرف كما تربت وكيفما نشأت.
الختان ليس له أي علاقة بالاخلاق
واذا أباح سيدنا محمد صل الله عليه وسلم لام عطية بقوله اخفضي لا تنهكي ، فمن منطق التسليم بوجود عادة متأصلة لديهم لا يريد منعها تماما ولكنه صل الله عليه وسلم أمرها بالخفض وهو ما يسمي إزالة أي جزء زائد اي تجميل فقط وليس إزالة ويفهم منه أيضا نهيه عن أن تنهك اي تزيل كامل العضو ، أليس هذا النهي دليل علي حرمانية العملية عملية الختان التي تتم بهذة الصورة الشنيعة في بلدنا ، واباحة الخفض ، وهو مالايتم في مجتمعاتنا المباح هو الخفض ومباح بمعني يفعل أو لا يفعل.
سواء اي عدم فعله لا يتربت عليه شيء فهل يفهم ذوي العقول الصدئة ذلك ، ولا يتصايحون غاضبين من رفض الفكرة ، المباح هو ما يتساوي فعله بعدم فعله اي أمره متروك لحرية الشخص واذا لم ينزل نص صريح بوجوب شيء والعلم قال كلمته بضرره فالاولي الأخذ برأي العلم.
والختان بالنسبة للإناث هو قمة الضرر نفسيا وجسديا فكيف لا يتم تجريمه ؟؟
اكرر الخفض كما قال سيدنا محمد منبها مباح اذا توفرت الضرورة وبموافقة البنت ورضاها سوي ذلك فهو جريمة ومايحدث عندنا لا يتم بهذة الصورة ابدا بل يتم تشويه وإزالة أجزاء كبيرة تعرض حياة الفتيات للخطر.
جائتني مرة سيدة بثلاث فتيات تطالبني بعمل ختان لهن وبما أنني رافضة لهذة العملية الإجرامية افهمتها اولا أنني لست بمتخصصة في هذا المجال وليس بوسعي عمل هذا غير أنني رافضة لها تماما واخذت اقنعها بضرر العملية وفهمتها حقيقة الأمور وان عملية الخفض متعمدة أن أوضح لها الفرق بين الاثنين إذا اقتضت الضرورة كتجميل وبعدما اقتنعت الام بفضل الله.
وبعدما تأكدت أن بناتها لسن حتي بحاجة إلي عملية الخفض شكت لي من قسوة ما تعرضت له وهي صغيرة بسببها ومشاكلها الكثيرة الحالية مع زوجها واتهامه المستمر لها بالتقصير في حياتها الزوجية معه بسبب هذة العملية ، فتعجبت من تناقض الرجل الشرقي يريد أن يختتن بناته في نفس الوقت يشكو ويندب حظه مع زوجته المختتنة.
لذلك اقول هل انتهي حقا زمن وأد البنات ؟
بالعكس البنات في الجاهلية توؤد وتموت وترتاح ولكن هذى الأيام الجميلة ، تختتن وتحاصر طوال الوقت وتخنق وتعامل كأنها قنبلة موقوتة يجب احتواءها وكبتها وتجريمها عند إظهار اي محاولة للفهم أو المعرفة ، تخرج للشارع تتعرض للتحرش فتدان ، فهي السبب في كل الأحوال.
تتزوج فتطالب باشياء لا تعلم عنها ولم تقرا ولم تعرف مع سبق الاصرار والترصد ، تضطرب لا تدرك كيف تتصرف ، تحدث الخلافات الزوجية الكثيرة المعروف سببها طبعا فتتهم بأنها السبب.
إن الزوجة يجب أن ترضي زوجها
كيف وانتم لم تعلموها ولم تتركوا لها فطرتها السوية لكي تتعامل حتي؟
انتم مثل من اتي بطير فقص له جناحيه خشية أن يطير حتي يكبر ثم تجبرونه علي الطيران وتتهمونه بالفشل إذا لم يطير بأي منطق هذا تتعاملون به مع الإناث
ولذلك أتساءل هل انتهي حقا واد البنات؟ لا اظن