هل شرب الزنجبيل يسبب إرتفاعا في الضغط؟
هل شرب الزنجبيل يسبب إرتفاعا في الضغط؟
وفاء عبد السلام
يسأل كثير من مرضى القلب والضغط والكوليسترول هل أستطيع تناول الجنزبيل؟
وهل يتفاعل مع أدويتي؟
وهل يقوم مقام الأسبرين بحيث يمكن الاستغناء عن الأسبرين والبلافكس!!
وعدة أسئلة وجدتها تطرح من كل مريض زار عيادتي فأردت أن أفرد لها مقالا يتعرض لهذا الموضوع بشي من التفصيل.
الزنجبيل يستخدم من ألاف السنين كبهارات وتوابل للأكل وكذلك في بعض الإستخدامات الصحية القديمة ولكننا سنعرض هنا لما يخص مرضى القلب فقط.
كما ثبت علميا ان الزنجبيل يخفض الضغط نسبيا ولا يرفعه بل كان يستخدم كدواء لإرتفاع الضغط في القرون الماضية..
ويعمل الزنجبيل على خفض الضغط وتباطؤ نبضات القلب وذلك بأغلاق قنوات الكالسيوم التي تعتمد عليها عضلات القلب والاوعية الدموية بالانقباض تماما مثل تأثير (دواء الفيراباميل) بل انه يقلل اصدار مادة الفينايلايفرين في الدم وهذا يسبب توسع نسبي للاوعية الدموية ويعطي شعورا خاطئا بالدفء لأنه لايحفظ حرارة الجسم بل يشتتها بسرعة ولذلك يبدأ الشخص بالأحساس بالبرودة اشد من فترة ما قبل تناوله للزنجبيل اذا لم يكن قريبا من مصدر دائم للحرارة.. لكن ذلك التأثير الخافض للضغط غير كافي لاستخدامه طبيا كعلاج لانه محدود جدا لايتجاوز 5 ملم من الزئبق في الانقباضي..
ولكن هذا الانخفاض قد يكون واضحا جدا في من كان قوامهم نحيلا جدا ولديهم انخفاض ضغط مزمن يعانون منه فيكون الزنجبيل القشة التي قصمت ظهر البعير فيعاني من الدوخه بعد شرب الزنجبيل وقد رأيت ثلاث حالات يعانون من هذه الظاهرة حديثا.
ويسأل كثير من المرضى ان ضغطهم يرتفع بعد الزنجبيل.. ونستطيع ان نؤكد لهم ان هذا ليس بالتأثير الكيميائي للزنجبيل ولكن قد يكون ضغطهم متقلبا او غير متحكم به وصادف ارتفاعا بعد التناول..
وكذلك من الظواهر المعروفة ان المرضى غير المتحكمين بالضغط اوكانوا قريبين منه يرتفع الضغط لديهم في الشتاء بسبب برودة الجو الخارجي والزنجبيل كمادة غذائية من التوابل آمن لوحده ولكنه يتفاعل مع عدة انواع من الادوية فمثلا يسبب ارتفاع سيولة الدم فيمن يستخدم الورفارين. ويزيد من تأثير الاسبرين والبلافكس على الصفائح الدموية….
بل ويزيد من تأثير ادوية السكر في من يعانون من مرض السكر وبالتالي فانه من الممكن ان يسبب هبوطا للسكروغالبا لايؤثر اذا كانت الكمية اليومية لتناوله اقل من 2 جرام يوميا.. ولكن ان زاد عن ذلك فقد يسبب هبوطا للضغط وانخفاضا في النبضات لانهما يشتركان في نفس طريقة تأثير الزنجبيل وهو اغلاق قنوات الكالسيوم جزئيا في خلايا لقلب وبالذات في الاذينين.
كما ثبت علميا ان الزنجبيل يخفض الكلسترول الضار بنسبة 10% وهي لاتتعدى نسبة تأثير الحميه فقط.. ولذلك هي نسبة غير فعالة في مرضى القلب الذين يحتاجون خفض للكلسترول الضار بنسبة 50 الى 60%.
لا وقد وجدت كثيرا من المرضى يقع في هذا الخطأ الفادح ويضر نفسه بحدوث جلطة القلب وتدهور العضلة لأنه فهم فهما خاطئا!! فالزنجبيل يزيد من سيولة الدم نسبيا ولكنه لايصل الى الدرجة المطلوبة علميا لمنع التخثر وتكوين الجلطة وبالتالي فهو لايفيد المريض بل يزيده ضررا اذا كان يتناول الاسبرين ولايعطيه حماية اذا تناوله لوحده.
الخلاصة:
الزنجبيل مشروب شعبي يجب الا يعطى خصائص سحرية تجعله البلسم الشافي من كل داء وفي الجهة المقابلة يجب الا يحارب ويمنع الناس من الاستمتاع به والاعتدال في تناوله هو المطلوب بحيث لايزيد تناوله يوميا عن 2 جرام على وجه العموم ولكن من يأخذون ادوية السيولة والسكر ألايزيد عن جرام واحد يوميا.