هل قتلت السياسة ميمي شكيب وما هي حقيقة قضية الرقيق الأبيض؟
كتبت/سمية مجدي
عاشت حياة الرغد والرفاهية ،كانت تتمتع بجمال آخاذ جعل الرجال حولها يتمنون القرب منها ،كثرت حولها الأحاديث وكانت حياتها مليئة بالصراعات منذ صغرها ،ولكن اخطاءها أوقعت بها إلى نهاية مأساوية سقوطها قتيلة غارقة في دمائها ،فهل رجال السياسة هم من تخلصوا منها أم هناك أمر خفي لم يظهر بعد ؟
*نشأتها
ولدت أمينة مصطفى شكيب أو ما أطلق عليها ب”ميمي شكيب” لأب ثري من أصول شركسية ،درست في مدرسة ‘العائلة المقدسة ‘ عاشت حياة مرفهة في القصور ،إلى أن مات والدها وهي تبلغ الثانية عشر من عمرها ،ورفضت عائلتها أن تعطيهن ميراثهن ،مما جعل أمها تقبل بزواج ميمي من “شريف باشا” ابن شقيقة إسماعيل باشا صدقي ،دون النظر إلى فارق العمر بينهما لتضمن لها حياة مماثلة لما ترعرعت عليه من قبل ،ولكن علمت ميمي بعد زواجها بزواج شريف باشا من أخرى أصيبت بالشلل المؤقت ولكن تطلقت في النهاية .
اتجهت إلى التمثيل لتحقيق حلمها من خلال انضمامها إلى جماعة أنصار التمثيل والسينما،ثم أسست فرقة تمثيلية خاصة بها وضمت لها عدد من الفنانين مثل زكي رستم،أحمد علام ولكن لم يلقى أول عمل لها نجاحا ملحوظا ،فذهبت إلى فرقة الريحاني،وأصبحت بطلة الفرقة ،وقدمت عدة مسرحيات أمثال(حكم قراقوش) ،(قسمتي)،(الدلوعة)،وحققت شهرة واسعة وأطلقوا عليها”دلوعة المسرح”،أول عمل لها كان فيلم”ابن الشعب” وآخر عمل فيلم ” السلخانة “.
ارتبطت بعد الطلاق من شريف باشا ب أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي ،ولكن علمت الملكة نازلي بذلك فغضبت كثيرا ،وتدخلت لإنهاء هذه العلاقة حيث ذهبت إلى الريحاني وهددته بالقتل إن لم يطرد ميمي من الفرقة ،وانتهت العلاقة ولكن علاقات ميمي لم تنتهى حيث أصبحت حديث الصحف لعلاقاتها السرية التي لا حصر لها وتزوجت للمرة الثانية كي توقف هذه الأحاديث من رجل الأعمال”جمال عزت” ولكن لم يدم الزواج طويلا بسبب الغيرة وأسباب أخرى خفية ،ورجعت إلى علاقاتها مرة أخرى إلى أن التقت بالفنان سراج منير ،وتزوجا بعد قصة حب عنيفة دام هذا الزواج ل 34عاما ثم توفى سراج إثر ذبحة صدرية ،ولم تتزوج بعده .
*قضية الرقيق الأبيض
تناولت العديد من الصحف عام 1974 “قضية الرقيق الأبيض”،أو قضية ” الآداب الكبرى”، أصبحت من أهم وأكبر القضايا محليا وعالميا ،اتهمت فيها ميمي شكيب وأنها زعيمة لشبكة دعارة كبيرة سميت بقضية “الرقيق الأبيض” ،تتمثل في بعض الفنانات أمثال(زيزي مصطفى -آمال رمزي-كريمة الشريف- سامية شكري)وغيرهن بجانب بعض الفتايات ،وتم القبض عليهن ولكن تدخل بعض رجال الدولة الذين كانوا يترددون على منزل شكيب ،مما جعل جلسات المحاكمة سرية وبعدها تم براءتهن لعدم ثبوت عليهن شئ وتم قفل القضية .
أصيبت شكيب بحالة نفسية سيئة لدرجة أنها تعالجت في مصحة نفسية وبعد الانتهاء من فترة العلاج ،أرادت العودة مجددا إلى حبها الأول وهو التمثيل ولكن تهرب منها المخرجين لما قيل عنها وانتشر في الآونة الاخيرة ،إلى أن جاءتها فرصة جديدة لأدوار صغيرة لم تليق بمكانتها الفنية ولكن وكانت هذه الأدوار في فيلمين “السلخانة-دعاء الكروان”.
*نهاية شكيب على يد مجهول
يقال أن السبب في القبض على ميمي وإسقاط امبراطوريتها يرجع إلى أسباب سياسية وهي أن الرئيس السابق محمد أنور السادات قام بإصدار أمر بتكثيف الرقابة على هاتف الرائد عبد السلام جلود ،وذلك لمحادثة دارت بين معمر القذافي وبين جلود ،تضمنت الإساءة لبنات السادات منا جعله يحول القضية إلى قضية رأي عام .
لقت الفنانة ميمي شكيب حتفها من أعلى إحدى الشقق لتسقط جثة هامدة على الأرض ملطخة بدمائها وحفظت القضية ضد مجهول ،قيل أن من قتلها أحد رجال الدولة الذي كان يتردد على منولها أو تربطه علاقة بها ،وقيل أن الوزير السابق صفوت الشريف هو من قام بذلك وهذا كان اتهام المحامية برلنتي عبد الحميد حيث أكدت خلال التحقيق معه أنه أحد أطراف المتورطين في قضية”الرقيق الأبيض” وهو من قتلها ،ولكن إلى الآن كلها أحاديث وأقاويل لا نعرف صحتها من عدمها .