هل كنتِ سوايَ… الإهداء: إليها – بقلم : د.عمر محفوظ كاتب وناقد
هل كنتِ سوايَ؟
أمِ الأنثى التي لم تولدْ؟
أم صوتُ اللهِ
إذا ما همسَ القلبُ بأشواقٍ لا تُحْصَدْ؟
هل جئتِ من الصبح
أم من لهفةِ وردٍ لم يُقْطَفْ؟
أم كنتِ رؤايَ
التي كنتُ أراها… في نوميَ الأصدقْ؟
هل كنتِ جنوني حينَ هداني؟
أم كنتِ يقيني حينَ تَمرَّدْ؟
يا امرأةً…
تمشي الكلماتُ على خصرِكِ
كالأسْرى
وتعودُ بلا مقصدْ…
يا امرأةً
حينَ تمرينَ… تصيرُ اللغةُ أنثى
ويصيرُ النحوُ تغزُّلاً…
والصرفُ تقاسيمَ تمردْ…
والمفردُ فيكِ…
يصيرُ حشوداً تتوحدْ!
يا نَفَساً يخرجُ من قلبي
ويعودُ إليَّ… إذا تنهَّدْ
يا قمراً
يَخرجُ من جُرحي
ويُضيءُ عيونَ المَوْتى
هل أدركتِ الآنَ؟
بأنكِ أولُ أنثى في التاريخِ
تُعيدُ لأوجاعي مَعْنى؟
وبأنكِ آخر ما سَتراهُ
على هذا الكوكبِ عَينايَ المجهدةُ المُتَعَبَةُ الخَفْقِ؟
ما زلتُ صغيراً في حبكِ…
أتهجّى خصرَكِ كأنَّه أولُ آياتي
وأراكِ…
وأصمتُ كالمذبوحِ أمامَ سُؤالاتي
كيف زرعتِ بشَعري قصائدَ لا أعرف كيف كتبتُ سطورَكْ؟
وكيف سكنتِ…
فأغلقتِ نوافذَ نفسي؟
وصِرْتِ جُناحيَ حينَ كسرتُ جُذورَكْ؟
هل كنتِ بلاداً؟
أم أني صرتُ المنفى فيكِ؟
هل كنتِ هوايَ…
أمِ العُمْرُ بأكملهِ يرقدُ فيكِ ويَبْكِيكِ؟
كلُّ نساءِ الأرضِ
لَهَوٌ في مقهى الذاكرةِ العَتِقَةْ
وأنتِ الوحيدةُ
من نامتْ فوقَ القلبِ،
كأنكِ بيتُ الله الأنور
فاخترتُكِ لي…
يا مطراً يتدفقُ من كلِّ جهاتِي عليَّ
يا لغةً تكتبني حيناً،
وحيناً… تُحييني وتُبكيني وتَجْلِدْ
فدعيني،
دعيني أكتبُ عنكِ
قصيدةَ عُمْري…
قصيدةَ عشقٍ
لا تُنسى
ولا تُنجَبْ
ولا تُولَدْ!
مثلك أنثى..
صباح الحب على عيون لم تغمض….