هل يسبب التهاب الكبد الإصابة بالسرطان؟
الكبد من أكثر الأعضاء حساسية ويحتاج لمعاملة خاصة، خاصة عند إصابته بأورام سرطانية تقاوم عمل العلاج الكيماوي، فتموت الخلايا السليمة قبل الخلايا السرطانية.
قبل التطرق لسبل علاج أورام الكبد، نخبركم في البداية عن أسباب الإصابة به.. ويوضح الدكتور محمد عز العرب أستاذ الكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، أن أسباب سرطان الكبد متعددة بحسب موقع كونسلتو، ويذكرها فيما يلي:
1- تخزين الحديد في الجسم
ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم وارتفاع كرات الدم الحمراء في النخاع العظمي، ما يؤثر على وظائف الكبد ويسبب تضخم وتليف فيتعرض الكبد للإصابة بالسرطان، لكن قد يتكون الورم دون التعرض للتليف، موضحًا أن ارتفاع الهيموجلوبين في الدم يُعرِّض المريض أيضًا للإصابة بالسكري نتيجة تأثر البنكرياس فضلًا عن تغير لون الجلد.
2- الإصابة بمرض ويلسون
أي تراكم النحاس في الجسم لأنه يؤثر على الكبد ويتسبب في تليفه ويعرضه للسرطان.
3- التهاب الكبدي المناعي
التسمم بسم الأفلاتكسون الذي يفرز عن طريق نوع من الفطريات يسمى “اسبرجلس”، وتنمو هذه الفطريات على الحبوب والبقوليات التي لا تُخزن بطريقة جيدة، ويعد من أهم أسباب الإصابة بسرطان الكبد، خاصة إذا كان المريض يعاني من فيروس (c)، أو (B).
4- تكون دهون تفاعلية على الكبد «NASH».
5- عوامل بيئية، كالتدخين، وإدمان الكحوليات، والتعرض للمبيدات المسرطنة.
6- الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي(B).
7- الإصابة بتليف الكبد الناتج عن التهاب الكبد الوبائي فيروس(C).
شرط
الإصابة بفيروس(C)، لا تشترط التعرض للتليف الذي يعقبه السرطان، موضحًا «لنقل إن نسبة 100 % أصيبوا بدور حاد من فيروس سي، 80 % منهم يصابوا بالتهاب كبدي مزمن، أي يستمر لبعد 6 شهور، وخمس هؤلاء أي 20% منهم يعرضوا للإصابة بتليف الكبد على مدار 20 سنة من الإصابة، وهؤلاء الذين أصيبوا بتليف الكبد الناتج عن فيروس سي، معرض 1: 7% منهم للإصابة بسرطان الكبد»، وأن تليف الكبد ليس شرطًا رئيسًا للإصابة بسرطان الكبد، وتتوقف إصابة مريض تليف عن أخر على عدة عوامل، سواء كانت وراثية مع عوامل بيئية كالسابق ذكرها.
كشف مبكر
يؤكد أستاذ الكبد أهمية الكشف المبكر للفئات المعرضة للإصابة بسرطان الكبد، ومنهم مرضى تليف الكبد لأي سبب، سواء أكان التهابات فيروسية، أو التهاب كبدي مناعي أو مرضى تخزن الحديد أو مرضى الكبد الدهني.
كما يشدد على أهمية فحص درجة تأثر نسيج الكبد لمرضى فيروس (سي)، خاصة إذا وصل لدرجة (F3) أي المرحلة التي تسبق التليف، أو (F4)، أي بعد التليف، وذلك من خلال بعض تحاليل الدم (fib 4)، والأشعة، حتى وإن تعافى المريض من الفيروس، مشيرًا إلى أن الإصابة بسرطان الكبد لا تشترط أن يسبقها تليف فقد يحدث بشكل مباشر.
العلاج
علاجه يكون بسيطًا وينقسم إلى 4 مراحل، وفقا للتقسيم العالمي “BCBC”:
مرحلة (A)
إذا كان الورم أقل من 2 سم يتم حقنه بالكحول الإيثيلي، أما إذا كان أقل من 5 سم أو وجود عدد من الأورام لا يزيدوا عن 3 ولا يزيد حجمهم عن 3 سم، وكانت حالة الكبد سليمة، فهنا يكون العلاج بالتدخل الجراحي لاستئصال الورم أو حرق الورم بالتردد الحراري الموضعي.
مرحلة (B)
يكون فيها حجم الورم أكبر من 5 سم، والعدد أكثر من 3 أورام، يتم عمل حقن كيماوي من خلال قسطرة من الشريان الفخذي، وتتوجه هذه القسطرة للشريان المغذي للورم، ويتم حقن مادة ضد السرطان، مذابة في الليبدول، ثم يتم غلق الشريان بـ”جل فوم”، وهنا نضمن عدم وصول تغذية للورم وموته.
مرحلة (C)
تعني أن الورم يصاحبه جلطة في الوريد البابي، أو انتشار خارج الكبد، والعلاج يكون موجه عن طريق الف من خلال “ريجورافيينب”، أو الاعتماد على أدوية مناعية أخرى كـ”نيفولوماب” وهو حقنة يتم حقنها في الوريد كل أسبوعين، وتم اعتماده من هيئة الأغذية والدواء العالمية العام الماضي مع علاج الأعراض المصاحبة أي علاج جلطة الوريد البابي.
كما يمكن علاج هذه الحالة عن طريق حقن جزيئات مشعة جترم 90 عن طريق شريان الفخذ بالقسطرة.
المرحلة (D)
يكون الشخص مصابًا بفشل كبدي واختلال في وظائف الكبد واستسقاء واعتلال دماغي، مع ارتفاع مستوى الصفراء، وهنا يتم السيطرة على الأعراض باستئصال الكبد وزرع فص من متبرع حي، خاصة إذا كان المريض أقل من 63 عامًا.
على أهمية الفحص المبكر لاكتشاف أي عدوى في الكبد، والحرص على تناول التطعيمات التي تحمي المريض من العدوى، كما يشدد على عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين وزيادة التوعية الصحية.