همس الجواري.. بقلم / مصطفى حسن سليم.

أنا أرفض ذلك الزواج، جلست صفاء وهي تنظر إلى المقعد الخالي الذي تحدثه أمامها في خفوت، والدموع تنساب من عيونها في غزارة، وهي تهمس بهذه الكلمات، وقامت بمسح دموعها سريعا وهي تشعر بوقع خطوات تقترب من باب غرفتها، وهي تندفع في سرعة نحو فراشها لتتظاهر بالنوم، وشعرت بوقع خطوات تقترب من مكانها، وصوت أخوها الكبير فوزي وهو ينادي باسمها، انتفض جسدها في عنف عندما تزايد أرتفاع صوته، كان يبدو أنه مصمم على التحدث معها بأي صورة، ولم تجد مفر من الرد عليه والدموع تخنق صوتها، نهضت من فراشها وهي تحاول عدم النظر في وجهه قائلة له أرجوك يافوزي دعني الآن، فإنني متعبة للغاية، وليس لدي أي رغبة في الحديث معك، ولم تكاد تكمل جملتها الأخيرة إلا وقد شعرت بصفعة قوية على وجهها من أخوها، وهو يجذبها من شعرها نحو باب غرفتها بعنف، قائلا لها وماذا أيضا ياست هانم، هل تظنين أني لا أعرف قصة حبك لممدوح التي أصبحت الآن الحديث على كل لسان في الحي، لقد جلبتي لأسرتنا الصغيرة العار، ولكني أنا المخطئ عندما تركت لك كل الحرية في الخروج والدخول، غداً ستكون خطوبتك على هشام شريكي في المحل، والأسبوع القادم سيكون زفافك ايضا، أسرعت أمها نحوها لتخلصها من قبضة يديه، ونجحت في ذلك بصعوبة شديدة وهي تبعدها عنه إلى باب غرفتها، في حين انتاب صفاء حالة من الانهيار العصبي، وهي تصرخ وتضرب وجهها في عنف بعدة صفعات من يديها، وأخوها يحاول الاندفاع نحوها لضربها ثانية، في حين اندفعت صفاء نحو نافذة غرفة أمها تحاول القفز منها، وأندفعت أمها نحوها تمنعها من ذلك وهي تحتضنها في قوة، وصوت صراخاتها يتعالى، وشعر فوزي بالندم لما فعله بها منذ قليل، ولكن كان يقنع نفسه وهو يغلق باب الشقة خلفه وهو يهبط درجات السلم في بطء إلى الأسفل، أنه قد فعل الصواب، وأن هشام سيجعلها تعيش في مستوى لاتحلم به، وعندما ذهب إلى المحل، وجد هشام شريكه الذي بادره بالسؤال عن موعد خطوبته على أخته، شعر فوزي بثورة عنيفة تدور بداخله وهو يقول له في غضب لا أعتقد أنه ستكون هناك خطوبة، ان صفاء ترفض حتى سماع اسمك، لقد حاولت الإنتحار عندما ضغطت عليها للزواج منك، أخرج هشام من جيب معطفه مجموعة من الكمبيالات وهو يلوح بها في، عنف قائلا له اذن أنت الذي اخترت السجن، أنت لاتستطيع سداد قيمة هذه الكمبيالات حتى ولو بعد مائة سنة، اندفع نحوه فوزي وهو يجتاز باب المحل، وهو يقول له أعتقد أني أنا المخطئ، والذي يجب أن يتحمل ثمن غلطته مهما كانت، ولايجب أن اجعل أختي تدفع ثمن ذلك بدلاً مني، أنت أغرقتني في الديون والقمار متعمداً من أجل أن أزوجك أختي الصغيرة، الآن فقط قد أدركت حجم لعبتك القذرة هذه، أن صفاء أختي ليست جارية لكي أبيعها لك، افعل ماشئت حتى لو كان في هذا الأمر سجني، أنت حقا لاتصلح لها، ان فارق السن بينكم كبير جداً ثم تركه وأنصرف.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.