هُناكَ مَنْ يُحِبُّكَ لِما لَيْسَ بِكَ… بقلم /د٠ريتا عيسى الأيوب

هُناكَ مَنْ يُحِبُّكَ لِما لَيْسَ بِكَ…
بقلم /د٠ريتا عيسى الأيوب

هُناكَ مَنْ يُحِبُّكَ… لِما لَيْسَ بِكَ
دَهْراً… فَلا يَتَبَّدَلُ أَوْ يَتَغَيَّر…
وَهُناكَ مَنْ يَصْطادُ لَكَ زَلاَّتَكَ… حَتَّى وَإِنْ كَنَنْتَ لَهُ كُلَّ الحُبِّ… فَتَراهُ عَنْكَ يَبْتَعِدُ وَيَتَحَوَّل…
فَالنَّاسُ أَجْناسٌ… عَلَيْكَ أَنْ تَعْلَمَ ذَلِكَ… إِذْ أَنَّ كُلاًّ مِنْهُمْ… يَبْحَثُ عَنْ مُجْتَمَعِه…
فَمِنْهُمُ قَوْمٌ… قَدْ شَبَّ عَلَى الوَفَاءِ… مَهْما غَدَرَ بِهِ الزَّمانُ… أَوْ غَرَّر…
وَمِنْهُم مَنْ كانَ ذو نَفَسٍ قَصيرٍ… عِنْدَ أَوَّلِ مُنْعَطَفٍ لِلْحَياةِ… تَراهُ يَتْرُكُكَ… بَلْ وَيَتَمَرَّد…
وَهُناكَ مَنْ لازَمَكَ طَوالَ مِشْوارِ حَياتِكَ… فَتَراكَ تَلْجَأُ إِلَيْهِ كُلَّما احْتَجْتَ إِلى سَنَدٍ… فَلاَ يَخْذِلُكَ… في كُلِّ صَغيرَةٍ كانَتْ أَمْ كَبيرَة…
فَلاَ تَنْتَظِرْ… الجُودَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ… وَلاَ بِغَيْرِ قُدُراتِكَ… عَلَيْكَ أَنْ تَتَأَمَّل…
لِأَنَّ هَذِهِ الحَياةُ… ما هِيَ إِلاَّ بِيَمٍّ… كَثُرَتْ دَوَّاماتُهُ… وَلَسَوْفَ تَبْتَلِعُكَ… إِذا ما حَرِصْتَ مِنْهُ… فَاعْلَمْ بِذَلِكَ… وَتَأَهَّب…
فَكُلُّ مَنْ غَافَلَتْهُ الحَياةُ بِمُصيبَةٍ… نَالَتْ مِنْهُ… بَلْ وَفَتَكَتْ بِهِ… إِذا ما هُوَ تَخَشَّنَ… وَتَصَلَّب…
وَكُلُّ مَنْ آمَنَ بِنَفْسِهِ… وَجَميعِ قُدُراتِهِ… نَجا مِنَ الهَلاكِ… الذي كانَ لَهُ بِالمِرصادِ يَتَرَبَّص…
وَكُلُّ مَنْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ… إِلَى السَّماءِ… بَاحِثاً عَنْ اللهِ خَالِقِهِ… مُناجِياً إِيَّاهُ… بِإيمانٍ قاطِعٍ… قَدْ تَخَلَّص…
مِنْ كُلِّ شُعورٍ خَانِقٍ… لِروحِهِ… وَلِطموحاتِهِ… وَمِنْ كُلِّ مَنْ نَوَى لَهُ الشَّرَّ… وَتَقاعَص…
عَنْ مَدِّ يَدِ العَوْنِ لَهُ… إِذا ما احْتاجَها… فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ عَنْهُ… كَيْ لا يَتَوَرَّط…
بِالْتِزامٍ إِنْسانِيٍّ… لِمُساعَدَةِ أَخيهِ الإِنْسانِ… كُلَّما اسْتَدْعَتْ الظُّروفُ ذَلِكَ… واسْتَحْكَمَت…
فَكُنْ قَوِيًّا أَنْتَ بِمُفْرَدِكَ… كَما لَوْ كُنْتَ قَدْ خُلِقْتَ في عَالَمِ الغابِ… هَذا الذي نَعيشُ فيه… وَحْدَك…

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.