من العدد الورقى لصحيفة اسرار المشاهير عدد شهر ديسمبر 2024
كانت كتابة هذا المقال في وقت سابق على انفجار الاحداث في سوريا فجاء غير مناسب لواقع الحال وواجب الوقت
ارجو ان يرقى لذائقتكم
فكرت كثيرا حين اعتلى ترامب عرش الولايات المتحدة وملك
امبراطوريتها العالمية للمرة الاولي وقبل خسارته بعد دورة واحدة
امام جو بايدن ان الامر مجرد استثناء تاريخي وخطأ غير مقصود
مثله في التاريخ مثل الكثير من الاحداث التي لا يمكن اعتبارها
سيرا طبيعيا لرحلة التاريخ او منطقية الاحداث
لكن مع تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة مرة أخرى اجد ان
تصنيف هذا الحدث لم يكن دقيقا وربما هو ما يحير الكثيرين من
المتابعين للشأن السياسي العالمي ونجد انفسنا امام تساؤلات كبيرة
عن طبيعة العالم وما صارت عليه بوجود شخص مثل ترامب وهو
العنصري بامتياز والساخر بوقاحة والارعن في الكثير من الأحيان
والتي تتصف تصريحاته وتصرفاته كثيرا بالصفاقة وعدم ادراك
المسؤلية او حتى تقدير العواقب.
المزيد من المشاركات
ثم عدت بذاكرة التاريخ قليلا للوراء للبحث عن شخص مثل هذا وما
فعله وجوده في سدة الحكم لدولة قوية مهيمنة يتأثر بقراراتها العالم
فلم اجد سوى الزعيم الالماني ادولف هتلر الذى كان موضع ترحاب
وقبول كبير في العالم لعقد كامل حتى تمكن من بناء المانيا القوية
التي هددت الكوكب بالفناء وقادت اكبر الحروب التي سجلها التاريخ
الحديث .
ولم يكن هتلر شبيها بترامب في الكثير من النواحي في الحقيقة سوى
في العنصرية الظاهرة والإجراءات والقرارات التي تضرب
بالأعراف القوانين الدولية عرض الحائط فقط اعتمادا على القوة
والهيمنة المطلقة .
لكني اجد هنا فرقا كبيرا وهو ان هتلر اضطر للانتظار ليبني امانيا
المنهارة بعد معاهدة فيرساي وبعدها بدا مخططه للرايخ الثالث الذي
سيقود العالم .
اما صاحبنا ترامب فلن يضطر للانتظار فقد تسلم دولة فائقة القوة
تسيطر فعلا على الكوكب بلا أي منافسين .
فاين يمكن ان يوصلنا هذا؟
بالنسبة لمطقتنا العربية وهي احد اهم بؤر الصراع العالمي والتي
تدور بين جنباتها اعظم واجل معارك التحرير التي شهدها العالم
فان تاثرها بوجود شخص مثل ترامب مجنونا كان او مدعيا للجنون
على حد توصيف بعض المختصين سيكون ثقلا كبيرا في ميزان
الصراع وربما يكون هو العنصر الحاسم في تلك القضية
لا ننسى ان ترامب هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي تجرا على
نقل السفارة الامريكية لدى إسرائيل الى القدس العربية الإسلامية
رغم اعتراف العالم بانها مدينة لا تخص إسرائيل لا من قريب ولا
من بعيد
لكنه اقدم على الخطوة مراهنا على انعدام ردود الفعل العربية وهو
ما كان فعلا ومرت المسالة ببساطة ودون عواقب حتى انه كان
قرارا محل ترحاب من كل الأنظمة المؤيدة للكيان الصهيوني وحتى
الدول العربية لم تبدي أي نوعا معتبرا من الامتعاض او الرفض
الحقيقي وكأن الامر يروقهم فعلا
لا يمكننا باي حال من الأحوال ان نتنبأ بما قد يقرره ترامب في
شؤن المنطقة العربية ولا الشرق الأوسط حيث الرجل يتمتع بحس
تجاري واقتصادي شديد وهو يطوع قراراته السياسية للغايات
الاقتصادية والمالية ولمصلحة الولايات المتحدة فقط ولا احد غيرها
بما في ذلك الشركاء الاستراتيجيين في أوروبا وحتى إسرائيل على
ما اظن .
ربما يكون هذا التفكير في مصلحة الدول العربية بشكل كبير وهي
صاحبة رؤوس الأموال وربما يكون هذا إيذانا بالخراب وبداية
لحقبة جديدة من سرقة الموارد العربية والسيطرة على المقدرات .
ونحن كأمة عربية ليس لنا من امر انفسنا شيء بل سننتظر ما يفكر
فيه السيد الجديد الذي يسكن البيت الأبيض حتى نقدم القرابين من
اموالنا ودمائنا واعراضنا ليلين لنا السيد ويعطف ويذبحنا برفق
ولست ادري ما يصنع الله بنا على يد ترامب او غيره لكن الأكيد انه
لا دور لنا فيه فلسنا سوى قطيع من العبيد ترهبه العصا الامريكية
وينساق خلف جزرتها
وليس بيننا حر سوى قلة قليلة داخل الحصار في غزة تمطر السماء
عليهم القنابل وتتفجر من تحتهم الأرض جحيما ولا يزالون أحرارا
يضربون المثل في الصمود والبسالة وأن كيف لفئة قليلة ان يغلبوا
فئة كثيرة باذن الله
والله من وراء القصد
قد يعجبك ايضآ