“””وجه المومياء القاتل “”قصة قصيرة …بقلم مصطفى حسن محمد سليم
وجه المومياء القاتل
قصة قصيرة …بقلم مصطفى حسن محمد سليم
لم تكن تلك الأستعدادات الأمنية، التي احاطت بالمستشفى العام في محافظة اسوان، لتأمين وصول مسئول كبير لزيارة المستشفى، بل هي لاستقبال المومياء المجهولة ،التي تم العثور عليها منذ عدة ايام في مقابر النبلاء غرب اسوان ،وربما يؤدى فحصها بالأشعة المقطعية إلي اكتشاف جديد ،يوضح أن مرض السرطان منتشر منذ العصر الفرعوني، وربما ايضا تكون تلك العلاجات التي عثر عليها بداخل المقبرة، تساهم في كشف جديد لعلاج مرض السرطان، حيث برع الأطباء الفراعنة في ذلك، وتم دخول المومياء إلي غرفة الأشعة ليستعد الفريق الطبي الخاص لفحص المومياء، وعمل الأشعة المقطعية لها ،ولكن عندما تم وضع المومياءعلي جهاز الأشعة، سمع الأطباء صوت انفجار اعقبه ظلام دامس احاط بهم واخرج العديد منهم جواله، لأضاءة كشافه ليبث جو الطمانينة في مجال الغرفة، حتي يتبين لهم مصدر ذلك الأنفجار، ولكن لم يفلح ذلك، حيث اعلنت الأجهزة التي في ايديهم العصيان، مماجعل اغلبهم حريص علي مغادرة الغرفة، واتضح بعد ذلك ان المحول الكهربائى للمستشفى اصابه عطل، نتيجة الأحمال الزائدة ،ادت إلي انفجاره بهذا الشكل المفزع، وعكف الفنيون علي ذلك في اصلاحه، وتم تكثيف الحراسة علي غرفة الأشعة لحماية المومياء من السرقة، حتي يعود التيار الكهربائي مرة اخري للعمل في المستشفي…
هدات الحركة في المساء بعد عودة التيار الكهربائي وتوقفت الحركة بداخل اروقة المستشفى وشعر الحارس الذي يقف علي غرفة الأشعة بصوت ارتطام شديد بداخل الغرفة فحاول تبين الأمر من زجاج غرفة الأشعة ولكن لم تتضح له الرؤية كاملة لشدة الظلام بداخل الغرفة فعاد إلي مكانه مرة أخري مطمئنا وهو يعلم أنه ليس بداخل الغرفة اي نوافذ تطل علي خارج المكان وهو لم يغادر مكانه منذ استلام نوبة الحراسة ولم تمر إلادقائق قليلة وشعر بنفس صوت الأرتطام ولكن بقوة اكبر من المرة الماضية وهنا انتابه الشك وتحسس جراب مسدسه وهو يمد يديه ليفتح باب غرفة الأشعة ويبحث عن مفتاح الأضاءة الذي كان يعلم مكانه جيدا بجوار باب الغرفة وعندما انبعث النور بداخل الغرفة فغر الحارس فاه من شدة الخوف وهو يطلق جميع نيران مسدسه نحو ذلك الشئ الذى يقف امامه في ذهول…
تجمع رجال البحث الجنائي، وبعض من خبراء الآثار ،بداخل غرفة الاشعة لفحص ماوجده داخل تلك الغرفة، حيث التف رجال البحث الجنائي حول جثة الحارس ،الذي حمل وجه ملامح المومياء، وقد تجمعت بداخل جسده جميع طلقات مسدسه، وعكف خبراء الآثار في فحص مجموعة اللفائف من الكتان، التي كانت تلتف حول جسد المومياء ،وقد تلوثت بالدماء المتناثرة في جميع ارجاء الغرفة، وتحدث احد رجال البحث االجنائي إلي احد خبراء الآثار ،وهو يساله في توتر قائلا له هل هذه اللفائف تخص المومياء التي احضرتموها اليوم؟! فاؤما خبير الآثار براسه، وهو يترك تلك اللفائف تتهاوي من يده قائلا له نعم ولكنها غير مكتملة ،ثم يبدو انها انتزعت في عنف من علي جسد المومياء، وهي تبدو انها تخص منطقة الوجه!!
ولكني لااجد تفسير لماحدث، فقال له احد فنين الأشعة المتواجد معهم في الغرفة ،أن هذه اللفائف لم تكن موجودة في الغرفة، فأنا أول شخص وصل إلي الغرفة، وقد وجدت الحارس يلفظ انفاسه الأخيرة، وهو يشير بيده نحو باب الغرفة ، وكان وجه ينزف الدماء ويحمل تلك الملامح الغريبة ،مماجعلني اندفع للخارج لرؤية مايقصده ،فوجدت هذه اللفائف ملقية في الممر المؤدي إلي باب المستشفي ،فاحضرتها معي وأنا اعود مسرعا إليه لمحاولة انقاذه ،ولكنه كان قد لفظ انفاسه الأخيرة ،وبعد ان انتهي فني الأشعة من كلامه، حل الصمت والوجوم علي وجه الجميع ،وكل منهم يحاول ايجاد تفسير لماحدث داخل الغرفة عند ارتكاب الحادث واين ذهب وجه الحارس…
أشرقت الشمس اليوم التالي ،وهي تلقى بأشعتها على منطقة مقابر النبلاء غرب أسوان، وقد أنارت باب المقبرة رقم33مجهولة الهوية،ولمح الغفير المعين من جهة الآثار لحراسة المكان، شبح إنسان وقد القي بظله علي جدار المقبرة من الداخل، فأسرع إلي المقبرة لرؤية ذلك المتسلل، ويتخذ معه الأجراء الأمني المتبع ،ولكنه اصابه الذهول، وهو يري المومياء ترقد بداخل التابوت الحجري ،وقد راي بالأمس رجال الآثار ،وهم يعكفون علي نقلها، فأسرع إلي الخارج ليبلغ المفتش المسئول عن المكان، الذي أسرع بدوره إلي داخل المقبرة، ليجد المومياء قد عادت بداخل التابوت مرة أخري، وهي بحالة جيدة لاينقصها إلابعض اللفائف البسيطة في منطقة الوجه، ولاحظ ايضا انها تحمل وجه بشري!!
ويوجد بها ايضا بقعة كبيرة من الدماء، تختلط باللفائف المحيطة بها، وعدد من الرصاصات قد اخترقت جسدها ،وماهي إلادقائق قليلة وقد انتشر خبر العثور علي جسد المومياء ،دون وجود تفسير لكيفية اختفاء المومياء، وظهورها بهذا الشكل المفاجي، غير ان المومياء يبدو انها تجولت بمفردها حتي وصولها إلي مرقدها الأخير ،مع اختلاف بسيط هذه المرة، انها تحمل وجه الحارس وعدة رصاصات قد اخترقت جسد المومياء.