وحيد حامد .. صانع النجوم وأخر جيل العمالقة … بقلم / خالد فؤاد
ياجماعة أنا حبيت أيامي .
تحت هذا العنوان قمت قبل شهر واحد من الأن بكتابة مقالي الجديد بمجلة ” الكواكب” .
وقلت في بداية المقال .
ان تلك الجملة البسيطة أي ” ياجماعة أنا حبيت أيامي”
تعد عبارة في غاية البساطة ولكنها تحمل الكثير من المعاني جاءت علي لسان كاتبنا ومبدعنا الكبير وحيد حامد اثناء تكريمة في حفل إفتتاح الدورة ٤٢ لمهرجان القاهرة السينمائى ومنحة جائزة الهرم الذهبي التقديرية أمام حشد كبير وغير مسبوق لنجوم الفن في أي دورة من الدورات السابقة للمهرجان ؛ فقد وقف الجميع رجالا ونساء لحظة دخوله مستندا علي ذراع عملاق أخر لايختلف عليه اثنان هو عبقرى الأخراج شريف عرفه .
دموع الفنانات
أنا حبيت أيامي نعم هي عبارة كما قلنا في غاية البساطة قام بترديدها كاتبنا الكبير اكثر من مرة ومعها تساقطت دموع معظم الفنانات اللاتي حضرن حفل الأفتتاح مثل يسرا والهام شاهين ولبلبة ونيللي كريم ومنه شلبي وكثيرات غيرهن.
فمن الصعب أن كانت العبارة وبالطريقة المؤثرة التي قالها تمر مرور الكرام علي من يعرف قيمة هذا العملاق جيدا ويدرك مدى عظمة ماقدمه للساحة الفنية عبر نصف قرن من الزمان.
استاذ الأساتذة
نعم هو الأستاذ بل واستاذ الأساتذة وأخر جيل العمالقة كما اناديه دائما سواء في أي لقاء جمعني به بشكل مباشر اوعبر الهاتف او إذا ماتطرق الحديث عنه في أي ندوة اوملتقي اوحتى لقاء عادى مع اشخاص ليس لهم علاقة بمهنتنا المرهقة .
كبار وعظماء
فمع اتفاقنا إننا دائما وللأسف الشديد لاندرك قيمة الكبار والعظماء سوى بعد رحيلهم عن عالمنا ؛ إلا أن الوضع يختلف تماما مع هذا العملاق الذى جعلنا وبحق نحب ايامنا لكونه موجود معنا فيها ؛ فقد ساهم بشكل اوبأخر في إمتاعنا وإشباع عقولنا وحواسنا عبر سنوات طويلة كشف لنا فيها الكثير من الخبايا والأسرار وتطرق لأدق واهم وأخطر القضايا التي كان من الصعب علي غيره التطرق اليها بنفس الشكل وبذات المضمون القوى المؤثر .
فنانين كبار
ولم تكن هذه هي العبارة الوحيدة التي استوقفتنا في كلمة كاتبنا الكبير فقد استوقفنا ايضا حينما قال بتواضع كبير / انا اشتغلت مع فنانين كبار قوى تعلمت منهم الكثير واستفدت منهم الكثير .
ثم راح يعدد اسماء بعضهم.
ونحن لايمكن ان نختلف معه في إنهم بالفعل فنانين كبار امتعونا بعشرات ومئات الأعمال العظيمة والرائعة ولكننا ومع احترامنا لهم جميعا سواء الاموات منهم اوالأحياء نرى أن كتابات وحيد حامد لهم ساهمت في نجاحهم جميعا وإحتلالهم مكانة كبيرة ومميزة علي الساحة الفنية .
عادل إمام
فلايمكن أبدا للفنان الكبير عادل إمام أن ينكر إنه إنتقل لمرحلة البطولات المطلقة في التليفزيون علي يد وحيد حامد بمسلسله الشهير ” أحلام الفتي الطائر” ولا يمكن ان يستطيع ان ينكر إنه لولا سلسلة الأفلام التي كتبها له إبتداء ب إنتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط ومرورا ب الإنسان يعيش مرة واحدة والغول والهلفوت ومسجل خطر واللعب مع الكبار والإرهاب والكباب والمنسي وطيور الظلام والنوم في العسل وغيرها من الأعمال الهامة التي كانت بمثابة النقلات الهامة والمؤثرة في مشواره الفني الطويل وجعلته يتربع علي القمة طيلة نصف قرن من الزمان.
أحمد زكى
وهو نفسه مايمكن ان يقال عن نجمنا الأسمر الراحل أحمد زكى الذى يعد بإتفاق كل النقاد وكبار السينمائيين واحد من أهم وأكبر النجوم الذين انجبتهم السينما المصرية والعربية عبر تاريخها الطويل .
فقد كانت أهم نقلاته الفنية مع وحيد حامد إبتداء النقلة الأولي في مشواره فيلم ” التخشيبة” والنقلة الثانية الهامة التي اثارة جدل واسع ” البرئ” والنقلة الثالثة المختلفة في ” اضحك الصورة تطلع حلوه” والمحطة الأخيرة ” معالي الوزير” .
محمود عبدالعزيز
وكذلك الفنان الكبير الراحل محمود عبدالعزيز الذى ثبت اقدامه بقوه بعد التعاون مع وحيد حامد في الفيلم الهام ” طائر الليل الحزين” ليتوالي تعاونهم سويا ب ” الدنيا علي جناح يمامة” و” البرئ ” و” سوق المتعة” وغير هذا من الأعمال الهامة في مسيرته.
نور الشريف
وهو نفسه مايمكن قوله عن العملاق الراحل نور الشريف فمن منا ينسي سلسلة الافلام الجميلة التي كتبها له وحيد حامد ومنها علي سبيل المثال ” غريب في بيتي” وارزاق يادنيا وأخر الرجال المحترمين وعسل الحب المر وكل هذا الحب ودم الغزال وعمارة يعقوبيات وغيرها من الاعمال .
كل النجمات
وهكذا وهكذا وهكذا مع الكثير من النجوم وتقريبا كل النجمات المتواجدات علي الساحة منذ جيل نيللي ولبلبة ومرورا بيسرا ونادية الجندى ونبيلة عبيد والهام شاهين وليلي علوى والراحلة مديحة كامل حتى نجمات الجيل الحالي مني زكى ومنه شلبي وداليا البحيرى ودرة والمعتزلة حنان ترك وغيرهن .
جميعهن وبإعترافهن حققن شهرتهن الواسعة بعد قيامهن اومشاركتهن في أفلام ومسلسلات من إبداع قلمه.
إبداعات لاتنسي
فمن إبداعاته التي يصعب نسيانها وبعيدا عن كل ماسردنا افلام ” بنات ابليس وملف في الأداب والراقصة والسياسي وكشف المستور وقصاقيص العشاق ورجل لهذا الزمان وانا وانت وساعات السفر وملف سامية شعراوى والمساطيل ورغبة متوحشة ومحامي خلع واحكي ياشهر زاد وديل السمكة والوعد والاوله في الغرام وقط وفار .
ومسلسلات سفر الأحلام والجوارح والعائلة وبدون ذكر اسماء والجماعة بجزئية .
دعاء بطيلة العمر
وغيرها من الأعمال الاخرى سواء في السينما اوالدراما التليفزيونية والإذاعية .. التي صنع من خلالها اجيال واجيال من النجوم والنجمات
ولانملك في النهاية سوى الدعاء له بان يمد الله في عمره ويمتعه بالصحة والعافية ليظل يمتعنا بالأعمال الجميلة الرائعة التي يصعب علي غيره كتابتها مهما امتلك من موهبة ؛ فمن الصعب ان يمتلك احد مهما كان نفس مفرداته اوطريقته في تناول الموضوعات .
واليوم ونحن نفقد هذا الأستاذ الكبير انتابني شعور قوى بإعادة نشر المقال .
رحمة الله علي كاتبنا الكبير
خالد فؤاد
المزيد من المشاركات
![](https://elmshahir.com/wp-content/litespeed/avatar/625e7955f32cbb8dc8ffd3eb253ee86b.jpg?ver=1738498675)
المقال السابق
قد يعجبك ايضآ