وداعا أسطورة الشبشب الطائر وأهلا وسهلا بالعقاب الإيجابي للأطفال
كم مرة عزيزتى الأم الجميلة اللطيفة صاحبة القلب الحنون قررتى معاقبة طفلك بعلقة محترمة بشبشبك الطائر المقدس ؟!
أو بإطلاق مئة صرخة يوميا في وجهه حتى يكف عن ارتكاب بعض الأخطاء المتاحة له فعلها خلال رحلة التربية ؟!
كم مرة قمتى بإهانت طفلك أمام نفسه وأمام أخواته وأمام الأخرين ؟! كم مرة قمتى بمعاقبة طفلك بطرق قامت بتدميرنفسيتة دون أن تدركى .
لاشك أن الأطفال يحتاجون إلى العقاب ولكن لابد أن يكون عقاب إيجابيا بطريقة ليست قاسية وليست دائمة فليس كل خطأ يستحق العقاب، وبحيث أن يكون هذا التأديب مشجعا لهم على تصحيح سلوكهم ،فيجب ألا تكون العقوبات مذلة للأطفال، بل يجب أن يتعلموا منها أمرا مفيدا أو مهارة جديدة.
أساليب العقاب وطرق إستخدامها
ولهذا لابد أن تتقتنع الأم وأن تصبح علي دراية أن أساليب العقاب التي تستخدمها قد تضر أكثر مما تنفع، خصوصا عندما يفهم الأطفال رسالة خاطئة من هذا العقاب، في المقابل هناك بعض أنواع العقاب الذكية التي تصنع الفرق في تعديل سلوكيات الأطفال لأن عدد كبير من الأمهات يستسهلن العقاب القديم المتوارث والمتعارف عليه .
عزيزتى الأم هل فكرتى يوميا قبل أن تعاقبي طفلك بالضرب والحرمان أو الصراخ أو مايسمى ب “النوتى كورنر” وغيرها من وسائل العقاب أن تستخدمي بدل من كل ذلك نوع جديد أكثر إفادة لتعديل سلوك طفلك ، علي سبيل المثال بدلا من فكرة “النوتى كورنر” وطريقة العزل المذلة لطفلك ، عمل ركن جديد تطلقي عليه “ركن الهدوء” أو “الاسترخاء” ونضع به بعض الكتب والألعاب الخاصة بالخطأ الذى ارتكبه والمناسبة لكل سن ونطلب من الطفل علي مدار اليوم بعض من الأشياء المهارية الخاصة بهذة الأشياء ويتم نقاشة فيها وبمثل هذة الأشياء يتم تعديل سلوك الطفل أيضا.
حجج مكررة وإحباط الأطفال
عزيزتى الأم كفي عن معاقبة طفلك عقاب غير متناسب مع الخطأ وكفي أيضا عن التزمر وحجة التعب التى تستخديها كثيرا لأن هذا النوع من العقوبات الوخيمة يسبب الإحباط للأطفال، وقد يتخلون حتى عن محاولة التصرف بشكل جيد فيما بعد .
لكل أم “التربية مش سهلة بس مستاهلة ” مستاهلة التعب والمجهود مستاهلة تحبي اللي بتعمليه مستاهلة التجديد واستخدام أساليب تأتى بثمار جيدة تبنى أسرة ومجتمع سليم .
كاتبة المقال
الأستاذة ميادة عابدين ” إستشارى علاقات أسرية ونفسية “
