«وردة وبليغ»… الأوبرا المصرية تحيي ذكرى ثنائي الفن الخالد..كامل العدد
«وردة وبليغ»... الأوبرا المصرية تحيي ذكرى ثنائي الفن الخالد..كامل العدد
«وردة وبليغ»… الأوبرا المصرية تحيي ذكرى ثنائي الفن الخالد..كامل العدد
في ليلة يتجدد فيها الحنين إلى زمن الطرب الأصيل، تستعد دار الأوبرا المصرية لإحياء ذكرى اثنين من أعمدة الموسيقى العربية، الفنانة الراحلة وردة الجزائرية والموسيقار العبقري بليغ حمدي، من خلال حفل غنائي كبير يقام يوم الجمعة المقبل، الموافق 30 مايو الجاري، على المسرح الكبير بدار الأوبرا، في تمام الساعة التاسعة مساءً.
كتب: هاني سليم
حفل كامل العدد.. والجمهور في الموعد
شهدت شباك تذاكر الحفل إقبالًا غير مسبوق منذ إعلان تنظيمه، حيث نفدت جميع التذاكر قبل موعده بأيام، في دلالة واضحة على المكانة التي ما زال يحتفظ بها هذا الثنائي الأسطوري في وجدان الجمهور المصري والعربي على حد سواء. الحفل تنظمه فرقة الموسيقى العربية بقيادة المايسترو علاء عبد السلام، ويشارك فيه نخبة من الأصوات الشابة والقديرة، أبرزهم: ياسر سعيد، سارة زكي، محمد حسن، والفنانة إيمان عبد الغني، حيث يقدمون مجموعة مختارة من أشهر أغنيات وردة، التي شكلت مع بليغ جزءًا لا يُمحى من ذاكرة الطرب العربي.

ثنائية حب وفن: وردة وبليغ
ليست هذه مجرد حفلة غنائية بل هي احتفاء بعلاقة إنسانية وفنية نادرة جمعت بين وردة الجزائرية وبليغ حمدي، فقد تزوج الثنائي عام 1972 بعد قصة حب شغلت الوسط الفني، وتوّجا علاقتهما بسلسلة من الأعمال الغنائية الخالدة التي لا تزال تُردد حتى اليوم، رغم مرور عقود على إصدارها.
من أبرز هذه الأغاني: “العيون السود”، “خليك هنا”، “حكايتي مع الزمان”، “بودعك”، “لو سألوك”، “اشتروني”، “اسمعوني”، “مالي”، “وحشتوني”، “احضنوا الأيام”، “والله يا مصر زمان”، “ليالينا”، و”مسا النور والهنا”. كل واحدة من هذه الأغاني حملت بصمة بليغ اللحنية المميزة، وصوت وردة الذي امتلك طيفًا واسعًا من الإحساس والدفء.

إرث موسيقي خالد
يمثل بليغ حمدي أحد أبرز رواد التلحين في القرن العشرين، ونجح في المزج بين القوالب الموسيقية الكلاسيكية والطابع الشعبي المصري، وهو ما جعل ألحانه قريبة من قلوب المستمعين على اختلاف أذواقهم. أما وردة، فصوتها الذي جمع بين الشجن والقوة، كان الأداة المثلى لنقل هذه الألحان إلى مصاف الخلود.
ورغم أن زواجهما لم يدم طويلًا، فإن التعاون الفني بينهما استمر وترك بصمات لا تُنسى، مما جعل ذكراهما ترتبط دائمًا ببعض، وكأن الموسيقى كانت الرابط الأقوى والأبقى بينهما.

الأوبرا وتكريم الرموز
تأتي هذه المبادرة من دار الأوبرا المصرية في إطار سعيها المستمر لإحياء تراث الموسيقى العربية وتعريف الأجيال الجديدة به، كما تمثل الحفلات التي تكرم رموز الغناء والموسيقى نوعًا من الوفاء لأولئك الذين أسهموا في تشكيل وجدان الشعوب.
وفي هذا السياق، قال أحد منظمي الحفل:
“الاحتفاء بوردة وبليغ ليس مجرد عرض فني، بل هو بمثابة استدعاء لذاكرة شعبية وجمالية تعكس الهوية الثقافية العربية. فكل لحن من بليغ، وكل أداء من وردة، يحمل قصة وحالة ومشاعر لا تندثر.”
الفن لا يموت
في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتتغير فيه الأذواق، تثبت هذه الحفلات أن الفن الحقيقي لا يموت، وأن أسماء مثل وردة وبليغ ستظل تُحيا على المسارح وفي القلوب، طالما هناك من يغني، وطالما هناك جمهور يبحث عن الأصالة.
حفل يوم الجمعة ليس فقط فرصة للاستماع إلى أغنيات محفورة في الوجدان، بل هو تذكير بقوة الفن وقدرته على البقاء رغم الغياب، واحتفاء بثنائي أهدى العالم العربي بعضًا من أنقى ما فيه من جمال.