وسائل التواصل سلاح مزدوج… فكن أنت من يتمكن منه بوعي
وسائل التواصل سلاح مزدوج… فكن أنت من يتمكن منه بوعي
بقلم : سامية البابلى
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لا نستيقظ إلا عليها، ولا نغفو إلا بعد المرور بها…لكن، رغم كونها نافذة واسعة على العالم، فهي في الوقت ذاته مرآة تعكس وعيا أو تشتته.
الوقت…صَنع لهم التفوق ….وصنع لنا الفراغ
عندما أفكر في مرور ساعات اليوم وكيف نتعامل معها…أتعجب؟
هل تدركون أن هناك سارق دخل خلسة على حياتنا ببطئ وبهدوء…
جاء ليرسخ أفكار وطرق لزهق الوقت والقضاء على أيامنا…
درسوا شخصية الإنسان وأهواءه…
طبقوا نظرية سحب الوقت من بين يديك دون أن تدري…
وجدوا وسائل تشغلك عن كل شئ مهم في الحياة…
أوهموك أن حياة التواصل الإجتماعي هي كل الحياة…
فهو الساحر الذي يكشف بيدك أنت عن شخصيتك وحياتك وتفاصيلك على الملأ …فهذا هو إنفتاح العصر!!
وهم على الطرف الآخر من الكرة الأرضية…
أداروا ظهورهم والتفتوا إلى مصالحهم…
إستغلوا الوقت في التقدم العلمي والتفوق التكنولوجي…
لن نذهب بعيداً …كم من الوقت والفكر السطحي تهدره في الإجابة على أسئلة واهية مثال ( ما هو نجمك المفضل.. ما هي أكلتك المفضلة…الخ)
وما أن تبدأ بإجابة سؤال حتى تنهال عليك أسئلة مماثلة…فلقد وقعت في فخ تضييع الوقت والتسالي…
تأمل …ستكتشف أن وقتك سُرِقَ منك وعقلك سُلِب منك طواعية…وهم أهم عنصران في حياتك…
وبالتالي فأنت قد قمت بتفيذ رغبتهم في إنهيارك وتقدمهم…
عيوب وسائل التواصل الإجتماعي لا يجب أن نغفلها
الإدمان: الاستخدام المتكرر وغير المحسوب يجعل الذهن مشتتًا ويستهلك الوقت دون شعور.
المقارنة: مشاهدة حياة الآخرين المجمّلة قد تؤدي إلى فقدان الرضا وتضخيم النقص.
السطحية: تقل جودة التواصل الإنساني الحقيقي، وتزداد الرموز والصور بدل المشاعر الحقيقية.
انتهاك الخصوصية: مشاركة التفاصيل قد تفتح بابًا للتطفل أو الحسد أو حتى الاحتيال.
ولا يجب أن تغفل الجانب الإيحابى لهذا الإختراع المبهر
ولكي تتعامل مع هذا الإختراع وتستفيد منه :
حدد وقتك: لا تجعله يأكل يومك… خصص أوقاتًا محددة فقط.
اختر ما تتابع: غذّ بصرك بما ينفعك… واحذف ما يُضعف طاقتك أو يستهلك أعصابك.
شارك ما يُفيد: اجعل من وجودك أثرًا، لا مجرد تكرار للضجيج.
وازن بين الواقع والافتراض: تذكّر دائمًا أن أجمل اللحظات لا تُنشر، بل تُعاش.
وسائل التواصل ليست شرًّا محضًا ولا خيرًا مطلقًا…
هي مرآة لما تختار أن تكون عليه، فإما أن تُصبح أداة تعلّم، تواصل، وإلهام…
وإما أن تُصبح قيدًا خفيًّا يسلبك وقتك وراحتك.
إستغل هذا الإختراع ولا تجعله يستغلك…أستفيد منه وأبعد عن أضراره…لا تلتفت كثيراً لما ليس له أهمية… ولما يقلل من قدراتك الذهنية …ولما لا يضيف إليك…
ركز في الإستفادة من هذا الإختراع المذهل…
وتدارك مسؤلياتك نحو ذاتك …
ضيف الى ذاتك مزيدا من الوقت المستثمر تحميها من
الوقت الضائع
كاتبة المقال
الأستاذة سامية البابلى
كاتبة كتابة مقالات ومراجعات الكتب وتبدع في الفن التشكيلي والديكوباج وتؤمن بأن التعبير الإبداعي بالكلمة